كأنها قنبلة.. تصريحات الرئيس العليمي حول تهديد الحوثي بقصف المطارات تثير موجة واسعة من ردود الفعل

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كأنها قنبلة.. تصريحات الرئيس العليمي حول تهديد الحوثي بقصف المطارات تثير موجة واسعة من ردود الفعل, اليوم الجمعة 30 مايو 2025 10:41 مساءً

أثارت تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد محمد العليمي، بشأن تهديد جماعة الحوثي بقصف مطارات خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، موجة واسعة من التفاعل السياسي والإعلامي والشعبي في الأوساط اليمنية، واعتُبرت هذه التصريحات بمثابة ناقوس خطر يستوجب إعادة ترتيب الأولويات الوطنية وتوحيد الصفوف في مواجهة التهديدات التي تمثلها الجماعة.

وفي مقابلة على قناة "روسيا اليوم"، كشف العليمي عن تلقي الحكومة اليمنية تهديدًا صريحًا من جماعة الحوثي باستهداف مطارات عدن وحضرموت وشبوة، في حال لم يُسمح للطائرة الرابعة -الناجية من الغارات الإسرائيلية الأولى- بالعودة إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة.

وأوضح الرئيس العليمي لبرنامج "قصارى القول" أن الطائرة كانت متوقفة في مطار الملكة علياء بالأردن لحظة استهداف مقاتلات إسرائيلية مطار صنعاء في 6 مايو الجاري، ما أدى إلى تدمير ثلاث طائرات مدنية تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية، كانت محتجزة في المطار منذ أكثر من عام.

وأضاف الرئيس اليمني أن الحكومة، فور تلقيها إخطارًا من إسرائيل بنيتها استهداف مطار صنعاء، سارعت عبر وسطاء إلى اقتراح نقل الطائرات إلى مطارات خاضعة لسيطرتها أو إلى دول عربية لضمان سلامتها، لكن جماعة الحوثي رفضت بشكل قاطع. ونتيجة لذلك، تعرض المطار للقصف، ودُمّرت الطائرات الثلاث.

وحول الطائرة الرابعة التي كانت خارج البلاد، قال العليمي إن الحكومة حاولت نقل الركاب العالقين إلى عدن برًا، وتحملت التكاليف المالية لذلك، إلا أن الحوثيين رفضوا وأبلغوا الوسطاء بأنهم سيقصفون مطار عدن ويوقفون مطارات المناطق المحررة إذا لم تُعد الطائرة إلى صنعاء. وأضاف: "هددوا بشكل واضح وصريح... ولتجنب كارثة أوسع، اضطررنا للسماح بعودتها، لتتعرض هي الأخرى للقصف لاحقًا".

صدمة ودعم الشارع اليمني

قوبلت تصريحات الرئيس العليمي بموجة دعم واسعة من النخب السياسية والإعلامية، حيث اعتبرها كثيرون تابعهم "المشهد اليمني"، خطوة جريئة لكشف حقيقة السلوك الحوثي أمام الرأي العام، فيما دعا آخرون إلى تجاوز الحسابات الحزبية الضيقة والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة ما وصفوه بـ"الخطر الحوثي الوجودي".

عصابة لا تعرف القيم

السياسي كامل الخوداني اعتبر أن حديث الرئيس العليمي يعكس "مسؤولية وطنية" في التعامل مع جماعة لا تمتلك أي مقومات للأخلاق أو الوطنية. وقال: "نحن نتعامل مع عصابة تمتلك الصواريخ، ولا تمتلك أدنى مقومات الشرف والكرامة، وعلى استعداد لتدمير كل شيء. ما قاله الرئيس ليس ضعفًا بل مسؤولية وطنية لحماية مقدرات ومواطنين."

شغل عصابات

بدوره، وصف عضو مجلس الشورى الشيخ علوي الباشا تهديدات الحوثيين بأنها تعكس "منهجية قطاع طرق"، مشيرًا إلى أن "شغل العصابات والابتزاز لشركة وطنية تخدم ملايين اليمنيين ليس جديدًا، لكنه بلغ أقصى مستوياته بهذا التهديد المباشر بقصف المطارات."

حديث صادق وواقعي

وقال المستشار الإعلامي صالح البيضاني إن تصريحات الرئيس العليمي اتسمت "بالصدق والشفافية والمسؤولية العالية"، موضحًا أن الطائرة الرابعة كانت أصلاً في حوزة الحوثيين، وأن الشرعية حاولت تجنيبها المصير ذاته الذي لقيته الطائرات الثلاث، لكن "روح المغامرة والانتهازية الحوثية أصرت على إعادتها لتُدمّر، ويحتفي الإعلام الحوثي بذلك."

الجمهور يجلد الشرعية وينسى المجرم

الأكاديمي والكاتب السياسي الدكتور فارس البيل علّق على حالة الرأي العام اليمني، منتقدًا ما وصفه "التحول السهل للجمهور نحو جلد الشرعية وتجاهل المجرم الحقيقي". وأضاف: "حين يخرج الرئيس العليمي ليكشف عن حقيقة هذه المليشيا التي لا تبالي بقصف المطارات، يتسابق البعض لإظهار بطولاتهم ضد الشرعية فقط، بينما تغيب عنهم الحوثية كسبب لكل هذا الدمار."

حماية المواطنين على الرد

الكاتب جابر محمد رأى أن قرار السماح بعودة الطائرة إلى صنعاء لا يعكس ضعفًا، بل "تقديرًا مسؤولًا للموقف"، وأن الحكومة "قدّمت سلامة المواطنين والمرافق الحيوية على أي تصعيد غير محسوب، في مقابل جماعة عبثت بمقدرات الوطن ورفضت نقل الطائرات لتجنيبها الخطر."

يجب توحيد الصف

أما العميد محمد الكميم فوصف تصريحات العليمي بأنها "خطيرة وكاشفة لحجم التهديد الحوثي"، وقال إن الجماعة لا تفرّق بين شمال وجنوب، وأن "كل شبر في اليمن مهدد ما دامت هذه الجماعة المسلحة تسيطر على جزء من أرض الوطن."

ودعا الكميم إلى توحيد الصفوف والاصطفاف الوطني خلف الشرعية لمواجهة ما وصفه بـ "الخطر الوجودي".

تصريحات الرئيس العليمي أزاحت الستار عن أحد أخطر فصول الابتزاز الحوثي في ملف الطيران المدني، كما أظهرت حجم التحديات التي تواجه الحكومة اليمنية في موازنة الخيارات بين حماية البنية التحتية والردع العسكري. وفيما تتباين ردود الفعل الشعبية، يبقى الثابت أن البلاد تقف على مفترق خطير، يتطلب من كل القوى الوطنية التوحّد في مواجهة مشروع يهدد كيان الدولة من جذوره.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق