رغم ارتفاع درجات الحرارة، ووسط شيوع المشروبات المثلجة صيفًا في معظم أنحاء العالم، لا يزال ملايين الصينيين يتمسكون بعادة قد تبدو غريبة للبعض: شرب الماء الساخن، حتى في أشد أيام الصيف حرارة.

لكن ما يبدو غريبًا في الظاهر، تخفيه فلسفة متجذرة في الطب الصيني التقليدي، وفهم عميق لتوازن الجسم والصحة.

ترمس الماء الساخن.. رمز ثقافي قبل أن يكون عادة صحية

في شوارع بكين وشنغهاي، يكاد لا يخلو مشهد عام من شخص يحمل ترمسًا صغيرًا مليئًا بالماء الساخن. لا يُنظر إليه كمجرد وسيلة للترطيب، بل كجزء من نمط حياة صحي يعزز الهضم، ويُسهم في استقرار وظائف الجسم الداخلية، وفق المعتقدات الصينية القديمة.

فوائد متعددة يدعمها العلم الحديث

الدراسات الطبية الحديثة تؤكد أن شرب الماء الدافئ، لا سيما صباحًا أو بعد الوجبات، يساهم في:

تحفيز الجهاز الهضمي وتنشيط إفراز الإنزيمات

تخفيف الانتفاخ والإمساك وتحسين حركة الأمعاء

ترطيب الجسم بعمق بعد التعرق أو النشاط البدني

فتح الجيوب الأنفية وتهدئة احتقان الحلق

تعزيز الدورة الدموية وتقليل التوتر العضلي

رفع مستوى التركيز وتقليل التوتر العصبي

الحرارة الداخلية مقابل الحرارة الخارجية

وفقًا للفلسفة الصينية، شرب الماء البارد يُضعف "الطاقة الداخلية" (الـ"تشي")، ويُربك توازن الجسم، خاصة في أوقات الحر. في المقابل، يُنظر إلى الماء الساخن كوسيلة لضبط هذا التوازن، وتعزيز الانسجام الجسدي والنفسي، حتى في أشد درجات الحرارة.

بين الطب التقليدي والعلم الحديث

وبينما يرى البعض أن هذا السلوك نابع من تقاليد قديمة فحسب، يشير متخصصون إلى أن التأثيرات الفيزيولوجية للماء الدافئ، من حيث تنشيط الدورة الدموية ودعم الحالة المزاجية، تُعد واقعية وملموسة، خاصة لدى من يعانون من مشكلات هضمية أو توتر عضلي مزمن.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك