البيض يدعو إيران إلى التركيز على الداخل: القوة تُبنى من الداخل لا بالتدخلات الخارجية

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
البيض يدعو إيران إلى التركيز على الداخل: القوة تُبنى من الداخل لا بالتدخلات الخارجية, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 01:23 صباحاً

دعا السياسي اليمني هاني علي سالم البيض، اليوم، الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول التي تمر بأزمات داخلية إلى تركيز جهودها على حل مشكلاتها المحلية بدلًا من تصدير الصراعات إلى الخارج وخلق التوترات عبر الحدود.

وفي تصريح صحفي موسع، استعرض البيض التجارب التاريخية للدول التي نجحت في تحويل مصيرها بعد أن عانت من أزمات كبرى، مشيرًا إلى تجارب ألمانيا واليابان بعد هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية. ولفت إلى أن هاتين الدولتين لم تستمرّا في مسلسل الانتقام أو التوسع العسكري، بل اتجهتا نحو إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، ما مكّنهما لاحقًا من أن تصبحا قوتين اقتصاديتين عظميين.

وقال البيض: "رغم المعاناة الشديدة التي مرّت بها اليابان، خصوصًا بعد القصف النووي الذي طال مدينتي هيروشيما وناغازاكي، إلا أنها اختارت طريق النمو الاقتصادي والتطوير الصناعي، لتتحول إلى واحدة من أكبر الاقتصادات المتقدمة في العالم، وتُعرف بريادتها في الجودة والابتكار". وأضاف: "أما ألمانيا، التي كانت ذات يوم قوة مُحتلة لأجزاء كبيرة من أوروبا، فقد أصبحت دولة صناعية ديمقراطية قوية بفضل الدعم الخارجي مثل خطة مارشال، وبفعل رؤية داخلية واضحة للبناء والإصلاح".

وتساءل البيض : "لماذا لم تفكر اليابان في الانتقام؟"، ليجيب بأنها اختارت مسارًا بناءً أثبت فعاليته على مدى العقود الماضية، وهو التركيز على الإنسان والتكنولوجيا والبنية الاقتصادية، وليس على التواجد العسكري أو الثأر التاريخي.

وبخصوص السياسة الإيرانية الراهنة، قدّم البيض تحليلًا استراتيجيًا لما وصفه بـ"الفرص الضائعة"، مشيرًا إلى أن إيران كان يمكن أن تكون اليوم قوة إقليمية رائدة لو سلكت طريقًا مختلفًا خلال ذروة قوتها التفاوضية حول برنامجها النووي. وأوضح أن تسوية حكيمة كانت ستتيح لها رفع العقوبات الاقتصادية، واستعادة مليارات الدولارات من الأصول المحظورة، والانخراط الكامل في الأسواق العالمية، مقابل التزامها بالتخلي عن الطموحات النووية العسكرية.

ولفت إلى أن هذا السيناريو البديل كان من الممكن أن يجعل إيران مركزًا إقليميًا للتصنيع والتجارة، بدلًا من الاستمرار في سباق التسلح والنفوذ الإقليمي الذي كلفها – بحسب رأيه – الكثير من الموارد والسمعة الدولية.

ووجه البيض رسالة مباشرة إلى القيادة الإيرانية، داعيًا إياها إلى التوقف عن سياسة "تصدير الثورة" والتدخلات الخارجية في شؤون الدول الأخرى، والتركيز الحقيقي على استقرار الداخل الإيراني ورفاهية الشعب الإيراني، الذي يعاني من تدهور اقتصادي وضغوط اجتماعية متزايدة.

وشدد على أن "القوة الحقيقية تُبنى من الداخل"، وأن أي دولة تدّعي الدفاع عن المستضعفين في الخارج عليها أولًا أن تُنصف شعبها وتُحقّق له العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية.

واختتم البيض حديثه بعبارة ذات طابع فلسفي قال إنها تنطبق على كل زمان ومكان:
"من أراد الأمن لجيرانه، فليزرعه أولًا في بيته، فالشعوب أولى بالرعاية من المشاريع العابرة للحدود."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق