عبدالله آل علي: الإمارات نموذج فريد في التسامح

الإمارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عبدالله آل علي: الإمارات نموذج فريد في التسامح, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 01:04 صباحاً

تمثّل دولة الإمارات نموذجاً فريداً في بناء مجتمع التعددية والتسامح والعدالة، وبات يُحتذى في زمن تعصف به موجات التطرف والكراهية والانغلاق، وهو نموذج يستحق الدراسة والتوثيق بجدارة، ومن هنا جاء توجه مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، الدكتور عبدالله ماجد آل علي، لإصدار كتابه الجديد «التسامح في دولة الإمارات: إرث ثقافي ونهج قيمي وإطار مؤسسي»، الذي وقّعه خلال الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي اختتمت أخيراً.

وأوضح الدكتور آل علي لـ«الإمارات اليوم»، أن الكتاب، الذي صدر عن «مركز تريندز للبحوث والاستشراف»، يحمل رؤية فكرية ووطنية عميقة، تحاول أن ترصد التجربة الإماراتية في ترسيخ قيمة التسامح، بوصفها أحد أعمدة البناء الحضاري والإنساني للدولة، مشيراً إلى أن الكتاب يتناول التجليات المتعددة لقيمة التسامح في المجتمع الإماراتي، من جذورها الثقافية والدينية، إلى تجسيدها المؤسسي والتشريعي، ويُبرز كيف انتقلت هذه القيمة من كونها فضيلة أخلاقية إلى منظومة سياسية واجتماعية وقانونية راسخة، تمثّلت في إنشاء وزارة للتسامح، وإطلاق عام التسامح، وتأسيس مؤسسات متخصصة، مثل بيت العائلة الإبراهيمية، والمراكز المعنية بمكافحة الكراهية والتطرف، وصولاً إلى التضمين العميق لقيم التعايش في مناهج التعليم، وخطاب الإعلام، والحياة اليومية في الدولة، كذلك ركّز على البُعد التاريخي، مستعرضاً إرث التسامح في الإسلام والمجتمعات العربية، من الأندلس إلى القيروان، وتوقف عند المحطات المفصلية في مسيرة دولة الإمارات، خصوصاً الدور الريادي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ثم استدامة هذا النهج في فكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي قال بوضوح: «علينا أن نترك لأجيال المستقبل عالماً من دون أحقاد وكراهية»، فضلاً عن رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي شدّد على أن «التسامح ليس شعاراً، بل سياسة وطنية».

دوافع علمية ووطنية

وعن اختياره لرسائل الشيخ زايد الأول، رحمه الله، موضوعاً لرسالته للدكتوراه التي ناقشها أخيراً، أوضح الدكتور آل علي: «هناك دوافع علمية ووطنية وثقافية متعددة، من أبرزها أولاً: القيمة التاريخية والسياسية لهذه الرسائل، فهي تمثّل وثائق رسمية نادرة تكشف عن طريقة إدارة الحكم في مرحلة مفصلية من تاريخ إمارة أبوظبي، وتُبرز ملامح شخصية قيادية فذة استطاعت أن توحّد القبائل، وتبني ركائز الحكم على أسس من العدل، والحكمة، والصلح، والشورى، والحنكة الدبلوماسية، ثانياً، الفراغ البحثي الواضح في الدراسات اللسانية التي تناولت خطاب زايد الأول، إذ لم تحظَ رسائله - على كثافتها وأصالتها - بالدراسة اللغوية التخصصية التي تدرسها من منظور علم اللغة النصي وتحليل الخطاب السياسي، ثالثاً، إن هذه الرسائل ليست مجرد وثائق سياسية، بل هي مرايا عاكسة لحياة المجتمع الإماراتي في تلك الحقبة، بما تحمله من مضامين اجتماعية واقتصادية وقيمية، تمسّ حياة الناس اليومية، وتعكس أنماط العلاقات الاجتماعية السائدة، وتشير إلى روح التراحم والاحترام المتبادل بين الحاكم والمحكوم، ورابعاً، لعل من أهم ما شدّني إلى هذه المدونة هو الأسلوب الخطابي الذي يجمع بين الفصاحة والتلقائية، وبين الفصحى والدارجة، في آنٍ واحد، فضلاً عن الخصائص البلاغية التي تستحق التأمل، وأخيراً، فإن زايد الأول هو مؤسس مرحلة رائدة في تاريخ الإمارات، وقراءة رسائله هي في جوهرها قراءة في الجذور السياسية والاجتماعية التي سبقت التأسيس الاتحادي، وهي محاولة لاستعادة الوعي الوطني».

اهتمام بالأرشيف

وأكّد مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، أن «التراث والتاريخ في دولة الإمارات يحظيان بمكانة رفيعة في فكر القيادة الرشيدة، وقد أسّس المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، هذا النهج الراسخ، حين جعل الحفاظ على التراث والتاريخ الوطني جزءاً لا يتجزأ من مشروع بناء الدولة، إذ كان يرى في ذاكرة الوطن بوابة لفهم الحاضر وبناء المستقبل، وله مقولته الشهيرة: «من لا يعرف ماضيه، لا يستطيع أن يعيش حاضره ومستقبله» وسار على خُطاه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يؤمن بأن حماية التاريخ وترسيخ الهوية هما أساس متين لتعزيز الانتماء الوطني، وتحصين الأجيال في مواجهة التحديات الثقافية والوجدانية، كما يُولي صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اهتماماً كبيراً بالتاريخ الوطني، ليس بوصفه سرداً للوقائع، بل كمصدر إلهام وتجديد للهوية.

ولفت إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يحظى بدعم كبير من سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، الذي يولي أهمية استراتيجية لتعزيز دور الأرشيف في حفظ ذاكرة الدولة، وتطوير منظومته المؤسسية، وإطلاق المشروعات النوعية التي تخدم الأجيال وتوثّق المسيرة الوطنية بكل أمانة واحتراف.

وانعكس هذا الفكر القيادي في عمل الأرشيف والمكتبة الوطنية، من خلال: توسيع برامج التوثيق الشفهي والرقمي، ورفد الأرشيف بمصادر تاريخية أصيلة، وتطوير المنصات الذكية لحفظ الوثائق وإتاحتها للباحثين والطلبة، وإطلاق مشروعات استراتيجية مثل موسوعة ذاكرة الإمارات، وبرنامج الأرشفة المؤسسية، ومركز خدمات الباحثين.

يشار إلى أن الدكتور عبدالله آل علي يشغل منصب المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية منذ أغسطس 2022، وشغل سابقاً مناصب قيادية عدة، منها المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، ومدير قطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة، ومدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، وأشرف على مشروعات ثقافية بارزة، مثل «كلمة» و«إصدارات» ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وأسهم في تأسيس مكتبة قصر الوطن، ويشغل عضوية مجالس عدة، من بينها مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، والهيئة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية، ويترأس حالياً اللجنة العليا لجائزة «سرد الذهب».


دولة القِيَم

أعرب الدكتور عبدالله ماجد آل علي عن أمله في أن يُسهم عبر كتابه: «التسامح في دولة الإمارات: إرث ثقافي ونهج قيمي وإطار مؤسسي»، في إثراء المكتبة العربية والفكر الإنساني المعاصر بمادة علمية، تسلّط الضوء على ما حققته الإمارات في هذا المضمار، كدولة تؤمن بالإنسان أولاً، وتضع القيم في قلب مشروعها الحضاري.

الدكتور عبدالله آل علي:

. كتاب «التسامح» يحاول أن يرصد التجربة الإماراتية في ترسيخ قيمة تُعدّ من أعمدة البناء الحضاري والإنساني للدولة.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق