نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خميس الجسد الالهي أو CORPUS Dominé, اليوم الخميس 5 يونيو 2025 11:56 صباحاً
إن المقالات المنشورة في خانة "مقالات وآراء" في "النشرة" تعبّر عن رأي كاتبها، وقد نشرت بناء على طلبه.
شكري الخاص لجميع من عاونني وأعطاني المعلومات والمراجع لهذا العيد الهام.
خميس الجسد عيد الجسد الالهي والقربان الاقدس هذا العيد العظيم الذي يحتفل العالم الكاثوليكي في العالم كله بأبهة وعظمة واحتفالات وزياحات وتراتيل ومسيرات هذا العيد يقع بعد أحد الثالوث الاقدس وهو الاحد الاول بعد عيد العنصرة.
خميس الجسد هو نهار الخميس بعد أحد الثالوث الاقدس وهو بعد أحد العنصرة ونهار الجمعة بعد أسبوع يأتي عيد قلب يسوع.
هذه السنة عيد خميس الجسد وهو نهار الخميس 19 حزيران أما عيد قلب يسوع فهو في 27 حزيران نهار الجمعة.
بين أهل زحلة والجسد المقدس الالهي قصة حب وعجيبة شفاء وحماية من وباء الطاعون.
تبدأ الطقوس في مدينة زحلة عروسة البقاع قبل ثلاثة أيام تقام في كل مساء صلوات وزياحات ومسيرات شموع وصلوات تضاء الشموع على الشرفات شرفات المنازل وتزين بالصور والزهور كل ذلك قبل زياح القربان المقدس الكبير الذي يبدأ صباحا باكرا في كل كنيسة من كنائس زحلة المتعددة الطوائف من موارنة، روم، كاثوليك، لاتين، أرثوذوكس وروم ملكيين وسريان كاثوليك وسريان أرثوذوكس وأشوريين وكلدان وسواها من الكنائس والطوائف والجماعات.
ويبدأ الزياح بشعاع قربان كبير صنع خصيصا ليساع القربان الطقسية حسب الطقس البزنطي وهو محفوظ الى اليوم في كنيسة سيدة النجاة في زحلة.
كل ذلك يترافق ويزداد جمالا مع الاناشيد القربانية الرائعة: يا لسان المدح أنشد، لك التسبيح والشكران، يا سرا سامي المقام، وسواها من الترانيم الطقسية المتعددة الساحرة. يتلاقى الكل ويجمعهم الجسد الالهي الواحد والقربان المقدس في مسار طقسي يحمل معاني المشاركة والوحدة والمحبة والايمان.
يصنع شعاع القربان المقدس من كسارة من كنيسة الموارنة ويذهب الى حوش الامراء عند الروم الملكيين ومن هناك الى كنيسة السريان الارثوذوكس في المدينة الصناعية ثم ذهابا الى ساحة كنيسة المعلقة ثم الى مار جرجس للروم الارثوذوكس في حيّ الميدان ثمّ مار نقولا للروم الارثوذوكس ثم الى سانت تريز للسريان الكاثوليك.
القربان المقدس الجسد الإلهي يجمع كل هذه الكنائس الشرقية، أشورية انطاكية كلدانية أرثوذكسية مارونية، والكل توحّد أمام جسد يسوع المسيح واجتمع أمام سرايا زحلة لينطلق بزياح مهيب كبير إلى سيدة النجاة في زحلة وهناك في الشوارع الكثير من الصلوات أمام المنازل تستقبل الجسد المقدس. والكاهن يبارك بالشعاع المقدس رؤوس جميع الحاضرين والمشاركين. شعاع واحد ينتقل من كنيسة لأخرى وبه تبارك المدينة والشوارع وجميع الناس ليحميها القربان المقدس من الطاعون والوباء.
كل ذلك ابتدأ يوم ضرب واجتاح مدينة زحلة الوباء والطاعون وارتعب الناس خوفاً ومات منهم الكثيرين من الوباء، فأخذ مبادرة هامة المطران للروم الملكيين أغناطيوس العجوري سنة 1825، وهذه السنة هي سنة يوبيلية لمدينة زحلة وزيّح المطران مع جميع أهل زحلة وجميع المطارنة في المدينة من جميع الطوائف مع جميع أهل زحلة في جميع شوارع زحلة، فأبعد الجسد المقدس الإلهي وباء الطاعون عن المدينة وأهلها وأنقذ مدينة زحلة من الموت والوباء والطاعون.
انها أعجوبة قربانية دونها تاريخ زحلة العريق، حين حمل المطران اعناطيوس العجوري القربان المقدس وطاف في شوارع المدينة متضرعاً إلى الرب أن يشفي أهل زحلة ويبعد عنهم وباء الطاعون، فاستجاب الله لتضرعه وحصلت الاعجوبة وشفي أهل زحلة. ومنذ ذلك الحين أصبح عيد الجسد الإلهي عيداً سنوياً تكرم فيه زحلة وأهلها القربان المقدس وتقام صلوات ومسيرات في جميع شوارع مدينة زحلة شكراً لله على نعمه وبركاته.
يوم سافرت الى ستراسبورغ في فرنسا لتكميل دراستي التيولوجية والانتروبولوجية كانت محطتي الاولى في فريبورغ في المانيا لدراسة اللغة الالمانية وحضرت هناك بآيات مهيبة كيف تقيم الكنيسة الالمانية عامة هذا الجسد جسد الربّ وهو عيد يقام في ايطاليا في فرنسا في المانيا وفي كل اوروبا. أما الاعجوبة القربانية الهامة والمذهلة فكانت مع كاهن قليل الايمان بالقربان المقدس.
الكاهن يشكّك بتحول الخبزة التي بين يديه الى جسد ودم يسوع المسيح بعد أن يلفظ عليها كلام التقديس: "خذوا كلو هذا هو جسدي" ووضع البرشان أو القربان على الصمدة فتحولت القربانة الى جسد يسوع المسيح وجرى منها الدم على الصمدة لقد أخذ طبيب القلب الاميركي الشهير Franco Serafini عينة دم من الدم الموجود على الصمدة وفحصها فاتت النتيجة أن هذه الخلايا هي من عضلات القلب قلب يسوع.
أما الاعجوبة الثانية حدثت في زحلة يوم كانت محاصرة والقذائف تتساقط عليها في جميع شوارعها وكان يومها الرهبان المعتصمون يصلون على طريق القصر الجمهوري أنقذت سيدة زحلة، زحلة من الموت والدمار وأنهزم المهاجمون فللربّ المجد والتسبيح وتبقى بازيليك قلب يسوع Le Sacre Coeur على تلة باريس بحجارتها البيضاء شاهدة على حماية قلب يسوع ورعايته لفرنسا. فيا جسد الرب الالهي احفظنا وباركنا وبارك لبنان.
0 تعليق