تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، بعد أن استأنفت عدوانها قبل 79 يومًا، مستكملةً بذلك 607 أيام من القصف والدمار، في أعقاب تملص رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار. ويستند نتنياهو في تصعيده إلى دعم سياسي وعسكري أمريكي، وسط صمت دولي مطبق وخذلان غير مسبوق من المجتمع الدولي.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال شنت عشرات الغارات الجوية، في وقت تتفاقم تداعيات الحصار، خاصة مع استمرار منع دخول المواد الغذائية الأساسية منذ بداية شهر مارس الماضي، مما رسم مشهدًا مأساويًا للمجاعة التي تعصف بسكان القطاع المحاصر.

واستمر التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة بوتيرة عنيفة منذ ساعات الفجر الأولى، حيث أفادت المصادر الطبية باستشهاد 26 مواطنًا وإصابة العشرات جراء الغارات المكثفة التي طالت مناطق مختلفة من القطاع.

في وسط القطاع، استهدفت طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في منطقة النادي الأهلي بمخيم النصيرات، ما أسفر عن وقوع سبع إصابات تم نقلها إلى مستشفى العودة لتلقي العلاج، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني نتيجة الاستهداف المتكرر للمدنيين.

وفي تطور لافت، قصفت طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال سطح مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وهو ما يفاقم المخاوف من خروج المرافق الصحية عن الخدمة في ظل الحصار المتواصل ونقص الإمكانيات الطبية.

مدينة خان يونس جنوب القطاع كانت على موعد مع مجزرة جديدة، حيث استشهد 14 مواطنًا، معظمهم من الأطفال والنساء، في قصف استهدف خيام النازحين داخل مدرسة الحناوي، التي تأوي مئات العائلات الهاربة من نيران الحرب.

وفي ذات المدينة، أدى قصف جوي إلى استشهاد الطفل أديب أحمد أديب أبو طه بعد استهداف شقة سكنية في شارع جلال وسط خان يونس، بينما شن الطيران الحربي غارات عنيفة على منطقة الضابطة الجمركية شرقي المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعي طال أحياء متفرقة من وسط المدينة.

شمال قطاع غزة لم يكن بعيدًا عن دائرة النار، حيث استهدفت الطائرات الحربية مناطق في شمالي القطاع وسُجّلت إصابات في صفوف المدنيين. كما شهدت المنطقة الشمالية الشرقية لمدينة غزة سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة، رافقها إطلاق نار مكثف من الدبابات الإسرائيلية في محيط قيزان النجار جنوبي خان يونس.

وفي شرقي غزة، أطلقت طائرات مُسيّرة إسرائيلية من نوع “كواد كوبتر” النيران باتجاه الأحياء السكنية، في وقت شن الطيران الحربي غارة جوية على منطقة بطن السمين جنوب خان يونس، فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية حي الشجاعية شرقي المدينة وقصفت وسط خان يونس بعنف، ما أوقع مزيدًا من الضحايا وألحق أضرارًا بالغة بالممتلكات والبنى التحتية.

التصعيد العسكري المستمر، مصحوبًا بالقصف الجوي والمدفعي المكثف، يعمّق الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، في ظل شح المواد الغذائية وانهيار شبه كامل للقطاع الصحي.

يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، وسط صمت دولي مطبق، وعجز المنظمات الأممية عن كسر الحصار أو وقف آلة الحرب. وبينما تواصل الإدارة الأمريكية تقديم الدعم السياسي والعسكري للاحتلال، تتعالى الأصوات المطالبة بمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الجسيمة التي قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب وفق القوانين الدولية.

المصدر: مواقع