نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تصفها بالشيطان الأكبر .. لماذا تتفاوض إيران مع أمريكا؟ 4 أسباب أخضعت طهران, اليوم السبت 17 مايو 2025 07:24 مساءً
مفاوضات مع أمريكا تُعيد رسم المشهد السياسي في طهران .. في تحوّل استثنائي وغير مسبوق في تاريخ إيران، أعطى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي موافقته الرسمية ومباركته لانطلاق مفاوضات سياسية مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، في قرار وصفته مصادر مطلعة بأنه "جلل" ويمثل خروجًا واضحًا عن المألوف في العقيدة السياسية الإيرانية، خاصة وأن التفاوض يتم مع من لا تزال طهران تُطلق عليه "الشيطان الأكبر".
اجتماع مغلق يحسم التحوّل
بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هذا القرار جاء بعد اجتماع سري عُقد الشهر الماضي في طهران، وجمع كبار أركان النظام من مختلف التوجهات السياسية، حضر الاجتماع كل من مسعود بزشكيان، رئيس السلطة القضائية حسين محسني إجه إي، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، وتوصّل المجتمعون إلى قناعة مشتركة، رغم تباين خلفياتهم بين إصلاحيين ووسطيين ومتشدّدين، بأن التفاوض بات ضرورة استراتيجية لا تحتمل التأجيل.
أسباب القرار الإيراني بالموافقة على المفاوضات
خلص الاجتماع الحاسم إلى عدة نقاط مفصلية كانت كفيلة بإقناع المرشد الأعلى بمنح الضوء الأخضر للمحادثات:
-
الضائقة الاقتصادية الخانقة: استمرار العقوبات الأمريكية فاقم من معاناة الشعب الإيراني، وازدادت الضغوط الاجتماعية والمعيشية بشكل يهدد استقرار النظام، وهو ما دفع القيادات إلى الاعتراف بعدم إمكانية الصمود طويلًا دون تخفيف القيود الاقتصادية.
-
الضربات الإسرائيلية الموجعة: ألحقت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على منصات الصواريخ ومراكز الرادار أضرارًا بالغة بالبنية الدفاعية الإيرانية، ما قلّص القدرة الاستراتيجية للردع، وجعل القيادة الإيرانية ترى في المفاوضات مخرجًا تكتيكيًا.
-
الفرصة مع إدارة ترامب: رغم أن هذه الإدارة الأمريكية كانت السبب المباشر في انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وعودة العقوبات، إلا أن رغبتها الحالية في تحقيق اختراق دبلوماسي أعادت الأمل بإحياء مسار تفاوضي يمكن استثماره.
-
البديل سيكون أشد فتكًا: في حال رفض العودة للمفاوضات، تزداد احتمالية تعرض إيران لهجمات عسكرية إسرائيلية وأمريكية مشتركة تستهدف البرنامج النووي والبنية التحتية، فضلًا عن استمرار الحصار الاقتصادي، ما يجعل التفاوض خيارًا أهون من الكلفة الباهظة للرفض.
رسالة إلى الداخل والخارج
قرار خامنئي بالتفاوض ليس مجرد تغيير تكتيكي، بل هو إشارة سياسية قوية إلى أن النظام الإيراني بات يُدرك استحالة استمرار سياسة "الصمود والمواجهة" بلا أفق. كما يمثل القرار رسالة مزدوجة: للداخل بأن القيادة تتحرك لتخفيف المعاناة، وللخارج بأن طهران مستعدة لإعادة ضبط إيقاع العلاقة مع واشنطن وفق قواعد جديدة.
فرصة تاريخية أم مناورة مؤقتة؟
القرار المفاجئ يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في العلاقة المتوترة بين واشنطن وطهران. وبين من يراه فرصة ذهبية لإعادة إيران إلى الساحة الدولية، ومن يعتبره مناورة تكتيكية لتخفيف الضغوط، يبقى مصير هذه المفاوضات رهن نوايا الطرفين وقدرتهما على تجاوز إرث طويل من العداء والشكوك.
إيران، المرشد الأعلى علي خامنئي، مفاوضات إيران وأمريكا، العقوبات الأمريكية، النيويورك تايمز، المشروع النووي الإيراني، مسعود بزشكيان، محمد باقر قاليباف، حسين محسني إجه إي، الضربات الإسرائيلية، الاتفاق النووي الإيراني، إدارة ترامب، العقوبات الاقتصادية، التوتر الإيراني الأمريكي، السياسة الإيرانية، طهران، القرار السياسي الإيراني، التفاوض النووي.
0 تعليق