اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، النظام الإيراني بازدواجية الخطاب بشأن مفاهيم السيادة والاستقلال، منتقدًا حديث طهران عن احترام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي في ظل سجلها الحافل بالتدخلات في شؤون دول المنطقة.

وقال الإرياني إن النظام الإيراني يتجاهل عمدًا ما يقارب خمسة عقود من السياسات العدوانية التي انتهكت سيادة دول الجوار، وأسهمت في زعزعة استقرار الإقليم، ودفعت المنطقة إلى أتون من الفوضى والدمار.

وأوضح أن طهران تبنت منذ اللحظة الأولى لـ"الثورة الخمينية" سياسة تصدير الثورة، وأنشأت الحرس الثوري وفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، بهدف تشكيل مليشيات طائفية عابرة للحدود في العراق وسوريا ولبنان واليمن، لتنفيذ أجندتها واغتيال السيادة الوطنية لتلك الدول.

وأضاف أن طموحات إيران لم تقتصر على التدخلات السياسية والعسكرية، بل امتدت لمحاولات السيطرة على المضائق البحرية الاستراتيجية، كمضيق هرمز وباب المندب، بهدف ابتزاز العالم والتحكم بخطوط الملاحة الدولية وخنق حركة التجارة العالمية بما يخدم مصالحها الضيقة.

وأشار الإرياني إلى أن اليمن يشكل نموذجًا واضحًا لهذا المشروع التخريبي، حيث دعمت إيران انقلاب مليشيا الحوثي، وساعدتها على شن حرب مدمرة أودت بحياة مئات الآلاف، وشردت الملايين، ودمرت البنية التحتية، ونهبت مقدرات الدولة، واستنزفت الاقتصاد الوطني، وتسببت بخسائر بمليارات الدولارات.

وأكد أن حديث طهران عن "السيادة" ليس سوى كذبة كبرى تُستخدم كغطاء لمشروع توسعي طائفي لا يعترف بالحدود، ولا يحترم سيادة الدول، ويستغل الشعارات الدينية والقومية لتبرير التدخلات السياسية والعسكرية.

وختم الإرياني بالقول إن من صادر القرار الوطني في بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء، ومن يرعى المليشيات ويغذي الانقلابات ويفرض الوصاية الإلهية على شعوب المنطقة، هو آخر من يحق له الحديث عن احترام القانون الدولي أو مبدأ سيادة الدول واستقلالها.