نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وفد من عائلات الشهداء يؤدّي مناسك الحج برعاية مؤسسة فداء, اليوم الجمعة 30 مايو 2025 12:50 مساءً
نشر في باب نات يوم 30 - 05 - 2025
بارح صباح اليوم الجمعة، من مطار الحجيج وفد يضم عشرين حاجا من عائلات شهداء العمليات الإرهابية من عناصر الجيش والأمن الوطني والأمن الرئاسي في رحلة توجهت نحو البقاع المقدسة، بتكفّل كامل من مؤسسة "فداء".
وأكّد رئيس مؤسسة فداء، أحمد جعفر، في تصريح خص به وكالة تونس افريقيا أن هذه الرحلة تُعدّ لحظة فارقة في مسار عمل المؤسسة، باعتبارها أول دفعة من الحجيج من بين أولي الحق من عائلات شهداء الإرهاب والثورة، ممن شملهم قانون إحداث المؤسسة وتعديلاته الأخيرة بموجب المرسوم عدد 20 لسنة 2022.
وأوضح جعفر أن المؤسسة تكفّلت بتنظيم الرحلة من نقطة الانطلاق من مقرات السكن، مرورا باستقبالهم في مقر المؤسسة، فالنقل إلى المطار وتوديعهم، مؤكدا مواصلة المتابعة لظروف إقامتهم في المملكة العربية السعودية، خاصة في مكة المكرمة، خلال أداء المناسك.
وأضاف أن هذا التكفّل يُمثّل شكلًا من أشكال ردّ الاعتبار والاعتراف بالجميل لعائلات من ضحّوا بأرواحهم من أجل الوطن، مشيرًا إلى أن "هذا أقلّ ما يمكن تقديمه لهم، خاصة وأن تضحياتهم لا تقدّر بثمن".
وشدّد رئيس المؤسسة على أنّ اختيار الحجيج تمّ وفق معايير موضوعية شملت القدرة البدنية، عدم أداء فريضة الحج سابقًا، عامل السنّ، ثم رغبة المعنيين، إلى جانب تقسيم عادل بين عائلات شهداء الثورة وضحايا العمليات الإرهابية.
كما تم اعتماد إجراءات استثنائية لتمكين بعض الحالات التي سبق تسجيلها على منصة الحج من الانتفاع بالقانون الجديد، لتتكفل المؤسسة بتغطية التكاليف كاملة.
وبخصوص أداء المؤسسة، أوضح أحمد جعفر أن فداء، رغم حداثة إنشائها، بدأت تُحقّق نتائج فعلية على أرض الواقع، خاصة بعد تنقيح القانون، مؤكدًا أن المؤسسة تجاوزت مرحلة الوعود، وهي الآن في مرحلة تنفيذية فعلية خطوة بخطوة.
وقال: "نحن نعمل بإمكانيات بشرية محدودة، لكن الإرادة السياسية كانت حاسمة، والنتائج بدأت تظهر، وهذه الرحلة واحدة من ثمار التعديل القانوني الذي أدخل على مهام المؤسسة".
وأضاف أن مؤسسة فداء تسعى للتوسّع من الجوانب المادية إلى الجوانب المعنوية، مثل حفظ الذاكرة الوطنية، وتوثيق تضحيات الشهداء، حتى تبقى حاضرة في الوعي الجماعي وتتناقلها الأجيال.
وأشار إلى أن النموذج المؤسسي المعتمد يشبه تجارب عالمية، وأن تونس، من خلال إحداث هذه المؤسسة، التحقت بركب الدول التي تكرّم شهداءها وتضمن رعاية دائمة لعائلاتهم.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن فداء تُوجّه رسالة مباشرة إلى كل من ينتمي اليوم إلى المؤسستين الأمنية والعسكرية، مفادها أن الدولة لا تنسى أبناءها الذين ضحّوا من أجلها، وهي كذلك رسالة وفاء لضحايا الثورة التونسية.
وقد حضرت عائلات الشهداء بكثافة لمرافقة ذويهم إلى المطار، وسط أجواء مؤثّرة امتزجت فيها مشاعر الفرح والامتنان، حيث أجمع الحجيج على أن هذه المبادرة تحافظ على مكانة الشهداء وتكرّم ذكراهم وتعيد لهم بعضا من الاعتبار الذي يستحقونه.
.
0 تعليق