فوز شامل للائحة التنمية والوفاء في البقاع الغربي… وتبدلات لافتة في المشهد البلدي والسياسي

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فوز شامل للائحة التنمية والوفاء في البقاع الغربي… وتبدلات لافتة في المشهد البلدي والسياسي, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 06:51 مساءً

ماهر قمر

في مشهد انتخابي لافت، أُسدل الستار على الانتخابات البلدية في البقاع الغربي بنتائج حملت الكثير من الدلالات السياسية والاجتماعية، حيث سجلت لوائح “التنمية والوفاء” فوزًا كاملًا في مختلف البلدات، مدعومة بنسبة اقتراع جيدة جداً، تعكس تماسك القواعد الشعبية وثبات الخيارات السياسية في هذه المنطقة.

عضو بلدية مشغرة، حسين صادر، أعاد هذه النتائج إلى وفاء أهل وبيئة المقاومة لقيادة هذا الخط، وقال: “إن مجتمع المقاومة هو المقاومة، ولا يحتاج إلى من يدفعه باتجاه التصويت والانتخاب، خاصة عندما نرى والد الشهيد يدفع الناس ويشجعهم على الاقتراع للائحة، وأم الشهيد تجلس في قلم الاقتراع مندوبة عن لوائح التنمية والوفاء، وأخ الشهيد ينقل الناس إلى مركز الاقتراع. مشاهد الجريح الذي ينتخب من دون عيون وأيدٍ، والناس تعلن أنها مع خط المقاومة حتى لو كانت هناك ملاحظات على مرشح هنا أو هناك”.

اللافت في هذه الدورة الانتخابية كان التغيير الملحوظ الذي طرأ على تركيبة عدد من المجالس البلدية، إذ أفرزت الانتخابات وجوهًا جديدة في بلدات أساسية كبلدة المرج، وجب جنين، والقرعون، ما يعكس توجهًا شعبيًا نحو التجديد، ورغبة في ضخ دم جديد في الجسم البلدي، مع ما يحمله ذلك من آمال على صعيد العمل الإنمائي والخدماتي.

الجماعة الإسلامية في البقاع الغربي سعت إلى ملء الفراغ السياسي الذي خلّفه غياب “تيار المستقبل” عن المشهد الانتخابي، فدخلت بقوة إلى معركة الانتخابات البلدية والاختيارية. وركّزت الجماعة على بناء تحالفات محلية وتفعيل حضورها التنظيمي في عدد من البلدات، طامحة إلى تحقيق مكاسب تعوّض الغياب السنّي التقليدي. وعلى الرغم من خسارتها في بلدة القرعون، فإن محاولتها شكّلت مؤشرًا على سعيها لإعادة التموضع في الخارطة السياسية. وتبقى نتائج هذه المحاولة متفاوتة، بانتظار ما ستفرزه المرحلة المقبلة من تحوّلات في التوازنات داخل المنطقة.

أما في قضاء راشيا، فقد بقي المشهد السياسي مستقرًا إلى حدّ كبير، لكن النتائج أفرزت متغيرات كثيرة على مستوى حضور “الحزب الاشتراكي”، لا سيما في بلدة راشيا، التي حققت فوزًا على المستوى الدرزي على اللائحة المنافسة للحزب الاشتراكي. وقد فازت لائحة الحزب الاشتراكي بأصوات محسوبين مسيحيين على “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، و”التيار الوطني الحر”، و”القوات اللبنانية”، ونائب رئيس المجلس النيابي الأسبق إيلي الفرزلي.

في المقابل، أثمر التحالف بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” عن فوز عدد من اللوائح البلدية، لا سيما في بلدة صغبين، ما يشير إلى إمكانية بناء تفاهمات محلية تتجاوز الاصطفافات الوطنية الحادّة، إذا ما توفرت الإرادة المشتركة.

وبين هذا وذاك، تبقى العبرة فيما ستفرزه هذه النتائج على الأرض، في رسم المشهد الإنمائي والاجتماعي والسياسي للمرحلة المقبلة. فالبلديات ليست فقط مجالس إدارية، بل منصات للتعبير عن طموحات الناس، ومسؤوليات مضاعفة تجاه التنمية المستدامة وتعزيز الثقة بين المواطن والدولة.

المصدر: موقع المنار

أخبار ذات صلة

0 تعليق