في تصعيد غير مسبوق، أصدرت المملكة المتحدة وفرنسا وكندا بياناً مشتركاً أعربت فيه عن معارضتها الشديدة لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. البيان الذي وقع عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا وزراء بريطانيا كير ستارمر وكندا مارك كارني، أكد أن سماح إسرائيل بدخول بعض المساعدات الغذائية لا يكفي، ولوح باتخاذ "إجراءات ملموسة" في حال لم توقف تل أبيب عملياتها العسكرية وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل.

نتنياهو يرد ويتهم أوروبا بمكافأة الإرهاب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف البيان الثلاثي بأنه مكافأة "للهجوم الإرهابي" الذي تعرضت له إسرائيل في السابع من أكتوبر، مؤكداً أن الحرب لن تتوقف إلا بتحقيق ثلاثة أهداف: إطلاق سراح جميع الرهائن، نزع سلاح قطاع غزة، وإقصاء حركة حماس.

الأمم المتحدة تحذر: آلاف الأطفال مهددون بالموت

في تصريحات صادمة، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من أن نحو 14 ألف رضيع في غزة معرضون للموت خلال 48 ساعة فقط، إذا لم تصل إليهم مساعدات إنسانية عاجلة. وأوضح أن الأرقام جاءت بناء على تقارير ميدانية من طواقم الأمم المتحدة المتبقية داخل المدارس والمراكز الطبية رغم خطورة الوضع.

غارات متصاعدة وسقوط عشرات الضحايا

بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من 60 مدنياً منذ ليل الاثنين في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت منازل ومدارس ومرافق طبية، من بينها مجمع ناصر الطبي ومخيم النصيرات ومدرسة موسى بن نصير التي تؤوي نازحين. وأكد الدفاع المدني انتشال جثث 44 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال، وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى المفقودين تحت الأنقاض.

العدوان يتواصل دون توقف

رغم الإدانات الدولية، تواصلت الغارات الإسرائيلية بشكل مكثف في مختلف أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن تدمير أحياء كاملة، وتهجير آلاف العائلات. وأكدت إسرائيل أنها تسعى من خلال هذه العمليات إلى تحرير الرهائن وتدمير قدرات حماس العسكرية، لكنها نفت استهداف المدنيين، محملة الحركة الفلسطينية المسؤولية بدعوى أنها تنشط في مناطق مكتظة بالسكان.

مساعدات محدودة وأزمة تتفاقم

أعلنت السلطات الإسرائيلية عن دخول خمس شاحنات مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، إلا أن الأمم المتحدة وصفت هذه الخطوة بأنها "قطرة في محيط" مقارنة بالحاجة الماسة لمليوني إنسان في القطاع. وأشار مسؤولون أمميون إلى أن الوضع الأمني منع إيصال هذه المساعدات، ما يعكس هشاشة الوضع الإنساني.

تحذيرات من مجاعة شاملة

من جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إن أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من الجوع، محذراً من مجاعة وشيكة إذا استمر الحصار. بينما وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" إدخال المساعدات بأنه مجرد "ذر للرماد في العيون"، متهمة إسرائيل باستخدام الغذاء كسلاح سياسي.

مفاوضات متعثرة في الدوحة

في ظل هذه الأوضاع المتدهورة، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، إلا أنها لم تفضِ إلى أي تقدم ملموس. وتصر إسرائيل على أن يشمل أي اتفاق الإفراج عن كل الرهائن، وإقصاء حماس من غزة، وتحويل القطاع إلى منطقة منزوعة السلاح.

المأساة مستمرة والعيون تترقب

فيما تغيب مؤشرات التهدئة، يتفاقم القلق الدولي حيال كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة. ومع تصاعد الضغوط الأوروبية وتحذيرات الأمم المتحدة، تبقى غزة شاهدة على مأساة إنسانية تهدد جيلاً بأكمله، فيما العالم يقف أمام اختبار أخلاقي وإنساني حاسم.