سابقة تاريخية.. مسلم مؤيد لفلسطين يفوز بترشيح لعمدة نيويورك وزلزال سياسي يهز أمريكا

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سابقة تاريخية.. مسلم مؤيد لفلسطين يفوز بترشيح لعمدة نيويورك وزلزال سياسي يهز أمريكا, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 09:45 مساءً

في تطور سياسي لافت، فاز زهران ممداني، عضو الجمعية التشريعية في ولاية نيويورك، بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليصبح بذلك أول مسلم يُرشح عن أحد الحزبين الكبيرين لهذا المنصب في الانتخابات العامة المرتقبة في نوفمبر المقبل.

وجاء فوز ممداني بعد واحدة من أكثر الجولات التمهيدية احتدامًا في تاريخ المدينة، متفوقًا على خصمه البارز أندرو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك، بفارق ملحوظ، رغم الدعم الذي حظي به الأخير من لوبيات سياسية ومالية نافذة، بما في ذلك الرئيس الأسبق بيل كلينتون وعدد من رجال الأعمال في وول ستريت.

حصل ممداني على 43% من الأصوات مقابل 36% لكومو، بحسب النتائج الرسمية التي أُعلنت بعد فرز 95% من الأصوات. ويعد هذا الفوز خطوة كبرى نحو المنصب، بالنظر إلى أن الديمقراطيين يشكلون أغلبية كبيرة في المدينة مقارنة بالجمهوريين.

ولد زهران ممداني عام 1991 في العاصمة الأوغندية كمبالا لعائلة هندية مسلمة، وانتقل إلى الولايات المتحدة في سن السابعة. والدته هي المخرجة الشهيرة ميرا ناير، ووالده المفكر الأكاديمي محمود ممداني. التحق بكلية بودوين وتخصص في الدراسات الإفريقية، ثم حصل على الجنسية الأميركية في 2018، وانتُخب بعد عامين عضوًا في الجمعية التشريعية عن منطقة كوينز.

ينتمي ممداني إلى الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي، ويُعرف بدفاعه الصريح عن قضايا العدالة الاجتماعية، وبدعمه القوي للفئات المهمشة والطبقة العاملة.

فلسطين في صلب خطابه السياسي
لم تكن حملة ممداني تقليدية، بل تميزت بمواقفه الجريئة بشأن القضية الفلسطينية، والتي أثارت ضده حملات من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل. دعم علنًا حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات (BDS)، وسبق أن وصف ما يجري في غزة بالإبادة الجماعية.

وفي 2023، قدّم مشروع قانون “ليس على حسابنا” لمنع تمويل المستوطنات الإسرائيلية عبر جمعيات خيرية أميركية. كما شارك في إضراب عن الطعام أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف إطلاق النار، ونظم إفطارًا رمضانيًا عامًا عام 2024 لدعم فلسطين.

مواقفه هذه أثارت موجة انتقادات حادة واتهامات بـ”معاداة السامية”، خاصة بعد رفضه إدانة شعار "عولمة الانتفاضة"، لكنه دافع عن نفسه مؤكدًا أنه يميز بوضوح بين انتقاد الصهيونية والعداء لليهود.

رغم افتقاره في بداية السباق إلى حضور إعلامي واسع، تمكن ممداني من توسيع قاعدته الشعبية من خلال حملات ميدانية نشطة، وحضور متفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ظهر في مقاطع مصورة وهو يشارك سكان نيويورك تفاصيل يومياتهم، ويمشي في شوارع المدينة، ويُفطر في رمضان على مقاعد المترو، في لقطات لامست مشاعر شريحة واسعة من الناخبين.

برنامج تقدمي يركز على العدالة الاقتصادية
طرح ممداني برنامجًا يطالب بتجميد الإيجارات، وتوفير مواصلات عامة مجانية، وبناء وحدات سكنية بأسعار ميسورة، وفرض ضرائب على الأثرياء، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولارًا في الساعة بحلول 2030. هذه السياسات منحته زخماً واسعًا بين الشباب، والجاليات المهاجرة، والمجتمعات الملونة.

رمزية الترشيح وصدام مع مراكز النفوذ
ترشيح ممداني يحمل دلالات تتجاوز السباق المحلي؛ فهو أول مسلم وأول أميركي من أصول آسيوية ينافس على قيادة أكبر مدينة أميركية، ويخوض معركته في مدينة تضم أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل، مما يعكس تحولًا في المزاج العام واستعدادًا من الناخبين لتجاوز الاصطفافات التقليدية.

وسيواجه في الانتخابات العامة يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، المرشح الجمهوري كورتس سليوا، وهو ناشط يميني معروف.

نال ممداني دعمًا علنيًا من شخصيات يسارية مؤثرة داخل الحزب الديمقراطي، على رأسهم السيناتور بيرني ساندرز، والنائبة ألكسندريا أوكازيو كورتيز، اللذان سارعًا لتهنئته بعد إعلان فوزه.

في حال فوزه في الانتخابات العامة، لن يكون ممداني مجرد عمدة جديد لنيويورك، بل أول مسلم يصل إلى هذا المنصب، وأحد الوجوه التي تمثل تحولًا ثقافيًا واجتماعيًا في المدن الأميركية الكبرى، حيث باتت قضايا العدالة، والمساواة، وحقوق الفلسطينيين جزءًا من الخطاب الانتخابي السائد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق