نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
واشنطن توقف التنسيق مع الكيان الإسرائيلي وتحذيرات اسرائيلية من تداعيات أي هجوم على إيران, اليوم الجمعة 30 مايو 2025 05:49 مساءً
تشير المعطيات السياسية والميدانية إلى تحوّل استراتيجي في موقف الولايات المتحدة إزاء التهديدات المتصاعدة بشنّ عدوان على المنشآت النووية الإيرانية، حيث أوقفت الإدارة الأميركية التنسيق العسكري مع الكيان الإسرائيلي، في خطوة توحي بنيّة جدية للسير في مسار تفاوضي مع طهران.
ويأتي القرار الأميركي في وقت بالغ الحساسية، وسط تزايد التقديرات بأن حكومة الاحتلال قد تلجأ إلى خطوات عسكرية انفرادية تحت ذريعة منع إيران من تطوير قدراتها النووية. غير أن التقديرات نفسها تحذر من أن أي مغامرة عسكرية من هذا النوع قد تُدخل المنطقة في دوامة تصعيد شديدة الخطورة، خاصة في ظل مؤشرات على أن طهران لن تتهاون في ردها، ولن تجد في هذه المرة مظلة دفاعية أميركية تحمي الكيان من تداعيات الضربة المضادة.
المشهد الراهن يعكس معادلة جديدة فرضتها واشنطن بعد اقترابها من تفاهمات مع الجانب الإيراني، وقد باتت تعتبر أن التهديدات الإسرائيلية تشكل عامل إرباك للمفاوضات، وليست عنصر ضغط كما كان يُظن سابقًا. إذ أن مجرد تلويح الاحتلال بخيار عسكري بات يسرّع من الخطى الأميركية نحو الاتفاق، بدلاً من أن يؤدي إلى تشدده.
وتزايدت التحذيرات داخل الكيان من إمكانية أن تُسرّع الإدارة الأميركية وتيرة التفاوض النووي بفعل سلوك حكومة الاحتلال، ما قد يؤدي إلى ولادة اتفاق يُقصي أي دور إسرائيلي في المرحلة المقبلة. وفي هذه الحالة، فإن الكيان سيخسر ليس فقط هامش المناورة العسكري، بل أيضًا القدرة السياسية على التأثير في بنود الاتفاق.
في المقابل، تتكثف الدعوات داخل الكيان إلى العمل السري والهادئ لمنع الوصول إلى اتفاق، انطلاقًا من إدراك أن اللحظة الحالية تشكل منعطفًا حاسمًا، وأن أي اتفاق نووي مرتقب سيفرض قيودًا صارمة على الحركة العسكرية في المستقبل، خصوصًا إذا ما ترافق مع تفاهمات إقليمية ودولية تؤمن نوعًا من الحصانة السياسية لطهران.
ويُنظر إلى التصعيد الكلامي والميداني الأخير بوصفه أخطر مراحل الاشتباك غير المعلن بين الجانبين، حيث تجاوز التوتر الجغرافيا التقليدية للصراع في الإقليم، واتخذ طابعًا ذا أبعاد استراتيجية تمسّ مكانة الكيان الإسرائيلي ومصداقيته الردعية. وبات واضحًا أن غياب التنسيق مع واشنطن يترك الاحتلال مكشوفًا في مواجهة غير متكافئة مع طهران، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات تصعيد قد تكون غير محسوبة العواقب.
وفي ضوء هذا الواقع، تزداد التساؤلات حول قدرة حكومة الاحتلال على المضي قدمًا في تهديداتها، في ظل بيئة استراتيجية معقدة ومعزولة، حيث يتراجع الدعم الدولي وتتعزز الحمايات السياسية التي توفرها التحركات الأميركية والإقليمية لطهران.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق