البحر يغلي: حرارة مياه المتوسط تسجّل أرقامًا قياسية منذ 1982! ماذا يحدث؟

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
البحر يغلي: حرارة مياه المتوسط تسجّل أرقامًا قياسية منذ 1982! ماذا يحدث؟, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 11:47 صباحاً

البحر يغلي: حرارة مياه المتوسط تسجّل أرقامًا قياسية منذ 1982! ماذا يحدث؟

نشر في تونسكوب يوم 26 - 06 - 2025

408775
سجّل شهر جوان 2025 ارتفاعًا غير مسبوق في درجات حرارة المياه السطحية للبحر الأبيض المتوسط، بلغ ما بين 4 و5 درجات مئوية فوق المعدلات العادية، وهي النسبة الأعلى منذ سنة 1982، وفق ما أكّده الأستاذ المبرّز في الجغرافيا والخبير في طقس تونس، عامر بحبة، خلال تدخله في برنامج "تونس في 60 دقيقة" على إذاعة ديوان أف أم.
وأوضح بحبة أن هذا الارتفاع يُعتبر مؤشرًا واضحًا على موجة حرّ بحريّة، تشبه موجات الحرّ التي نلاحظها على اليابسة، مشيرًا إلى أن مياه البحر بدورها تتأثر بالظواهر المناخية، وتسجّل ارتفاعًا في درجات حرارتها، خصوصًا في الطبقة السطحية، أي الجزء العلوي من مياه البحر.
وأضاف أن عدّة مراكز دولية، من بينها المركز المتوسطي للدراسات البيئية ومركز كوبرنيكوس الأوروبي، أكدت من خلال بياناتها وخرائطها المناخية أن شهر جوان الجاري هو الأشدّ حرارة مقارنةً بكل أشهر جوان السابقة منذ عام 1982، بل وربما منذ أكثر من قرن، أي منذ بدء تسجيل المعطيات المناخية الحديثة.
لماذا البحر المتوسط تحديدًا؟
أشار بحبة إلى أن البحر الأبيض المتوسط يُعتبر من أكثر المسطحات المائية تأثرًا بالاحتباس الحراري مقارنة ببقية محيطات العالم، ويُعزى ذلك إلى تمركز الأشعة الشمسية صيفًا وارتفاع درجات الحرارة بفعل المرتفع الإفريقي، وهو نظام جوي حار يمتد من الصحراء الكبرى ليصل إلى أوروبا عبر شمال إفريقيا والبحر المتوسط، ما يؤدي إلى تسجيل موجات حرّ قوية وطويلة المدى.
ما التأثيرات البيئية المحتملة؟
هذا الارتفاع الكبير في حرارة مياه البحر يمكن أن يُحدث تغيرات بيئية مقلقة، وفق ما أكد الأستاذ عامر بحبة. فقد يتسبب في نفوق الأسماك، وتدهور الغطاء النباتي البحري، وتغير لون المياه، فضلًا عن اضطراب النظام البيئي البحري، خاصّة في المناطق المغلقة وشبه المغلقة مثل خليج قابس.
وأضاف أن بعض أنواع الأسماك التي لا تحتمل الحرارة العالية قد تبتعد عن السواحل نحو أعماق البحر، ما يؤثر على نشاط الصيد الساحلي، خاصة بالنسبة لأصحاب المراكب الصغيرة.
هل هناك تبعات في الخريف؟
من جهة أخرى، أشار الخبير إلى أن مثل هذا الاحترار السريع وغير المعتاد لمياه البحر يمكن أن يكون "وقودًا" لعواصف خريفية شديدة أو أمطار طوفانية، ولكن بشرط تزامن هذا الاحترار مع قدوم منخفضات جوية باردة، وهي الظاهرة التي غالبًا ما تشهدها مناطق المتوسط في أشهر سبتمبر وأكتوبر.
ورغم أن موجات الاحترار في البحر ليست جديدة، إلا أن توقيتها هذا العام يُعتبر مبكرًا نسبيًا، إذ عادةً ما تُسجّل ذروتها في شهري أوت وسبتمبر، لا في جوان.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق