أكد رئيس الجمعية الكويتية لعلوم الأرض الدكتور مبارك الهاجري أن دولة الكويت تمتلك عددا من المواقع الجيولوجية المهمة التي يمكن إدراجها كحدائق ضمن شبكة الحدائق الجيولوجية العالمية (جيو بارك) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).

وقال الهاجري في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت إن الحدائق الجيولوجية باتت جزءا من خطط التنمية المستدامة ومصدرا للدخل الاقتصادي ورافدا للسياحة.

وأضاف أن إضافة المواقع الكويتية كحدائق جيولوجية يعد هدفا استراتيجيا للجمعية وحافظا للتراث المحلي مؤكدا إمكانية تحقيقه بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية.

وعن طبيعة هذه الحدائق أوضح الهاجري أنها عبارة عن مناطق جغرافية تتميز بتراث جيولوجي فريد ومتنوع وتحظى بإدارة متكاملة تهدف إلى الحفاظ على هذا التراث وتعزيز التنمية المستدامة من خلال التعليم والسياحة والمشاركة المجتمعية وتوفير فرص عمل.

وذكر أن هذه الحدائق تعتبر مختبرات طبيعية مفتوحة للطلبة والباحثين لدراسة علوم الأرض والتنوع البيولوجي وتاريخ المناخ كما تعتبر موقعا جاذبا للزوار المهتمين بالطبيعة بما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ورفع الوعي البيئي.

وبين أن الحدائق الجيولوجية استطاعت أن تحقق تجارب ناجحة في عدد من الدول إذ ساعدت في إعداد استراتيجيات للتخفيف من آثار الكوارث وتعزيز الوعي بمخاطر الزلازل والبراكين كما أنها تحتضن أنظمة بيئية فريدة أسهمت في الحفاظ على التنوع البيولوجي.

وعن رؤية الجمعية لتطوير هذه الحدائق قال إن "هذا الملف يعد مشروعا وطنيا بتطلب تعاون القطاعين الحكومي والخاص وجمعيات النفع العام والجهات الأكاديمية المختصة إذ يتضمن أنشطة تتعلق بالحرف التقليدية والأطعمة المحلية والأنشطة الثقافية المعززة للتنمية المستدامة والهادفة لحماية المواقع النادرة من التدهور أو الاستخدام العشوائي".

وأشار إلى وجود مواقع مهمة يمكن إدراجها كمرحلة أولى لهذا المشروع منها (الصبية) التي تعد من أكثر المواقع ملائمة ليكون حديقة جيولوجية إذ احتضنت الحضارة العبيدية فضلا عن إرثها التاريخي وتنوعها البيئي والفطري الذي يمكن أن يعزز المشروع الاقتصادي.

وأفاد بأن إتمام هذا المشروع يمر بمراحل عدة منها تقييم المواقع من حيث أهميتها الجيولوجية والبيئية والثقافية والتأكد من وجود ترابط بينها لتكوين (شبكة جيولوجية) داخل الحديقة ووضع خطة للبنية التحتية (ممرات ولوحات إرشادية ومركز زوار) وتحديد المواقع التي يمكن فتحها للزوار وتلك التي يجب حمايتها.

وبين أن من مراحل إعداد المشروع تشكيل إدارة للمواقع تضم مختصين في الجيولوجيا والبيئة والثقافة والسياحة ووضع نظام مراقبة للمواقع لمنع التعديات والأنشطة المدمرة إلى جانب تصميم برامج تعليمية وتدريبية وفعاليات سياحية والتواصل مع الحدائق الجولوجية حول العالم فضلا عن استخدام التكنولوجيا الرقمية لتطوير الحدائق والتسويق لها عبر وسائل الإعلام.

وأوضح الهاجري أن الاهتمام بهذا الملف يأتي تأكيدا على اهتمام دولة الكويت بتطوير القطاع السياحي كأحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية (كويت جديدة 2035) الهادفة لتنويع مصادر الدخل وتعزيز التنمية المستدامة لافتا إلى استعداد البلاد لاستضافة الاجتماع الـ52 للجنة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة لمنطقة الشرق الأوسط العام المقبل برئاسة وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري.

وتعد الحدائق الجيولوجية العالمية (جيو بارك) مناطق جغرافية منفردة بذاتها وموحدة الأراضي توجد فيها مواقع ومناظر جغرافية ذات أهمية جيولوجية دولية تدار باعتماد مفهوم إدارة شامل يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد المتصلة بالصون والتعليم والتنمية المستدامة. وأنشأت تسمية (حديقة جيولوجية عالمية) في عام 2015 وهي تسمية تمنح لمدة أربع سنوات يجري بعدها إعادة دراسة أداء وجودة كل حديقة على نحو شامل خلال عملية تأكيد أهلية التمتع بالتسمية.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك