المفاوضات في مأزق .. تواجه المحادثات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة حالة من الجمود، بعد إعلان مصادر إعلامية إسرائيلية وأجنبية أن المحادثات لم تُحرز أي تقدم يُذكر، وأن إسرائيل تدرس إعادة وفدها من قطر.

بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، التي نقلت عن مصادر مطلعة لم تُسمّها، فإن الاقتراح الإسرائيلي الأخير تضمن وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يوماً مقابل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء. إلا أن المقترح اصطدم بعقبات أساسية، من أبرزها إصرار إسرائيل على تحقيق أهداف إضافية مثل نزع سلاح المقاومة ونفي قادة حماس إلى الخارج.

حماس ترفض الشروط.. والدوحة تستنزف

في سياق متصل، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية أن حركة حماس لن تحصل من مفاوضات الدوحة على أي ضمانات لإنهاء الحرب، واصفة المحادثات بأنها وصلت إلى "نقطة الاستنفاد". وأشارت إلى أن إسرائيل لم تُبدِ أي تغيّر جوهري في مواقفها، مما يفاقم فجوة الخلافات بين الطرفين.

وكانت حماس قد كررت، في عدة مناسبات، أنها على استعداد لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، شريطة إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، إضافة إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل تواصل طرح شروط جديدة، أبرزها نزع سلاح المقاومة، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع.

نتنياهو يُصعّد.. والميدان يحترق

في تسجيل مصور بثه مساء الأحد عبر "تليغرام"، جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه الرافض لأي اتفاق لا يحقق "الانتصار الكامل"، قائلاً: "سنحتل جميع أراضي قطاع غزة، هذا ما سنفعله"، في مؤشر صريح على نية مواصلة الحرب.

وتتهم فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، نتنياهو بالمماطلة والتهرب من التزامات التفاوض، متهمة إياه باستغلال الوقت لتحقيق مكاسب ميدانية إضافية على حساب المدنيين.

جرائم إبادة مستمرة.. والضحايا بالآلاف

تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أميركي، عملياتها العسكرية المكثفة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي وصفتها جهات حقوقية محلية ودولية بأنها "حرب إبادة جماعية".

وبحسب إحصاءات فلسطينية، فقد خلفت هذه الحرب أكثر من 174 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود، فيما تجاوز عدد النازحين مئات الآلاف، في ظل دمار واسع طال البنية التحتية والمرافق الطبية.

في المقابل، تحتجز إسرائيل أكثر من 10,100 أسير فلسطيني في ظروف وصفت بأنها "لا إنسانية"، يتعرضون للتعذيب والتجويع والإهمال الطبي، مما أودى بحياة العديد منهم.

الدوحة، مفاوضات وقف إطلاق النار، حماس، نتنياهو، نزع سلاح المقاومة، نفي قادة حماس، الأسرى الفلسطينيون، الأسرى الإسرائيليون، إسرائيل، قطاع غزة، الحرب على غزة، العدوان الإسرائيلي، إبادة جماعية، الجرائم الإسرائيلية، الدعم الأمريكي، غزة الآن، وقف الحرب في غزة، مفاوضات قطر، العدوان المستمر، الدمار في غزة، نكبة غزة