متزوجة حديثاً ولاحظت أن عائلة زوجي تهدر كميات كبيرة جداً من الطعام والشراب، وزوجي لديه هذه العادات نفسها، كما يشتري كميات من الأطعمة تفوق احتياجاتنا، ولا يستمع إلى كلامي عن مضار الإسراف.

تعدد أصناف الطعام على المائدة لا يعتبر تبذيراً، وإنما التبذير هو أن تكون كميات الطعام تكفي أعداداً أكثر من الأشخاص الموجودين حول المائدة، لذا يجب أن يكون الطعام للاستهلاك الشخصي فقط، وأن يكون بمقدار الحاجة، حتى لا يهدر ويكون مصيره مكب النفايات، ومن المظاهر الملاحظة عند بعض الناس الإسراف في الطعام والشراب، وهو سلوك مذموم، ولا يليق بالمؤمن أن يكون مسرفاً، لذا يجب تحلي الأسر والأفراد بالسلوكيات الحضارية، والتعاليم الإسلامية المتعلقة بالحد من ثقافة الهدر وعدم الإسراف.

وجميع الأديان حثت على الترشيد وعدم التبذير، ونهى الله في كتابه عن الإسراف والتبذير في محكم تنزيله، ولا ينبغي للمسلم أن يخالف توجيهات الشرع، لأن في الإسراف والتبذير مضار على الشخص والمجتمع، والمطلوب من كل فرد أن يحقق الاستدامة وهي «القدرة على حفظ نوعية الحياة التي نعيشها على المدى الطويل، والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية» لينعم الجميع بعيش كريم، وانطلاقاً من ذلك يجب على الإنسان المحافظة على النعم بالترشيد وتوجيهها الوجهة الصحيحة.

أستاذ محاضر في الثقافة والمجتمع بعدد من الجامعات الإماراتية