أربعة أفلام لمخرجات سوريات شابات في مقهى السينما وسط دمشق

الوكالة العربية السورية للأنباء 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أربعة أفلام لمخرجات سوريات شابات في مقهى السينما وسط دمشق, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 05:12 مساءً

دمشق-سانا

أتاح “مقهى السينما” في دمشق القديمة أمام جمهور الفن السابع، مشاهدة العرض الأول لمجموعة من الأفلام السينمائية القصيرة، لأربع مخرجات شابات، رصدن عدداً من القضايا المجتمعية المعاصرة.

عاش الحضور مع الفيلم الأول “غرفة المسدس” سيناريو وإخراج عروب المصري، حكاية الزوجين “ربا” و”أنور”، اللذين يقطنان في قلب مدينة مدمرة، والزوجة تعاني من خوف شديد من الأسلحة وفي الوقت ذاته لديها هاجس دائم بالموت، وذلك بسبب ظروف الحرب التي عاشتها، ما دفعها لإطلاق الرصاص من مسدس زوجها إثر صوت حركة سمعته في الليل، ثم تظن نفسها مذنبة وتدفن السلاح تحت التراب، لكنها سرعان ماتنبش الأرض بكلتا يديها، باحثة عن المسدس، نزولاً عند صراخ زوجها الذي يريد سلاحه، لتكتشف رويداً جماجم وعظاماً لبشر كثر، فتنظمهم في مقابر، وتختتم بجملة: “كانت بس طلقة وحدة.. ما بعرف كيف ماتوا كلهم”.

وسافر الحضور في الفيلم الثاني “حياة” للمخرجة الدكتورة الناقدة لمى طيارة إلى حي الخالدية بحمص، حيث عادت أسرة بطلتها اسمها “حياة” بعد ست سنوات من الغربة وبعد تردد طويل، لترمم المنزل الذي مازال نوعاً ما بخير، رغم أن تراسه يطل على الخراب والمدارس والمستشفيات المدمرة، فتشكل هي وزوجها وابنتها نموذجاً محفزاً لأسر أخرى على العودة للحي، ثم يأتي الختام برسالة شكر لتلك السيدة التي شجعت الناس على كسر حاجز الخوف.

وتأخذ المخرجة رشا ملحم الحضور في فيلمها الإنساني “على الحافة” إلى حقوق المرأة في الحب والحياة والاختيار، فالفتاة تمشي بحذر معصوبة العينيين على حافة جدار، لكن عينيها في عالمٍ آخر كفراشة تمشي على الماء، بينما نساء القرية يتهامسن عليها وينتظرن سقوطها مع الرجل الذي يتهمها بالخيانة رغم أنه خطيبها، ثم تجتاز الفتاة الجدار رغم ما تعرضت له من كلام مسيء وضرب من أطفال حاولوا إعاقة سيرها برميها بحبات الجوز، وترقص أخيراً على أنغام قلبها، على أنغام موسيقا أوبرا “بحيرة البجع”.

ونخرج من قضايا المجتمع إلى البيت الأخير للإنسان بهذه الحياة عبر فيلم “قشرة بصلة” للمخرجة رغد باش الذي يتحدث عن مهنة حفار القبور، ويتحدث من خلاله الحفارون عن وجهة نظرهم بالموت، الذي بات يشكل لهم روتيناً يومياً ومصدراً للرزق، كما يروي أحدهم قصصاً عن تعامل الناس مع القبور، من شاب يأتي دائماً باكياً على قبر والدته، بينما أخرى تأتي لتضرب قبر حماتها، لكن المميز هو القبور التي تفوح منها رائحة المسك، ليختتم بالتأكيد على أن الحياة لا تساوي “قشرة بصلة”.

وفي تصريحات لمراسلة سانا الثقافية لفتت المخرجة عروب إلى أن فيلمها عكس الآثار النفسية القاسية للحرب على النساء والفتيات، اللواتي مازلن يهلوسن بالكوارث التي مرت على سوريا، بما فيها المجازر الجماعية، معربة عن أملها بألا تتكرر عذابات السوريين، وأن ننفذ أعمالاً تجسد وتعالج الآلام التي مروا بها.

فيما أشارت المخرجة لمى إلى أنها نفذت فيلمها في الأشهر السابقة في حي الخالدية بحمص المدمر كلياً، وهو انعكاس لإصرار أبنائها على العودة لمنازلهم رغم مشكلات البنية التحتية فيها.

وأكدت المخرجة رشا أن لكل ظرف تقنياته وجمالياته ليتحدث الفن فيه، ففي الفترة الماضية كنا نعتمد على جمالية التورية والترميز، بينما الآن بات بإمكاننا نقل الواقع بكل شفافية ومصداقية، مشددةً على أن الأفلام ستشهدُ مستقبلاً إقبالاً أكبر حين تتحسن أكثر الحياة الثقافية في البلد، لأن للفن رسالة مهمة تقرّب بين أبناء الشعب الواحد، وهو ما ستركز عليه في الفترة القادمة.

وأوضحت المخرجة رغد وهي صاحبة فكرة “مقهى السينما”، أنها تناولت حقيقة الموت بطريقة مختلفة بعيدة عن التراجيديا، وتجريد واقع الموت الذي اعتاد عليه المواطن السوري خلال الفترة الماضية في البلاد، وذلك بناءً على الحاجة لتناول وتجريد واقعنا فنياً خلال الفترة القادمة.

وحول تنظيم هذه العروض الأولى بيّنت رغد أن الهدف هو إتاحة الأفلام السينمائية ووجهات النظر حولها أمام كل فئات الجمهور على أرض الواقع، وليس من وراء الإنترنت، فالسينما يجب أن تحافظ على طقوسها، ولا سيما في نمط المشاهدة الخاص، وألا تتحول إلى شاشة موبايل.

تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب

أخبار ذات صلة

0 تعليق