في واحدة من أبشع وقائع الاختفاء التي تحولت إلى جريمة مكتملة الأركان نجحت أجهزة الأمن بمحافظة الغربية في فك لغز تغيب شاب من أبناء قرية كفر عسكر التابعة لمركز بسيون منذ أيام حيث كشفت التحريات أن الشاب خرج من منزله برفقة صديق له متوجهين إلى قرية سلامون للمشاركة في أعمال تنقيب غير قانونية عن الآثار داخل منزل مهجور وهناك لقي مصرعه وجرى دفنه بطريقة بشعة داخل حفرة قبل أن يصب فوقه المشاركون طبقة خرسانية لإخفاء جريمتهم.

القصة بدأت ببلاغ تلقته الأجهزة الأمنية من أسرة الشاب محمد فضل البالغ من العمر ثلاثين عامًا يفيد بتغيبه منذ السبت الماضي دون معرفة وجهته وفشلت كل محاولات الاتصال به أو تحديد موقعه ما أثار القلق لدى أسرته ودفعهم لتحرير محضر رسمي بمركز شرطة بسيون وباشرت فرق البحث الجنائي عملها سريعًا لكشف ملابسات الحادث.

تحريات المباحث قادت إلى مفاجأة صادمة حينما توصلت إلى أن الشاب خرج من قريته بصحبة صديق له يدعى محمد ر من ذات الناحية واتجها سويًا إلى قرية سلامون حيث التقيا بشيخ يدعى حسن من قرية صالحجر وشقيقين من نفس القرية وتم الاتفاق بينهم جميعًا على التنقيب عن الآثار داخل منزل قديم اعتقدوا أنه يحتوي على كنز أثري مدفون تحت الأرض

وبحسب ما ورد في التحقيقات فإن الشاب محمد فضل بدأ العمل في الحفر داخل الغرفة المستهدفة وانهارت عليه التربة فجأة ليسقط داخل الحفرة دون أن يتمكن أي من المشاركين من إخراجه ليقرروا التخلص منه بشكل نهائي خوفًا من افتضاح أمرهم حيث قاموا بردم الحفرة التي سقط فيها ثم صبوا فوقها خرسانة سميكة لإغلاق المكان تمامًا وإخفاء أي أثر لما حدث.

فرق البحث تابعت جهودها الحثيثة وتمكنت من تحديد هوية المتهمين الأربعة وضبطهم حيث أقروا في التحقيقات الأولية بتفاصيل الواقعة مؤكدين أنهم لم يستطيعوا إخراجه بعد سقوطه وخشوا من اكتشاف الأمر فلجأوا إلى دفنه في مكانه والتخلص من الجريمة بطريقة سريعة اعتقدوا أنها ستحميهم من المساءلة القانونية.

الأجهزة الأمنية بدورها قامت بإخطار النيابة العامة التي أمرت باستخراج الجثة من مكان دفنها وإرسالها للطب الشرعي لبيان سبب الوفاة الحقيقي كما أمرت بحبس المتهمين على ذمة التحقيق مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد حجم مسؤولية كل متورط في الحادث الذي أثار ضجة واسعة في القرية والمناطق المجاورة.

الواقعة خلفت حالة من الذهول بين أهالي كفر عسكر الذين عبروا عن حزنهم الشديد للطريقة المروعة التي انتهت بها حياة أحد شبابهم الذي سقط ضحية للطمع وخداع المنقبين غير الشرعيين الذين يلهثون خلف أوهام الكنز المدفون بينما يغفلون عواقب هذه المغامرات المحفوفة بالمخاطر.

وتكثف أجهزة الأمن من حملاتها على الأماكن المشبوهة والمنازل المهجورة التي قد تُستخدم في أعمال التنقيب غير المشروع عن الآثار مطالبة المواطنين بالإبلاغ الفوري عن أي تحركات غير طبيعية حفاظًا على الأرواح وحماية للتراث الوطني من العبث.