مع الشروق : هل تكون الحرب النووية الأولى في العالم ؟

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : هل تكون الحرب النووية الأولى في العالم ؟, اليوم السبت 10 مايو 2025 01:31 صباحاً

مع الشروق : هل تكون الحرب النووية الأولى في العالم ؟

نشر في الشروق يوم 09 - 05 - 2025

2353094
في تصعيد مقلق، دخلت الهند وباكستان مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية، مما يثير مخاوف جدية من إمكانية اندلاع أول حرب نووية في العالم، علما أن البلدين الجارين يمتلكان ترسانات نووية هائلة، ما يجعل من أي تصعيد عسكري تهديدا حقيقيا للأمن الإقليمي والدولي، وقد يشعل معه العالم بأسره بسبب التداعيات الكارثية لأي مغامرة نووية.
ويبدو أن الأمور بين الجارتين بدأت تتطوّر بسرعة بعد أن أطلقت الهند عملية "سندور" العسكرية مستهدفةً مواقع في باكستان، بما في ذلك مناطق في كشمير وبنجاب، بزعم تدمير بنية تحتية لمجموعات إرهابية. في المقابل، أعلنت باكستان عن إسقاط طائرات هندية مسيرة، مؤكدةً أن الهجمات أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين. وقد أغلقت السلطات الجوية في كلا البلدين المجال الجوي، مما يعكس حجم التصعيد.
وما يزيد الوضع تعقيدا هو تصريحات وزير الدفاع الباكستاني الذي وصف التهديد بالحرب النووية بأنه "واضح وملموس"، مشيرا إلى أن باكستان سترد إذا تعرّضت للهجوم.
العديد من المراقبين يرون أن ما يحصل هو مجرد صراع بالوكالة بين الهند المدعومة من الأمريكان والصهاينة وبين باكستان المدعومة من الصين، لكن ذلك لا يخفّف من حدة هذه الحرب...وبغض النظر عن الأسباب الحقيقية للحرب التي تتحرك فيها القوى الدولية من خلف الستار لإعادة تشكيل التوازنات في جنوب آسيا، فإن ما يجب التحذير منه هو أن أي تطوّر للأحداث قد يسبب أزمة على الإقليم والعالم. وفي هذا الإطار، فقد حذرت دراسة نشرتها مجلة "ساينس أدفانسيز" من أن اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان قد يؤدي إلى مقتل 125 مليون شخص، إذا استخدمت الهند 100 رأس نووي لمهاجمة المراكز الحضرية، واستخدمت باكستان 150 رأسًا. وتشير التوقّعات إلى أن عدد الرؤوس النووية لدى البلدين قد يرتفع إلى 200 أو 250 لكل منهما بحلول عام 2025. وتتمتع الصواريخ الباكستانية بقدرة على الوصول إلى جميع أنحاء الهند، في حين أن مدى الصواريخ الهندية يسمح لها بضرب أي نقطة في باكستان.
وبالعودة إلى التاريخ خاضت الهند وباكستان ثلاثة حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، اثنتين منها حول إقليم كشمير المتنازع عليه. وفي عام 2019، كادت الأوضاع تتصاعد إلى حرب نووية بعد هجوم على القوات الهندية في كشمير، ورد الهند بضربات جوية على الأراضي الباكستانية، ما أسفر عن إسقاط طائرتين عسكريتين وأسر طيار هندي. وقد تدخلت وقتها بعض القوى الدولية لتطويق الصراع وتجنّب التصعيد النووي.
إذن، فالترسانات النووية الهندية والباكستانية لم تعد فقط أداة ردع للحماية، بل تحوّلت إلى سلاح ذي حدين قد يحرق الأخضر واليابس. ففي حال نشوب حرب، ستتجاوز آثارها حدود المنطقة لتطال العالم بأسره. الدخان الناتج عن الانفجارات النووية قد يؤدي إلى انخفاض حرارة الأرض، مما يهدّد المحاصيل الزراعية ويؤدي إلى مجاعات عالمية.
وفي ظل هذه المخاطر، يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده للضّغط على الهند وباكستان للجلوس إلى طاولة الحوار، والبحث عن حلول سلمية للنزاع القائم. فالعالم لا يتحمل تكلفة حرب نووية، حتى وإن كانت محدودة.
إن العالم اليوم يقف أمام مرحلة حاسمة: إما إطفاء الحريق الهندي الباكستاني قبل أن يستعر، وإما تحمل تكاليف باهظة وكارثية على الكرة الأرضية بأسرها.
ناجح بن جدو

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق