نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ريم الحساني إماراتية بعزيمة لا تلين تُطلق رياضة «التجديف الجبلي», اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 11:58 مساءً
حين تتحدث الإماراتية، ريم أحمد الحساني، عن البحر فإنها لا تراه مجرد زرقة تهمس لمن يصغي إلى أسرارها، بل تعدّه فضاء رحباً للهوية والارتقاء والتمكين، وذلك بعد أن اختارت أن تنطلق في صناعة قصص نجاحاتها من امتداد أفقه، فلم تكتفِ بالتجديف، بل قررت أن تصنع القوارب بيديها، وتقوم بتأسيس نادٍ بحري فريد، وتطلق بطولة، وتبتكر جهازاً ذكياً وصولاً إلى المبادرة بتأليف كتاب يضيء دروب بنات وطنها، تروي فيه الحساني قصتها التي لا تُعدّ سيرة رياضية فحسب، بل هي مرآة لعزيمة امرأة إماراتية حوّلت التحديات إلى فرص، والخيبات إلى دروس.
أطلقت ريم الحساني رياضة «التجديف الجبلي» للمرة الأولى في الإمارات، وهي تجربة رائدة تمزج بين الرياضة والسياحة والاستدامة، خصوصاً أن الإمارات أول دولة تطلق هذه الرياضة الفريدة في أحضان الطبيعة، لهذا السبب اختارت الجبال لأنها رمز للشموخ والثبات، وانطلقت أول بطولة في رأس الخيمة عام 2021.
بدايات الرحلة
في حوارها مع «الإمارات اليوم» توقفت الحساني عند بدايات رحلتها في عالم التجديف وصناعة القوارب، قائلة: «مارست هذه الهواية لفترة كلاعبة ومساعدة مدربة في نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، قبل أن أفكر جدياً في السعي إلى تحقيق حلمي بأن أمتلك نادياً بحرياً خاصاً، أردت من خلاله إيجاد مساحة بحرية فيها تمكين وهوية، لكن بسبب قلة الدعم المادي والتمويل، توقف المشروع للأسف»، وتابعت: «لم أتراجع، بل قررت أن أخطو خطوات جدية في مجال صناعة القوارب، بعد أن مارست هواية التجديف بشكل احترافي».
على هذا الأساس، بدأت الحساني مشروعها الرائد في صناعة القوارب الأولمبية، بعد أن ولدت هذه الفكرة بهوية إماراتية، ولم تكن مجرد مغامرة تقنية فحسب، بل «صناعة حلم وهوية وطموح لا يتوقف»، مؤكدة: «المرأة الإماراتية رمز للعزم والإرادة، ولا شك أن البحر لا يكتمل إلا بصوتها ووجودها، لهذا سعيت بجدية إلى تأسيس مساحة خاصة بها، تتعلم فيها كيف تمسك المجداف وتواجه الموج وتكتشف قوتها الداخلية، لأنني لم أرغب أن تكون مجرد رياضة، بل تجربة تمكين تعيد فيها بناء ذاتها، وتربط بين البحر وهويتها كابنة لهذه الأرض الطيبة».
تحديات قاسية
بعزيمة لا تلين، أطلقت الحساني ناديها البحري الخاص «MR Marine»، لتسجل اسمها باقتدار في سجلات الريادة، وتكون أول سيدة إماراتية تطلق نادياً بحرياً بأفكارها وجهودها الذاتية المحضة، قائلة: «لقد أردت أن أثبت أن الفتاة الإماراتية قادرة على المبادرة، ولا تنتظر من يفتح لها الباب، لهذا السبب أنا فخورة بهذه الخطوة، لأنها خالفت كل التوقعات، وآمنت بإرادة القادر لا بتجارب الآخرين، وهذا ما علّمني إياه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه».
في المقابل، وعلى الرغم من النجاحات، فإن مسيرة رائدة الأعمال الإماراتية ريم الحساني لم تخلُ من تحديات قاسية وعوائق لا حصر لها، توقفت عند أشدها صعوبة، قائلة: «حين تم سحب المسطح المائي الذي خُصص لي، والذي جمعت ورصدت له كل طاقتي وأحلامي لم أتوقف، بل عمدت إلى تحويل المشروع من نادٍ بحري عائم يعمل بالطاقة الشمسية إلى نادٍ رقمي خاص بالنساء، فيما أعمل اليوم على إطلاق أول منصة من نوعها تعكس شغف ابنة الإمارات بالبحر والتمكين، لتكون هذه الفكرة امتداداً لفكرتي ومشروعي الأول، لكن بشكل أوسع وأكثر مجاراة لروح العصر وإيقاعه المتسارع».
القارب «زايد»
وحول تفاصيل صناعتها للقارب الأولمبي، قالت الحساني: «تمت صناعة هذا القارب بإرادة قوية، وبلمسة إماراتية وعلى يد ابنة زايد، لهذا السبب، سمّيته (زايد) لأنه يحمل اسم القائد والمؤسس الذي علّمني الإصرار والعطاء»، وأضافت: «لاشك أن هذا المشروع الرائد بداية لطموحات ومشاريع أكثر أهمية، أستطيع من خلالها النجاح في إطلاق صناعة بحرية إماراتية يفتخر بها الجميع، وترفع اسم دولتنا في كل بحر وبطولة».
ابتكارات ذكية
لهذه الأسباب مجتمعة، لم تتوقف طموحات ريم الحساني عند تصنيع القوارب الأولمبية فحسب، بل تعدتها إلى مجالات الابتكارات الفريدة، إذ تمكنت من ابتكار جهاز ذكي يتم تركيبه على القارب، ليقيس أداء المجداف لحظة بلحظة، واصفة هذا الابتكار بالقول: «إنه ليس راداراً، وإنما هو جهاز يقيس سرعة المجداف، ويعطي إشارات دقيقة عن الأداء لحظة بلحظة، كما يعطي المدرب واللاعب تغذية راجعة مباشرة، وفي ما يساعد في تطوير الأداء بطريقة علمية، فإنه يمهد لدمج الذكاء الاصطناعي بالرياضات البحرية بما يتناسب مع بيئتنا وثقافتنا الرياضية»، وحول ما يخبئه الغد من مشاريع قادمة، تابعت الحساني: «أحاول دائماً خوض غمار تجارب جديدة، وأن أسلك طرقاً عناوينها المعرفة والاستدامة والهوية الإماراتية، لأنني أصنع لنفسي في كل خطوة حلماً جديداً يخدم بنات بلدي في أن تصبح لرياضتنا النسائية مكانة مهمة، وأن تكون المرأة الإماراتية بكل فخر، جزءاً فاعلاً من هذا المشهد».
بداية جديدة
من بوابة معرض أبو ظبي الدولي الكتاب، احتفلت ريم الحساني بتوقيع كتابها الجديد «بعض الأوقات بداية جديدة»، الصادر عن دار «رمستنا» للنشر والتوزيع، في رحلة ملهمة بين فصول التجربة والطموح، تسرد من خلالها قصتها الاستثنائية كأول إماراتية تخوض مجال صناعة القوارب الأولمبية، و تكشف عن الدروس التي تعلمتها في مواجهة التحديات، وكيف استطاعت أن تحول العقبات إلى فرص، مستلهمةً من شغفها بالبحر، إبداعات فريدة في مجال الصناعات البحرية، قائلة «هذا الكتاب ليس مجرد سرد لسيرة ذاتية، بل مصدر إلهام لكل من يسعى لترك بصمة خاصة في مجاله، فإذا كنت تبحث عن قصة نجاح حقيقية تحمل في طياتها الإصرار والتحدي، فإن (بعض الأوقات بداية جديدة) هو الكتاب الذي سيأخذك إلى عالم من الإلهام والتحفيز، ويثبت أن الأحلام لا تعرف المستحيل، لأن كل كلمة فيه من القلب، وكل حكاية صبر ورسائل أمل لكل امرأة تظن أن النهاية اقتربت، وهي في الحقيقة على أعتاب بداية جديدة واعدة».
ريم الحساني:
• المرأة الإماراتية رمز للعزم والإرادة، ولاشك أن البحر لا يكتمل إلا بصوتها ووجودها، لهذا سعيت بجدية إلى تأسيس مساحة خاصة بها.
• أحاول دوماً خوض غمار تجارب جديدة، وسلك طرق ودروب عناوينها المعرفة والاستدامة والهوية الإماراتية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق