نشر بوساطة حمزة بن خليفة في تونس الرقمية يوم 18 - 06 - 2025

تستمر التوترات في منطقة الشرق الأوسط في إثارة الساحة الدولية، حيث ترتفع الأصوات بشكل متزايد ضد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت إيران.
و قد أدانت كوريا الشمالية هذه الهجمات بشدة، ووصفتها ب "جريمة ضد الإنسانية"، في حين حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من المخاطر المتزايدة لحدوث حادث إشعاعي.
بيونغ يانغ تندد ب "العمل غير القانوني"
في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية، اتهمت كوريا الشمالية إسرائيل بارتكاب انتهاك صارخ للقانون الدولي، معتبرة أن هذه الضربات "غير مبررة" تشكل تعدياً خطيراً على السيادة الإيرانية.
و يأخذ النظام الكوري الشمالي، الذي يتعرض بانتظام للانتقادات بسبب برامجه الباليستية، موقفاً في نزاع حيث تبقى التحالفات الدولية غير ثابتة.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا دليل على وجود قنبلة نووية، لكن هناك مخاوف حقيقية
في تصريح له في فيينا، قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن إيران تسعى لتصنيع سلاح نووي.
و مع ذلك، أوضح أنه تم اكتشاف عدة عناصر على المواقع الإيرانية التي تم استهدافها مؤخراً "تثير مخاوف جدية".
كما حذر من العواقب المترتبة على الضربة العسكرية لمرافق نووية، حيث "لا يمكن استبعاد خطر وقوع حادث إشعاعي بشكل مطلق".
و تتوافق هذه التصريحات مع المخاوف التي يعرب عنها جزء من المجتمع العلمي الدولي في مواجهة التصعيد العسكري.
يمكن أن يؤدي التدمير الجزئي أو الكلي لموقع حساس إلى تحرير مواد خطرة وتهديد البيئة الإقليمية بالتلوث الدائم.
المملكة المتحدة في موقف الدفاع
في الوقت نفسه، أعرب المدعي العام البريطاني عن تحفظات قانونية بشأن أي مشاركة لبريطانيا في عملية عسكرية ضد إيران.
و حسب مصادر حكومية نقلتها الصحافة البريطانية، فقد تم إبلاغ رئيس الوزراء كير ستارمر بأن مثل هذا التدخل قد يكون غير متوافق قانونياً مع القانون الدولي، إلا إذا تم إثبات وجود دفاع مشروع أو تفويض واضح من الأمم المتحدة.
و يعتبر المدعي العام أن أي إجراء يتجاوز الدعم للحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة أو إسرائيل، قد يعرض لندن لمخاطر قانونية دولية.
فتح قناة دبلوماسية مع ترامب؟
في تحول غير متوقع، يبدو أن الدبلوماسية الإيرانية تنفتح على قناة تواصل مع واشنطن.
وفقاً لما ذكره "نيويورك تايمز"، فإن مصدرًا رفيعًا في وزارة الخارجية الإيرانية صرح بأن طهران مستعدة لقبول اقتراح دونالد ترامب لعقد قمة ثنائية في المستقبل.
و تحديداً، كان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد وافق على لقاء المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، أو زميله، نائب الرئيس ج.د. فانس، لبحث شروط وقف إطلاق النار.
نافذة هشة للسلام
بينما تستمر المعارك وتتصاعد الضغوط الدولية، قد تمثل هذه العودة المحتملة للحوار بين إيران والولايات المتحدة – تحت رئاسة ترامب – تحولاً دبلوماسياً مهماً.
و مع ذلك، فإن عدم الاستقرار في المنطقة، والشكوك المتبادلة، والمصالح المتضاربة قد تعرض أي تقدم للمخاطر.
و في انتظار ذلك، تظل المخاوف من تمدد النزاع، ومن المخاطر النووية، ومن هشاشة التوازنات الاستراتيجية، قائمة، مما يضع كوكب الأرض بأسره في حالة تأهب دبلوماسي.

.