طارق صالح يستجيب لهزار مواطن تعزي ويُقدّم أضحية عيد في خطوة إنسانية أو محاولة لامتصاص الغضب؟

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طارق صالح يستجيب لهزار مواطن تعزي ويُقدّم أضحية عيد في خطوة إنسانية أو محاولة لامتصاص الغضب؟, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 12:44 صباحاً

في خطوة وصفها المراقبون بأنها "غير مألوفة"، وجّه عضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد طارق محمد عبدالله صالح ، بتقديم أضحية عيد لأحد سكان مدينة تعز ، وذلك بعد ظهوره في مقطع فيديو سابق أدلى فيه بتصريحات ساخرة تناولت الأوضاع الإنسانية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها السكان.

وجاءت تعليقات طارق صالح خلال حديثه عن الوضع في محافظة تعز، حيث طالب هازلاً بتوزيع أضحية لكل مواطن في المدينة، ولوّح بإرسال "دبّاب ماء" إلى مدينة المخا ، في إشارة رمزية إلى نقص الخدمات الأساسية وانعزال المدينة عن العالم الخارجي بسبب الحصار الذي تعيشه منذ سنوات. ولفت كثيرون إلى أن هذا التصريح جاء من موقع قيادي لصالح في منطقة المخا، ما أثار جدلاً حول مدى التزامه بالواقع الإنساني على الأرض.

وبعد تداول المقطع بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وردّت "الخلية الإنسانية" التابعة لطارق صالح على الدعوة، عبر تنفيذ توجيهات مباشرة من قبله، تم بموجبها زيارة منزل المواطن الذي كان محور الحديث، وتوزيع أضحية العيد عليه وعلى عدد من جيرانه في الحي.

ورغم أن الاستجابة لم تشمل جميع سكان تعز كما بدا في التعليقات الساخرة، إلا أن المواطن المستفيد أعرب عن امتنانه الكبير لاستجابة طارق صالح، مؤكداً أنه لم يكن يتوقع أن تصل دعوته إلى الفعل، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة.

ردود فعل متباينة

الخطوة أثارت ردود فعل متباينة بين المواطنين ونشطاء التواصل الاجتماعي، إذ رأى البعض فيها مبادرة إنسانية شخصية تستحق التقدير، خصوصاً في ظل النقص الشديد في الدعم الحكومي أو الدولي للمحافظة المنكوبة.

في المقابل، شكك آخرون في الدوافع الحقيقية للخطوة، واعتبروها محاولة سياسية لتحسين الصورة وامتصاص غضب الشارع في تعز، خاصة في ظل التوتر المتزايد ضد القوات الموالية لطارق صالح والمدعومة من الإمارات ، والتي تتهمها أوساط شعبية وسياسية بمواصلة فرض حصار غير مباشر على المدينة، وعدم تقديم الدعم الكافي لإنهاء معاناة السكان.

خلفية عن الوضع في تعز

تظل مدينة تعز رابع أكبر مدن اليمن من حيث الكثافة السكانية، واحدة من أكثر المناطق تأثراً بالصراع المركب الذي تشهده البلاد منذ نحو ثماني سنوات. ومع استمرار انقسام الخطوط الأمامية بين القوى المتحاربة، تبقى تعز منقسمة بين سيطرة مليشيا الحوثي في الأجزاء الشمالية والشرقية، وقوات الحكومة المعترف بها دولياً (والتي تضم قوات طارق صالح) في المناطق الغربية والساحلية، دون أي تقدم حقيقي نحو فتح ممرات إنسانية دائمة أو إنهاء الحصار.

هل هي بداية تحول إنساني أم مجرد دعاية؟

بينما يرى بعض المراقبين أن هذه الخطوة قد تكون مؤشرًا على تحول في استراتيجية طارق صالح نحو الجانب الإنساني، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات الدولية والمحلية لدوره العسكري والسياسي في الساحل الغربي، فإن آخرين لا يزالون ينتظرون خطوات عملية شاملة تترجم هذا الاهتمام إلى دعم حقيقي يلامس حياة آلاف المدنيين.

ويتساءل كثيرون: هل ستتوالى مثل هذه المبادرات لتغطي الاحتياجات الملحة من الغذاء والدواء والماء والكهرباء؟ أم أنها كانت مجرد استجابة لحظية لفيديو اكتسب زخماً إعلامياً؟

على صعيد متصل، لم تصدر حتى اللحظة بيانات رسمية من الجهات الحكومية أو الإنسانية في تعز حول خطط لدعم أوسع نطاق، مما يترك السؤال مفتوحاً حول مستقبل مثل هذه المبادرات، وجدواها في تغيير الواقع المرير الذي يعيشه سكان المدينة المنكوبة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق