نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
روضة السركال: مقابلة رئيس الدولة «الدقائق الأغلى في حياتي», اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 03:22 صباحاً
أعربت بطلة الإمارات في الشطرنج أستاذة الاتحاد الدولي، روضة السركال، عن سعادتها واعتزازها البالغَين هي وأسرتها بلقاء صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، واصفة اللقاء بأنه كان أبوياً يعكس تقدير سموّه ودعم ورعاية المواهب في المجالات كافة، والاهتمام بالأسر المواطنة.
واستقبل صاحب السمو رئيس الدولة، أول من أمس، اللاعبة روضة السركال بعد حصولها على لقب «أستاذة دولية كبيرة» بوصفها أول إماراتية تنال هذا اللقب الدولي، وتأهلها إلى نهائيات بطولة كأس العالم للشطرنج 2025.
وقالت لاعبة منتخب الشطرنج روضة السركال لـ«الإمارات اليوم»: «قبل لقائي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أُبلغت بأن سموّه سيلتقي بي في اليوم التالي، ولم أستطع وصف شعوري وقتها، فقد كنت في غاية السعادة والدهشة.. شعور لا يوصف، وكنت ممتنة للغاية لهذا الشرف».
وأضافت: «في لحظة رؤيتي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شعرت بتوتر كبير، لكن الفرح كان يغمرني، جلسنا معاً لقرابة 15 دقيقة، تحدثنا خلالها عن الشطرنج، والمدرسة، وتخصصي في المستقبل، وضرورة أن أكون خير سفيرة لدولة الإمارات في الخارج، لقد كان سموّه مهتماً كذلك بأوضاع أسرتي، يسأل عن تفاصيلها، ويبدي استعداداته لتلبية مطالبها لتواصل دعمها لي على المستويين المهني والدراسي».
وأشارت: «كانت تلك الدقائق الأغلى في حياتي، لقد قابلت سموّه من قبل مرتين، الأولى حين كان عمري خمس سنوات، ولم أكن وقتها مدركة قيمة هذه المقابلة، فقد كنت طفلة صغيرة، والثانية بعد فوزنا ببطولة العالم عام 2018، لكن المقابلة الأخيرة كانت مختلفة وخاصة جداً».
وتابعت: «خرجت بعد هذه المقابلة، أشعر وكأنني إنسانة مختلفة، يمكن القول إن الدقائق التي قضيتها في حضرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ستغير حياتي تماماً، وسأبذل كل طاقاتي لأكون دوماً عند حُسن ظن سموّه».
شغف منذ الطفولة
وتروي روضة السركال تفاصيل ارتباطها برياضة الشطرنج، قائلة: «أنا الآن في الـ15 من عمري، وبدأت حكايتي مع الشطرنج حين كان عمري أربع سنوات، كنا نمتلك رقعة شطرنج في المنزل، وكنت ألعب مع عائلتي باستمرار، لاحظت والدتي مدى شغفي باللعبة، فحاولت تسجيلي في نادي أبوظبي، لكن كانت هناك عقبة بسبب صغر سني، حيث كان الحد الأدنى للانضمام ست سنوات، لاحقاً رآني المدرب، هشام الأرغد، أحرّك قطعة الحصان بطريقة لافتة، فسمح لي بالانضمام إلى النادي».
وأضافت: «رحلتي في الشطرنج لم تكن سهلة، كنت أتدرب لساعات طويلة في النادي وفي البيت، غالباً ما كنت أمارس اللعبة في أوقات فراغي، وكان عليّ التوفيق بين الدراسة والتدريب. لا أستطيع أن أقول في البداية بأنني مارست الشطرنج من أجل البطولات والألقاب، ولكن كان بغرض الاستمتاع، ولكن بعدما حصلت على لقب أستاذة دولية كبيرة، الكثير من الأشياء تغير في تفكيري».
العودة القوية
وشدّدت روضة السركال على أنها فكرت مرات عدة في اعتزال رياضة الشطرنج، وهذا الشعور كان ينتابها عقب كل خسارة.
وأوضحت: «في كل بطولة كنت أواجه لحظات صعبة، خصوصاً إذ تعرضت للخسارة، أذكر أنه في بطولة العرب الأخيرة بالشارقة، وفي جولة حاسمة أضعت نقلة الفوز، فخسرت الجولة وخرجت من المباراة غاضبة، وأخبرت المدرب أنني أريد التوقف عن اللعب، لكنني عدت في اليوم التالي مباشرة، وفزت ببطولة الكلاسيك، ونلت لقب (أستاذة دولية كبيرة)، وكانت لحظة لا تُنسى، وأيقنت أن الخسارة جزء مهم من النجاح».
وأشارت: «أصبحت مقتنعة بأن لعبة الشطرنج تحتاج إلى الهدوء أكثر من الذكاء، والبطل الذي يعرف كيف يتماسك بعد الخسارة ويتعلم منها هو من سيكون له شأن كبير في المستقبل».
محاماة في الأفق
وأكدت بطلة الإمارات والعرب أن والدتها تلعب دوراً بارزاً في حياتها، سواء على صعيد ممارسة الشطرنج أو الجانب التعليمي، ودائماً ما يكون لها تأثير حاضر في كل يوم من حياتها، على حد وصفها.
وأوضحت: «لا أستطيع أن أنسب أي نجاح لنفسي، لأن والدتي دائماً ما تكون هناك، كما أن لعبة الشطرنج ساعدتني على تحسين ذاكرتي وسرعة استيعابي، وكان لها تأثير إيجابي في دراستي».
وأكملت: «يومي مزدحم. أعود من المدرسة عصراً، وأبدأ تدريبي على الشطرنج من الرابعة والنصف حتى السابعة أو الثامنة مساءً، ثم أعود إلى البيت لعمل واجباتي المدرسية، وأحياناً أتدرب مجدداً، وأخطط من الآن أن أدرس القانون وأحلم بالمرافعة في المحاكم مستقبلاً».
وتابعت: «أملك مجموعة أخرى من المواهب، أحب القراءة في مجالات عدة، وأعزف على (الأورج)، كما أستمتع كثيراً بالسباحة، هذه أشياء تزيد من الطاقة».
قدوة الشطرنج
وكشفت روضة السركال عن اللاعب الذي تعتبره قدوة لها في عالم الشطرنج، قائله: «هناك أستاذ دولي كبير وهو بطل أرمينيا، ليفون أرونيان، يحمل بين طياته شيئاً أعمق من مجرد موهبة على رقعة اللعب، هو حكاية كفاح وطموح، وحبّ كبير للعائلة، لقد وُلد أرونيان في أسرة بسيطة تعاني ضيق الحال، حيث لم تكن الحياة سهلة، ولم يكن الطريق نحو المجد مفروشاً بالورود منذ صغره، وأبدى شغفاً لافتاً بالشطرنج، واعتاد أن يشارك في بطولات محلية صغيرة تُقام في مدينته».
وأضافت: «لم تكن مشاركته لمجرد التسلية، بل كان يجمع الجوائز المالية المتواضعة ليشتري بها كتباً عن الشطرنج، ينهل منها علماً ويطوّر بها مستواه، وكل ذلك بدافع من رغبته في مساعدة أسرته والتخفيف عنها، ورغم المصاعب واصل أرونيان مسيرته بثبات، إلى أن بدأ يحصد الألقاب، ويكسب مالاً كثيراً، ونال إعجاب المحللين والخبراء حول العالم، ليصبح لاحقاً أحد أعمدة اللعبة عالمياً».
خطط مستقبلية
أكدت روضة السركال أنها لا تفضل الاستمرار في ممارسة رياضة الشطرنج لما بعد الثلاثينات من عمرها، وأن قرارها بالاعتزال لن يطول عن ذلك.
وقالت: «بعد اعتزالي اللعب، أطمح لأن أكون مدربة، أساعد الأطفال والشباب للوصول إلى البطولات العالمية، تماماً كما دعمني الكثير من المدربين في النادي والمنتخب، وأتمنّى قبل أن أعتزل أن أتوّج بلقب بطولة آسيا وبطولة العالم، وأصبح من ضمن المصنفات الأول عالمياً».
رسائل للشباب
دعت البطلة الإماراتية الفتيات والشباب إلى العمل على تطوير مستوياتهم في رياضة الشطرنج، ليكون لدى الإمارات منتخب وطني قوي، وقاعدة قوية تخدم الفرق الوطنية، وتساعد المسابقات المحلية على تطوير منافساتها.
كما طلبت من كل فتاة إماراتية أن تحرص على ممارسة الرياضة والإصرار على تحقيق أحلامها، مؤكدة: «لا شيء يمنعكن من ممارسة الرياضة أو تحقيق أحلامكن، وبفضل دعم دولتنا وقيادتنا أصبح الطريق مفتوحاً أمام كل فتاة طموحة لتصل إلى المكانة التي تحلم بها».
البطلة الإماراتية:
• مقابلتي مع صاحب السموّ رئيس الدولة ستغير حياتي تماماً.
• أصبحت مقتنعة بأن لعبة الشطرنج تحتاج إلى الهدوء أكثر من الذكاء.
• أثبتُّ موهبتي بـ «حركة واحدة»، وأحلم بالمرافعة في المحاكم.
• أدعو الفتيات إلى ممارسة الرياضة والإصرار على تحقيق أحلامهن.
0 تعليق