أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، خلال كلمته في الليلة الأولى من محرم في مقر المجلس بطريق المطار، أن "​العدوان الإسرائيلي​ المستمر على المنطقة هو صورة أخرى من صور كربلاء، نستلهم منها نموذج ​الإمام الحسين​ عليه السلام وننهل من مدرسته في الوقوف والتضحية حين لا يكون هناك سبيل سوى البذل والعطاء".

وشدد على أن "المواجهة المستمرة مع العدو الإسرائيلي، منذ عاشوراء الماضية وحتى اليوم، هي امتداد لمسيرة الحسين في ​مواجهة قوى الشر​ والعدوان"، مشيرًا إلى أن "هذا النهج لا يسلكه إلا الشرفاء الذين تتمثل لديهم ​القيم والأخلاق​، وهم القادرون على الوقوف في وجه قوى الباطل رغم ما تملكه من أدوات وقوة".

ورأى الخطيب أن "الذين يحبون حياة الدنيا والمصالح الصغيرة ليسوا أهلاً لهذا النهج"، معتبرًا أن "القلة المؤمنة هي الفاعلة في التاريخ، وهي التي تواجه هذا الباطل بقوة القيم، التي تتفوق على كل الأسلحة التي يمتلكها الظالمون".

وأضاف أن "لبنان أثبت، حين امتلك إرادة وإيمانًا، أنه قادر على الانتصار في وجه العدو، وأن الهزيمة كانت من نصيب العدو الإسرائيلي وقوى الشر العالمية التي تسانده"، لافتًا إلى أن "لبنان انتصر بالسلاح وبالقيم وبالإرادة، وأفشل أهداف العدو في عدوانه".

وأشار إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي وقفت وحدها في مواجهة العالم بكل أسلحته المتطورة، سجلت انتصارًا نوعيًا عندما أجبرت العدو على وقف الحرب بعد فشله في تحقيق أهدافه"، مؤكدًا أن "قادة إيران وشعبها، الذين تمسكوا بالقيم، استطاعوا دكّ حصون العدو في أقدس مقدساته، في تل أبيب وحيفا، للمرة الأولى".

وختم بالقول إن "هذه المواجهة تشكل مرحلة فاصلة من ملاحم التاريخ الحديث، وتنقلنا إلى مرحلة جديدة، حيث تسجَّل هذه الوقفة والانتصار ليس لإيران وحدها، بل لكل الشعوب العربية والإسلامية، على أمل أن تلتحق بها الشعوب في مواجهة الظلم العالمي وتحقيق آمالها في الحرية والكرامة".