نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيوت البذور بين الادعاءات والحقائق ومدى تأثيرها على الصحة, اليوم الأحد 1 يونيو 2025 06:21 مساءً
أثارت زيوت البذور مثل زيت الكانولا (اللفت) وزيت دوار الشمس جدلاً واسعاً في السنوات الأخيرة، وسط حملة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي تتهمها بأنها "سامة" وتسبب أمراضاً مزمنة، من السمنة إلى السرطان. لكن هل تدعم الأدلة العلمية هذه المزاعم؟
زيوت البذور تُعد مكوناً أساسياً في المطابخ حول العالم، ومع ذلك فقد أطلق منتقدوها عليها لقب "الثمانية المكروهة"، في إشارة إلى زيوت الكانولا، الذرة، القطن، العنب، الصويا، نخالة الأرز، دوار الشمس، والقرطم، متهمين إياها بالتسبب في التهابات مزمنة وأمراض القلب والسكري.
لكن وفقاً لعدد من الخبراء، فإن هذه الادعاءات تفتقر إلى أدلة علمية قوية.
البروفيسور داريوش مظفّريان، مدير "معهد الغذاء كدواء" بجامعة تافتس الأمريكية، يقول إن أحماض أوميغا-6، الموجودة بتركيز عالٍ في هذه الزيوت، ليست ضارة بحد ذاتها، بل تُنتج مركبات مفيدة مضادة للالتهاب مثل الليبوكسينات. وأظهرت دراسات طويلة الأمد شملت أكثر من 200 ألف شخص، أن من يستهلكون زيوت البذور بانتظام كانوا أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب أو السرطان.
الدكتور ماتي ماركلوند، أستاذ تغذية الإنسان في جامعة جونز هوبكنز، أشار بدوره إلى أن تناول حمض اللينوليك – وهو أحد أبرز أحماض أوميغا-6 – يرتبط بانخفاض خطر أمراض القلب وتحسن مستويات الكوليسترول والجلوكوز.
ومع ذلك، يثير بعض الباحثين مخاوف بشأن التوازن بين أوميغا-6 وأوميغا-3 في النظام الغذائي الغربي، حيث تصل النسبة إلى 50:1، في حين يُوصى بنسبة أقرب إلى 4:1. وتشير دراسة لمنظمة الصحة العالمية إلى ارتباط ارتفاع هذه النسبة بخطر أكبر لبعض الأمراض المزمنة مثل التهاب القولون التقرحي.
الجدل لا يقف عند هذا الحد؛ فقد أشارت دراسة نُشرت في مارس 2025 إلى أن حمض اللينوليك قد يُعزز من نمو الخلايا السرطانية في حالات سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC)، وهو نوع نادر وعنيف يصعب علاجه.
لكن العلماء حذروا من تعميم النتائج، مؤكدين أن أوميغا-6 لا تزال دهوناً أساسية لا يمكن للجسم إنتاجها ذاتياً، وأن الامتناع التام عنها قد يكون ضاراً بالصحة.
من جهة أخرى، فإن مخاوف البعض تتعلق بطريقة تصنيع زيوت البذور، والتي غالباً ما تعتمد على مذيبات كيميائية مثل الهكسان. لكن الخبراء يقولون إن خطوات التكرير وإزالة الروائح تزيل أي بقايا ضارة محتملة.
يرى مظفّريان أن زيت الكانولا هو أحد أفضل زيوت البذور من حيث التأثير الصحي، إذ يساعد في خفض الكوليسترول الضار وتحسين مؤشرات الأيض، بل ويُظهر نتائج إيجابية تفوق أحياناً زيت الزيتون.
ويضيف أن معظم الأضرار المنسوبة لزيوت البذور ترتبط في الواقع بالأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي عليها، وليس بالزيوت نفسها، وينصح باستخدامها باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن، بعيداً عن السكريات المضافة والمكونات الصناعية.
زيوت البذور ليست سامة كما يُشاع، بل تقدم فوائد صحية موثقة علمياً عند استهلاكها باعتدال، خصوصاً زيت الكانولا وزيت الصويا. لكن المفتاح يكمن في التوازن مع أوميغا-3 وتجنب الأطعمة المصنعة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
0 تعليق