حذر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، من أن السلطات الانتقالية في سوريا قد تشهد انهياراً خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ما قد يؤدي إلى انزلاق البلاد نحو دوامة حرب أهلية واسعة النطاق، في تصريحات أدلى بها خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأمريكي.

وقال روبيو إن "المشكلة لا تكمن في وجود السلطات الانتقالية نفسها، فنحن لا نعتقد أنها تسبب ضرراً مباشراً. لكن هناك عناصر أخرى على الأرض تمثل تهديداً حقيقياً للأمن الوطني الأمريكي وللمدنيين الموجودين في سوريا".

وأضاف أن "الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة ليس فقط لحماية من يدخلون الأراضي السورية، بل أيضاً لضمان سلامة من قد يُجبرون على مغادرتها في حال تدهور الوضع الأمني بشكل سريع".

وشدد الوزير الأمريكي على أهمية الاستعداد المسبق لإمكانية تنفيذ عمليات إجلاء طارئة، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على وضع خطط مكثفة لحماية المواطنين الأمريكيين والعاملين الإنسانيين والشركاء المحليين من أي هجمات محتملة قد تطالهم في حال تعاظم الاشتباكات المسلحة داخل البلاد.

وأكد روبيو أن الوضع في سوريا يبقى "غير مستقر على الإطلاق"، مشيراً إلى أن واشنطن لا تستبعد احتمال سقوط الحكومة المؤقتة في الأسابيع القادمة، وهو ما قد يفتح الباب أمام تصعيد كبير في العنف الداخلي، ووصفت التصريحات هذا السيناريو بـ"الانزلاق نحو حرب أهلية واسعة النطاق".

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات بين الفصائل المتناحرة داخل سوريا، واستمرار الصراعات الإقليمية والدولية التي تتقاطع فيها المصالح على أرض الواقع.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 13 مليون شخص لا يزالون يعيشون تحت ظروف إنسانية صعبة داخل سوريا، بينما تستمر الحرب الكامنة في تهديد الاستقرار الإقليمي والدولي.

وتترقب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عن كثب تطورات الأوضاع في سوريا، في وقت تتعالى فيه الأصوات الدولية منادية بضرورة التهدئة ومنع انهيار آخر للجهود السياسية الرامية لتحقيق السلام في واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً في القرن الحادي والعشرين.