نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ديابي.. من أزقة باريس الفقيرة إلى نمر مفترس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 03:18 مساءً
وسط ليال الفرح الاتحادية بتحقيق دوري روشن السعودي، هناك نجمٌ يلمع ببريقٍ ملفت، أتى من أحياء باريس المنسية، حيث الفقر والجريمة يتربصان بكل حلمٍ صغير.
موسى ديابي، الجناح الطائر، الذي شارك في 23 مباراة، سجّل ثلاثة أهداف، وصنع 14 تمريرة حاسمة، يتربع على عرش صانعي الأهداف في الدوري.
في الدائرة 19، على أطراف العاصمة الفرنسية المتألقة، حيث تتلاشى أضواء الموضة، وتظهر الوجه القاسي للحياة، ولد موسى ديابي، في 7 يوليو 1999.
نشأ في عائلة مسلمة من أصول مالية، هاجرت إلى المغرب، ثم إلى فرنسا، بحثًا عن حياةٍ أفضل، لكن الحي، الذي يعج بالمخدرات وعصابات السلب، كان يتربص بأحلام الشباب، إلا أن ديابي وجد ملاذه في كرة القدم.
في نادي الترجي للهواة، الذي يديره مراد جدي، ذو الأصول العربية، بدأت أسطورة ديابي.
يروي جدي بحماس: «موسى لم يتعلم المراوغة، بل وُلد بها.. صغير الحجم، لكنه كان قويًا، جريئًا، ومتواضعًا.. كرة القدم كانت روحه»، هناك، بعيدًا عن فخاخ الجريمة، صقل ديابي موهبته، ليصبح حديث الحي ومفخرته.
لم يمر وقتٌ طويل حتى لفت أنظار العملاق الفرنسي باريس سان جيرمان، في سن الـ 13، انضم إلى النادي، لكنه واجه تحدياتٍ بسبب صغر حجمه، ولم يستسلم.
في 2016، قاد فريقه لتحت 17 عامًا للقب الفرنسي، وفي 2017 وقّع عقده الاحترافي الأول، لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود. تحت قيادة أوناي إيمري، كافح للحصول على فرصة، فأُعير إلى كروتوني الإيطالي في 2018. التجربة كانت قاسية، إذ لعب مباراتين فقط، غير أنه رفض لقب «الفاشل»، وقال بثقة: «كروتوني شكّلتني عقليًا وبدنيًا.. لم أندم أبدًا».
عاد ديابي إلى باريس، وتحت قيادة توماس توخيل، انفجر بركان موهبته، سجّل أربعة أهداف، وصنع سبع تمريرات حاسمة في موسمه الأول مع الفريق الأول.
عرضٌ مغرٍ من باير ليفركوزن، بـ 15 مليون يورو، نقله إلى ألمانيا في 2019، حيث كتب فصول نجاحٍ جديدة، محييًا ذكرى إخفاقه الإيطالي.
تألقه جذب أنظار أندية العالم، من النصر إلى أستون فيلا، الذي فاز بخدماته مقابل 34 مليون جنيه إسترليني.
في إنجلترا، واصل ديابي التألق مع «الفيلانز»، مسجلًا 10 أهداف، وصانعًا تسعة في 54 مباراة، لتصل قيمته السوقية إلى 55 مليون يورو.
لم ينسَ جذوره، الرقم 19، الذي يرتديه دائمًا، هو تكريمٌ لحيه الذي رباه. يقول بحنين: «هذا الرقم يذكرني بأصدقائي وعائلتي.. أحملهم معي في كل خطوة».
وفاؤه لم يتوقف، إذ يدعو أطفال الحي لحضور مبارياته، وينظم بطولاتٍ، ويوزع الطعام والأطقم الرياضية.
في جدة، يواصل ديابي مغامرته مع الاتحاد، محاطٌ بنجومٍ فرنسيين، مثل بنزيما وكانتي، هدفه الآن واضح: إقناع ديديه ديشان باستدعائه لمنتخب فرنسا.
بعيدًا عن الملاعب، يعيش حياةً هادئة مع زوجته حواء وطفليهما، ويجد متعته في التسوق، حيث يقول ضاحكًا: «إذا أحببت شيئًا، أشتريه دون تردد».
من أزقة الدائرة 19 إلى قمة الدوري السعودي، موسى ديابي ليس مجرد لاعب، بل رمزٌ للتحدي والأمل، قصته لم تنتهِ بعد، فالنمور لا تزال تركض.
0 تعليق