كشفت وكالة «رويترز» عن إجراء محادثات مباشرة بين دمشق وتل أبيب خلال الأسابيع الماضية، في إطار جهود لتهدئة التوترات ومنع اندلاع صراع جديد في المناطق الحدودية بين سوريا وإسرائيل. وأوضحت المصادر أن هذه اللقاءات الشخصية تمثل خطوة متقدمة نحو تحقيق استقرار نسبي في المنطقة، وسط تحركات أمريكية حثيثة لحشد دعم دولي يعزز الاقتصاد السوري ويشجع على جذب الاستثمارات.

تحركات دبلوماسية أمريكية لدعم سوريا

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل مع شركائها في المنطقة والعالم على جمع الدعم الدولي لتقوية الاقتصاد السوري. ويأتي ذلك في سياق جهود واشنطن لتسهيل عملية إعادة الإعمار والاستثمار في سوريا بعد سنوات من الصراع. وذكرت المصادر أن المحادثات بين الجانبين السوري والإسرائيلي تتخذ طابعاً أمنيًا بهدف منع الاشتباكات والتوغلات الإسرائيلية داخل القرى الحدودية السورية.

تفاصيل اللقاءات المباشرة وأهميتها

وفقاً للمصادر، فإن اللقاءات المباشرة جاءت تتويجاً لسلسلة من المحادثات غير المباشرة التي جرت عبر وسطاء عقب سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي. وتركز المحادثات الحالية على موضوع الأمن المشترك، مع احتمالية أن تفتح الطريق لتفاهمات سياسية أوسع، لكنها حتى الآن لا تتعلق بالتطبيع بين البلدين.

الجهات المشاركة في المفاوضات ونفي رسمي

قاد الجانب السوري المحادثات مسؤول أمني رفيع هو أحمد الدالاتي، الذي تولى عدة مناصب أمنية في المناطق الحدودية وحاليًا يقود الأمن الداخلي في محافظة السويداء. بينما مثل الجانب الإسرائيلي مسؤولون أمنيون بارزون في اللقاءات. ومع ذلك، نفى الدالاتي بشكل رسمي مشاركته في أي جلسات تفاوض مباشرة مع إسرائيل، مما يضيف غموضاً حول طبيعة ومستوى المحادثات.

رؤية واشنطن لمستقبل سوريا

في مؤتمر صحفي، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن هناك خطوات ملموسة اتخذت لتعزيز رؤية إدارة ترامب لشرق أوسط مزدهر ومستقر، حيث تعيش سوريا في سلام مع نفسها وجيرانها. وتعكس هذه الخطوات الدعم الأمريكي المستمر للجهود السياسية والاقتصادية التي تسعى إلى استقرار سوريا وإعادة بناء علاقاتها الإقليمية.