في زمن تسارع فيه التغيرات المناخية وتزايدت الحاجة للطاقة النظيفة، باتت الشراكات الدولية ضرورة لا خيارًا، ومن قلب شنغهاي، المدينة التي ترمز لمستقبل الطاقة، جاء اللقاء المصري الصيني ليعكس تطلعًا مشتركًا لتجاوز الحدود الجغرافية، وربط القارات الثلاث – آسيا، إفريقيا، وأوروبا – بشبكة كهربائية موحدة تعتمد على مصادر مستدامة.

تعزيز حضورها كمركز إقليمي للطاقة عبر خطط استراتيجية

وبينما تتصارع بعض الدول لإيجاد حلول لأزمات الطاقة، تتحرك مصر بخطى واثقة لتعزيز حضورها كمركز إقليمي للطاقة عبر خطط استراتيجية، وشراكات مدروسة، واستثمار في المستقبل الأخضر.

مؤتمر شنغهاي للطاقات المتجددة والتحول الطاقي بجمهورية الصين الشعبية

في خطوة تؤكد التزام مصر العميق بقضايا الطاقة المستدامة والتكامل الإقليمي، شارك الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، في مؤتمر شنغهاي للطاقات المتجددة والتحول الطاقي بجمهورية الصين الشعبية. 

وخلال زيارته، عقد الوزير جلسة مباحثات رفيعة المستوى مع رئيس منظمة تطوير وترابط الطاقة العالمية (GEIDCO)، ليو تشنيا، بهدف تعزيز أوجه التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والربط الكهربائي الدولي.

تبادل وجهات النظر حول إمكانية إنشاء تحالف إفريقي للربط الكهربائي

شهد اللقاء مناقشات موسعة حول استراتيجيات الاستخدام الأمثل لموارد الطاقة المتجددة، ورفع كفاءة الشبكات، وتحفيز مشروعات الربط الكهربائي عبر الحدود، كما جرى تبادل وجهات النظر حول إمكانية إنشاء تحالف إفريقي للربط الكهربائي، ليكون نواة لتكامل كهربائي شامل بين قارات آسيا، إفريقيا، وأوروبا.

تأتي هذه التحركات في ظل توجه مصري ثابت نحو التحول الطاقي، يرتكز على تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، والحد من الانبعاثات الكربونية، والتوسع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. كما استعرض الوزير خلال الاجتماع مشروعات مصر الطموحة التي تسعى إلى استغلال الموقع الجغرافي الاستراتيجي للدولة، وتحويلها إلى مركز إقليمي للطاقة، عبر تطوير شامل للبنية التحتية، وتحديث قدرات الشبكة الوطنية للكهرباء.

وتمت الإشادة بدور منظمة GEIDCO، التي تضم أكثر من 1300 عضو من 141 دولة، في دعم بناء الشبكات الذكية، وتطوير المهارات الفنية للدول النامية، ونشر تقنيات تخزين الطاقة، باعتبارها عناصر حيوية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل.

وأكد الوزير عصمت أن مشروع الربط الكهربائي لا يمثل فقط أداة لتبادل الطاقة، بل هو جسر للتنمية الإقليمية، ووسيلة للتعامل مع التحديات المناخية العالمية، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود بين الدول، وتسريع وتيرة تنفيذ مشروعات الطاقة النظيفة، وتعميق الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في هذا المجال.

وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على استمرار التنسيق وتبادل الخبرات بين الجانبين، ودراسة فرص التعاون المستقبلية، بما يعزز من الاستقرار الطاقي العالمي، ويواكب أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.