أثر القيم السورية في تصميم مخيمات اللاجئين في ندوة بالمكتبة الوطنية

الوكالة العربية السورية للأنباء 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أثر القيم السورية في تصميم مخيمات اللاجئين في ندوة بالمكتبة الوطنية, اليوم الخميس 22 مايو 2025 11:02 صباحاً

دمشق-سانا

عاش السوريون اللاجئون في مخيمات اللجوء على مدى أكثر من 13 سنة ظروفاً غاية في الصعوبة، سعوا جاهدين للتكيف معها، وتأمين احتياجاتهم الأساسية، زادهم في ذلك قيمهم وتقاليدهم الأصيلة التي تجلت حتى في تصميم المخيمات.

هذه الظاهرة ناقشها اليوم الدكتور حسام الوعر، المعماري ومخطط المدن السوري المقيم في بريطانيا، خلال ندوة علمية استضافتها المكتبة الوطنية بدمشق، وتمحورت حول أثر القيم والتقاليد السورية المادية وغير المادية على تصميم مخيمات اللاجئين، مخيم الزعتري في الأردن نموذجاً.

وأشار الدكتور الوعر خلال الندوة إلى أن المخيمات تُنشأ عادةً وفق معايير عسكرية صارمة لأسباب تتعلق بسهولة الإنشاء وقلة الموارد، إلى جانب الدواعي الأمنية، إلا أن ما شهده مخيم الزعتري، الذي آوى نحو 82 ألف لاجئ سوري على مساحة 5.33 كيلومترات مربعة، يمثل نموذجاً استثنائياً في مقاومة هذا النمط المفروض.

وأكد الدكتور الوعر أن اللاجئين السوريين أعادوا تشكيل المخيم وتحويله إلى مدينة عفوية بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، رُغم محدودية الإمكانات، ما يعكس “جبروت الإنسان السوري” على حد تعبيره، وقدرته الفطرية على صناعة المكان من رحم المعاناة، دون أن يكون معظمهم من أصحاب الاختصاصات أو الشهادات الأكاديمية.

واعتبر الدكتور الوعر أن ما جرى في الزعتري يمثل وثيقة للتاريخ، تعكس كيف أثرت القيم الثقافية والاجتماعية في تنظيم المكان، من حيث التعاون المجتمعي والتفاعل وإعادة تصميم المساكن، بما يناسب العادات والتقاليد السورية.

وأشار إلى أن عودة اللاجئين يجب أن تترافق مع برامج إعادة تأهيل نفسية واجتماعية وخدمية، لافتاً إلى أنه من الأطفال اللاجئين مَن يرى في المخيم وطنهم الوحيد، في إشارة إلى حجم الانفصال النفسي عن الأرض الأم.

وشدد الوعر على أهمية تطوير آليات لإشراك المجتمعات المحلية، وخاصة اللاجئين، في عمليات التخطيط والإعمار، داعياً إلى اعتماد منهج “التشاركية” بصورة أساسية.

الندوة التي نُظمت بالتعاون بين وزارة الثقافة السورية ومؤسسة بُنى للتنمية، ومنظمة إيكوموس سوريا، شهدت حضور عدد من المهتمين والباحثين والمعماريين.

تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق