نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل تخوض معركة إعادة الشاه والخامنئي معركة الخميني, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 03:18 صباحاً
لم يعد هناك من شك ان هدف إسرائيل لم يعد يتمثل بشلّ قدرة طهران على امتلاك السلاح النووي، بل قلب النظام والقضاء عليه، وهو امر قاله صراحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه، وبالتالي بات واضحاً ان المعركة أصبحت وجودية بالنسبة الى النظام الإيراني الحالي وليست مجرد "اثبات وجود".
قد يكون صحيحاً ما تم نشره من ان المسؤولين الإيرانيين طلبوا التدخل الخارجي لوقف اطلاق النار والبقاء في مناصبهم، ولكن حتى لو صح هذا الامر، فأسس النظام تكون قد تصدعت، على غرار ما حصل مع النظام السوري السابق حيث بقي بشار الأسد في منصبه صورياً، فيما فقد السيطرة على الأرض بشكل فعلي. الأصوات الإيرانية التي صدرت وفي مقدمها رضا بهلوي (نجل شاه ايران السابق) والتي دعت الى الانشقاق والانقلاب على النظام، ليست من باب الصدفة، وقد تكون إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية تخوض معركة إعادة الشاه الى ايران، مع كل ما يعنيه ذلك من اقتلاع لجذور الثورة الإسلامية الإيرانية، وتغيير صورتها الداخلية والخارجية على حد سواء.
في المقابل، يعلم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي انه بات يحمل راية بقاء نظام مؤسس الجمهورية آية الله الخميني، وان خسارته تعني حتماً زوال هذه الراية، وهو ما لا يمكن ان يقبل به بطبيعة الحال. وعليه، في حال نجحت إسرائيل في مسعاها، يكون الشرق الأوسط قد تغيّر بالفعل وليس فقط بالقول، والتخلص من النظام الإيراني سيعني في المقابل، سيطرة مطلقة وغير مسبوقة لإسرائيل على كل المنطقة، ولن يقف طموحها عند هذا الحد بل ستنافس عندها على الساحة الدولية وقد تصبح احدى الدول الكبرى. وهذه احدى الأسباب التي دعت رئيس مجلس النواب نبيه بري الى التروي في التعبير عن الفرح للضربات الموجهة نحو ايران، لان البديل لن يكون الفرح والسلام...
تخوف الكثيرون من ان الاندفاعة الإسرائيلية واحراج النظام الإيراني سيؤدي في النهاية الى نشوب حرب عالمية، ولكن وفق المعطيات والتحليلات والمؤشرات الراهنة، فلا رغبة لاحد في الدخول في هذا المجال، ولعل ابرز دليل على ذلك الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، اذ على الرغم من دخول اطراف كبرى فيها بشكل مباشر ومن دون مواربة، لم يتحمس احد لخوض مثل هذه الحرب لعلم الجميع انها لن تكون نزهة وان الخسارة فيها ستطال الجميع من دون استثناء، وهذا ما ينطبق ايضاً على الوضع الراهن في الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، فقد وقفت الدول الكبرى الى جانب إسرائيل تحت ذريعة "الدفاع عن النفس" (وهي ذريعة واهية ولا تنطبق مع الواقع والمنطق)، ولكنها كلها بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، بقيت تدعو الى التفاوض ووجوب تخفيض التوتر، وهو موقف مغاير تماماً للموقف المتخذ ضد روسيا في حربها مع أوكرانيا.
حين قال نتنياهو ان الحرب التي شنها على ايران هي معركة وجود لإسرائيل، كان يكذب، فالمعركة الوجودية هي لنظام الخميني، وهذا يعني ان الإيرانيين سيحاربون بكل ما اوتوا من قوة، للبقاء لان ليس لديهم ما يخسرونه، فالبديل هو زوالهم وتبديدهم وربما منعهم من العيش في ايران، فهل من يتوقع ان يسلموا رقابهم الى نتنياهو بهذه السهولة؟.
لا بد لسياسة عض الأصابع ان تنتهي، ولا شك ان المسؤولين الاسرائيليين امام مهلة محددة غير مفتوحة لانهاء "حملتهم"، ومع ان الدول ترغب بالفعل في انتصار نتنياهو في مسعاه، الا انهم حذرون جداً منه لانه اثبت انه "مجنون" ولا يقف عند حدود ولا اعتبار له لا للمصلحة الوطنية الإسرائيلية ولا لاي مصلحة أخرى سوى مصلحته الشخصيّة، وهذا بحد ذاته بمثابة جرس انذار وصل صداه الى الجميع، وسمعوه جيداً...
0 تعليق