تصاعدت حالة الغضب الشعبي في مدينة زبيد بمحافظة الحديدة، على خلفية محاولات جديدة لجماعة الحوثي نقل مجموعة من المخطوطات والكتب العلمية والتاريخية النادرة من مكتبة زبيد التاريخية إلى العاصمة المحتلة صنعاء، في خطوة اعتبرها أبناء المدينة استهدافًا مباشرًا لتراثهم الثقافي وهويتهم الحضارية.

ووفقًا لمصادر محلية، فقد شرعت عناصر تابعة للجماعة خلال الأيام الماضية في تنفيذ إجراءات تهدف إلى نقل محتويات المكتبة، والتي تضم آلاف المخطوطات النادرة التي تعود إلى قرون مضت، وتُعد من الكنوز العلمية التي وثقت تاريخ مدينة زبيد كأحد أهم مراكز العلم في اليمن والعالم الإسلامي.

المصادر ذاتها أكدت أن هذه المحاولة قوبلت برفض قاطع من وجهاء مدينة زبيد وأعيانها، الذين عبّروا عن استيائهم الشديد، واعتبروا أن نقل هذه المخطوطات يمثل انتهاكًا صارخًا لحق المدينة في الاحتفاظ بتراثها، وطمسًا متعمدًا لهويتها الثقافية التي تعود إلى أكثر من ألف عام.

وأشار ناشطون ومهتمون بالشأن الثقافي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة مكتبة زبيد، حيث سبق وأن قامت في عام 2019 بنهب عدد من المخطوطات النادرة من داخل القلعة التاريخية التي تحتضن المكتبة، في إطار ما وصفوه بـ"سلسلة اعتداءات ممنهجة" ضد الموروث الثقافي اليمني.

وطالب أهالي زبيد المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث، وفي مقدمتها منظمة اليونسكو، بالتدخل العاجل لمنع استكمال هذه الخطوة الخطيرة، والعمل على حماية المخطوطات والمكتبات اليمنية التي تتعرض للاستهداف من قبل الجماعة.

يُذكر أن مدينة زبيد مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1993، وتُعد من أعرق المدن اليمنية التي ازدهرت فيها الحركة العلمية والثقافية على مدى قرون، وتحتوي مكتبتها على ثروة معرفية تُعد مرجعًا هامًا للباحثين والمؤرخين.