اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة مساء اليوم الأحد في منطقة "شُريه" الواقعة بمديرية رداع بمحافظة البيضاء، إثر محاولة فاشلة نفذها مسلحون تابعون لمليشيا الحوثي الانقلابية لاختطاف أحد أبناء المنطقة، مما أدى إلى تصعيد التوتر واندلاع مواجهات مباشرة بين المسلحين الحوثيين وأفراد من أهالي المنطقة.

وأكدت مصادر قبلية مطلعة أن مجموعة من المسلحين الحوثيين حاولت اختطاف شاب من أبناء قرية "شُريه" دون أي مسوغ قانوني أو سند رسمي، وهو ما قوبل برفض قاطع من قبل الأهالي ورفاق الشاب الذين تصدوا للمحاولة بكل حزم، ما أسفر عن تحول الحادثة إلى مشادة كلامية سريعة، لتتحول بعدها إلى اشتباك مسلح باستخدام الرصاص الحي في مختلف الاتجاهات.

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي لحظات الاشتباك العنيف بالقرب من محطة القمراء شرق مدينة رداع، حيث ظهرت فيه تعزيزات متبادلة من الطرفين، فيما سمع دوي إطلاق نار كثيف في أرجاء المنطقة، ما أثار حالة من الهلع والترقب بين صفوف السكان المحليين.

وبحسب المصادر المحلية، فإن الاشتباكات أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف مليشيا الحوثي، دون تسجيل أي خسائر بشرية في صفوف المواطنين حتى اللحظة.

ولفتت المصادر إلى أن الوضع لا يزال متوترًا في المنطقة، مع استنفار كبير من قبل أبناء القبائل الذين أعلنوا جهوزيتهم لأي تطورات أو تحركات محتملة من المليشيا.

وفي تعليق غاضب على الحادثة، قال ناشط محلي من مديرية رداع: "إذا فاض الكيل.. الشعب بيسحلكم بالشوارع"، مؤكداً أن أبناء المنطقة لن يسمحوا باستمرار ممارسات الإذلال والاعتقالات التعسفية والابتزاز التي تمارسها المليشيا الحوثية بحق المدنيين.

تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد الغضب الشعبي في مناطق سيطرة الحوثيين، خاصة بعد تنامي عمليات المداهمة والاعتقالات العشوائية التي تستهدف أبناء القبائل، والتي غالباً ما تكون مصحوبة بمحاولات ابتزاز مالي أو ترهيب، ما يشير إلى احتمالية انفجار الأوضاع بشكل أوسع في الأيام القادمة.

وتتخوف مصادر محلية من أن تمتد موجة الغليان إلى مناطق أخرى في المحافظة وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، في حال استمرار سياسة العنف والقمع التي تنتهجها الجماعة ضد السكان، وهو ما قد يؤدي إلى تفجر مقاومات شعبية واسعة النطاق.