فاتورة صراع التكنولوجيا والقيم!

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فاتورة صراع التكنولوجيا والقيم!, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 04:13 صباحاً

إحدى وجوه الصراع في المجال التربوي اليوم، تقوم على فرض الإيقاع القائم الآن، بين القيم الإنسانية والتكنولوجيا. ومن البديهي القول في هذا المجال، إن أرجحية الغلبة –حتى الساعة– هي للتكنولوجيا، في عالم يبدو أنه استسلم كُليا للمادة، وقد أدار ظهره للقيم الإنسانية المشرقية الأصيلة التي رصعت بالذهب، الحياة الاجتماعية لدى أجدادنا والآباء... فهل قيلَت الكلمة الأخيرة في هذا المجال؟...

دور المدارس

لطالما شكلت المدارس والمُؤسسات التربوية، وصولا إلى التعليم العالي، القلعة المنيعة للقيم الإنسانية السمحاء، تسكُب الأصالة الإنسانية في التربية، وهي تنظُر إلى المُتعلم بواقعه الشُمولي، وتُغذيه بالقيم والمبادئ حتى في ظلال "مدرسةٍ تحت السنديانة"!.

وأما اليوم، في عصر التكنولوجيا ومن بابها العريض، فتتسابق مُؤسساتنا التربوية لتسجيل فوزٍ في ميادين الأنشطة المدرسية ذات الصلة بعالَم التكنلوجيا الرحب، في وقت قد يسبق المُتعلم مُعلمه في معارف التكنلوجبا وتقنياتها الواسعة اللامحدودة!.

إن أبناءنا، ليسوا في حاجة إلى مَن يُرشدهُم إلى عالَم عِلمي بالغ السُرعة والتطور، وهو يسير بسُرعة صاروخية، بقدر حاجتهم إلى من يُغذي فيهم النواحي الخُلُقية والجوانب الإنسانية والرُوحية...

إستِخفاف بالشؤون الخُلقية

وكنتيجة لـ "سوء التغذية" بالنواحي الخُلُقية، يستخف جيل اليوم بكُل ما له علاقة بالشُؤون الخُلقية والجوانب الإنسانية والاجتماعية، فيما نتباهى في مُؤسساتنا التربوية، بأننا نُركز في التربية، على "التفكير الناقد" وتمرُس المُتعلم بـ "تحمُل المسؤولية تجاه مُجتمعه"... فكيف يكون ذلك، في غياب المعيار الخُلقي والضمير الإنساني؟...

إننا لا نُبالي مثلا بخبرٍ أوردته "وكالة الصحافة الفرنسية"، الأحد 11 أيار 2025، عن "إعلان السلطات الإيرانية تنفيذ حُكم الإعدام في حق رجل دين باغتصاب شابة في محافظة سمنان شمال البلاد". وقد ذكرت وكالة "ميزان أونلاين"، التابعة للسُلطة القضائية الإيرانية، أن الجاني الذي لم تُكشَف هُويته "أُعدم شنقا"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل في شأن الجريمة.

ولا يعلم المُتعلمون عندنا بالتأكيد، أن "قوانين الجُمهورية الإسلامية الإيرانية، تفرض عُقوبة الإعدام على جرائم عدة، بينها الاغتصاب والاعتداء الجنسي"...

كما ولا يعلمون، أن إيران تُنفذ سنويا ثاني أكبر عدد من أحكام الإعدام في العالَم بعد الصين، وفقا لهيئاتٍ حُقوقيةٍ، بينها "مُنظمة العفو الدولية".

وكانت السُلطات الإيرانية أعلنت، في كانون الأول 2024، إعدام رجلٍ دينَ بالاعتداء على عشرات النساء في طهران...

إشكاليةٌ ثقافيةٌ

في جانبٍ من هذه الإشكالية المطروحة في المجال التربوي اليوم، تندرج مسألة المُستوى الثقافي للمُتعلمين، في عصر أُفول الكتاب كمرجعٍ ثقافيٍ موثوقٍ وذي آفاقٍ شاملةٍ... ليحل مكانه الـ"IPad"، فيغيب العُمق تاركا الساحة للسطحية الثقافية، آخذا معه البُعد الإنساني!.

يقول "ابن القيم" (تقي الدين أبو عبد الله شمس الدين... وُلد في العام 1292 م. وتوفي في 1350 م. وهو مِن أشهر العُلماء في التاريخ الإسلامي): "مَن عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس".

وأما نحن، فنكاد ننسى العُيوب بالمُطلق... ما يمكث فينا وما يتحكم بمُجتمعنا هلى حد سواء. فكيف لنا أن نصمُد في وجه هذا "المَد" المُتنامي، وبوتيرةٍ سريعةٍ، للتكنلوجيا التي تُصبينا "خَبط عشواء"؟.

أخبار ذات صلة

0 تعليق