في إطار دعم الدولة للقطاع الزراعي وتحفيز المُزارعين علي التوسع في زراعة المحاصيل عالية الجودة والتصديرية، أجري المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، جولة ميدانية لمتابعة حصاد محصول المشمش بقرية العمار، ومزارع الفراولة بقرية ميت كنانة، ضمن نطاق مركز طوخ، وذلك بحضور عدد من المسؤولين التنفيذيين والزراعيين بالمحافظة.

بدأت جولة المحافظ من قرية العمار، التي تُعد من أعرق القري المصرية في زراعة المشمش، حيث تفقد حصاد مزرعة تبلغ مساحتها فدانين و20 قيراطًا، وتضم أشجارًا بعضها يبلغ عمره قرابة 80 عامًا، وأشاد المحافظ بجودة المحصول هذا العام الذي وصفه بالمبشر، وسط فرحة واضحة علي وجوه الفلاحين الذين أكدوا أن إنتاج هذا الموسم لم تشهده القرية منذ ثلاث سنوات مضت بسبب التغيرات المناخية.

وأكد "عطية" أن قرية العمار تُعد من العلامات التجارية المتميزة في زراعة وإنتاج المشمش، وتحظي بإقبال محلي ودولي واسع، مشددًا علي ضرورة مواصلة دعم هذه الزراعة التراثية، التي تضرب بجذورها في التاريخ.

من جانبه، أوضح المهندس محمد أمين، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، أن إجمالي المساحة المزروعة بالمشمش هذا الموسم بلغت 338 فدانًا و17 قيراطًا، وتتركز بمراكز طوخ، ولا سيما قري العمار الكبري، منشأة العمار، كفر العمار، برشوم الصغري، وكفر الفقهاء، مشيرًا إلي وجود أصناف مميزة مثل "منتخب العمار الحموي" و"الكانينو".

في المحطة الثانية للجولة، تفقد المحافظ إحدي مزارع الفراولة بقرية ميت كنانة، علي مساحة 10 أفدنة، تُزرع بأحدث تقنيات الزراعة والري الحديث، دون استخدام مبيدات. لتُنتج فراولة عضوية عالية الجودة، وأشار "عطية" إلي أن هذا النموذج يعكس توجه الدولة نحو الزراعة المستدامة، وربط الإنتاج بالتصدير المباشر، خصوصًا مع ارتفاع الطلب علي الفراولة المصرية في الأسواق الأوروبية والخليجية.

وأشاد المحافظ بجودة المحصول، وتوافر فرق عمل مدرّبة بالمزرعة، مؤكدًا أن القليوبية تُعد من المحافظات الرائدة في إنتاج الفراولة، حيث تبلغ المساحة المزروعة بالمحصول 6925 فدانًا، وتتم زراعته بمراكز شبين القناطر وطوخ وميت كنانة.

كما دعا إلي إنشاء مصانع متخصصة في تعبئة وتبريد وتجميد الفراولة لتسريع عمليات التصدير وضمان الحفاظ علي الجودة العالمية للمنتج، خاصة أن الفراولة المصرية تلقي رواجًا في أسواق الولايات المتحدة وكندا وأوروبا ودول الخليج.

في ختام جولته، وجه المحافظ  وكيل وزارة الزراعة بتكثيف الدعم الفني والإرشادي للمزارعين من خلال الندوات والحقول الإرشادية، بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية، لضمان أعلي إنتاجية وتحقيق أقصي استفادة من التقنيات الحديثة، كما شدد علي أهمية توفير كل التسهيلات أمام المزارعين والمستثمرين الزراعيين بما يُسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز صادرات مصر الزراعية.

من مشمش العمار الذي يُجسد عبق التاريخ، إلي فراولة ميت كنانة التي تشق طريقها نحو الأسواق العالمية، تواصل القليوبية دورها الرائد في دعم الزراعة المصرية، مُقدّمة نموذجًا يحتذي به في الجمع بين التراث الزراعي والتقنيات الحديثة، لتبقي المحافظة منارةً في الإنتاج والتصدير والابتكار الزراعي.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل