اتهم مواطنون في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، عناصر من الأمن العام التابع للإدارة المحلية هناك، بارتكاب جرائم عنصرية بحق المواطنين القادمين من المحافظات الشمالية، وسط حالة من الاستياء والقلق المجتمعي إزاء ما وصفوه بـ"السلوك غير المسؤول وغير الأخلاقي" لبعض الجهات الأمنية.

وأفاد عدد من الشهود والعُمداء المحليين أن حادثة مثيرة وقعت صباح يوم السبت، حين قام أحد الجنود الذين يعتقد أنه يتبع لقوات الأمن العام في المدينة، باعتراض طفل من أبناء المحافظات الشمالية وإجباره على تسليم كمية من نبات القات كان يملكها.

وقال المواطنون إن الجندي رفض كل الطلبات التي قدمها المارة له من أجل الإفراج عن الطفل أو التعامل معه برفق، مؤكدين أنه رد على محاولاتهم بالقول: "لازم آخذ القات عليه" ، في إشارة إلى استخدام الحجة الأمنية كذريعة لاقتيطاع الكمية التي كانت بحوزته.

وأضاف الشهود أن بعض المواطنين طلبوا من ذات الجندي أن يتم توقيف الطفل إذا كان يمتلك مخالفة فعلاً، لكن الأخير رفض ذلك، واعترف بأن الكمية التي تم مصادرتها كانت معدة للاستخدام الشخصي، وقال إن قائدهم هو من أمر بمصادرة القات، مشيرين إلى أن الجندي استولى على 6 حبات من القات بقيمة بلغت نحو 36 ألف ريال يمني .

وأشار المواطنون إلى أن هذا السلوك ليس الأول من نوعه، حيث سبق وأن اعتدى جنديان على شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة من أصل شمالي، ومثلوا به بعد أن قاما بمطاردته في إحدى شوارع المدينة، قبل أن يستوليا على الكمية التي كان يحملها من نبات القات دون أي مبرر قانوني أو أمني.

وتسببت هذه الحوادث في حالة غضب بين أوساط السكان، الذين طالبوا القيادة المحلية والأجهزة الأمنية في شبوة بالتحقيق الفوري في تلك الوقائع، ومعاقبة من تورطوا فيها، محذرين من تصاعد التوترات المجتمعية في حال استمرار مثل هذه الممارسات.

واعتبر مراقبون أن هذه التصرفات تعكس وجود ثقافة أمنية غير متطورة، وتفتقد إلى معايير المهنية والاحترام للمواطن، مشددين على ضرورة وضع حد لمظاهر الانحياز العرقي أو الجغرافي داخل المؤسسات الأمنية.