أم الدنيا قوة إقليمية في إنتاج الزيوت الصحية

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أم الدنيا قوة إقليمية في إنتاج الزيوت الصحية, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 04:12 مساءً

حققت مصر قفزات غير مسبوقة في هذا القطاع الحيوي. من خلال التوسع في زراعة محاصيل مثل الكانولا. وفول الصويا. وزيت النخيل. إلي جانب الكمون المصري المتصدر للأسواق العالمية. والياسمين الذي يُعد أحد أسرار صناعة العطور الفاخرة في العالم. وكانت التجربة الرائدة لزراعة الكانولا في الوادي الجديد نموذجًا يُحتذي به. تحت إشراف قطاع الزراعة. لإنتاج زيوت صحية عالية الجودة. وتقليل الفجوة الاستهلاكية. وتعظيم القيمة التصديرية.

في هذا الملف. نفتح نوافذ واسعة علي مستقبل واعد لمصر الزراعية. نستعرض فيه النجاحات. التحديات. والرؤي المستقبلية لتوسيع الرقعة المزروعة. وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وزيادة عائدات التصدير. إنها قصة وطن يحول التربة إلي ذهب. والزهور إلي دبلوماسية عطرية تخترق الأسواق العالم.


بني سويف .. منطقة استثمارية علي 147 فدانًا

بني سويف - أسامة مصطفي:

تعرف محافظة بني سويف بأنها أرض النباتات الطبية والعطرية. إذ تنتج نحو 40 إلي 60% من صادرات مصر في هذا القطاع. ويعتمد عدد كبير من القري في مركزي ببا وسمسطا علي زراعة هذه النباتات كمصدر رئيسي للدخل. ونظرًا لما تتمتع به المحافظة من مزايا نسبية وتنافسية. تسعي الدولة إلي تحويلها إلي مركز إقليمي ودولي لتصنيع وتصدير هذه المنتجات. في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

وفي هذا السياق. خصصت الدولة مساحة 147.14 فدانًا من أراضي الظهير الصحراوي بمركز سمسطا لإقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية والتصنيع الزراعي. وذلك بقرار جمهوري بعد موافقة مجلس الوزراء. وهو ما يُعد خطوة استراتيجية للنهوض بهذا القطاع الواعد.

وقال الدكتور محمد هاني غنيم. محافظ بني سويف. إن المشروع يأتي تتويجًا لجهود استمرت أكثر من عامين. تضمنت دراسات علمية وميدانية أعدتها لجان من الوحدة الاقتصادية بالمحافظة بالتعاون مع المجلس الاستشاري الاقتصادي ومعهد التخطيط القومي. لتحديد الإمكانات والفرص المتاحة. وأكد المحافظ أن المشروع يستهدف خلق آلاف فرص العمل وتعظيم القيمة المضافة للنباتات الطبية والعطرية. خاصة أن بني سويف تستحوذ علي 65% من الإنتاج العالمي لنبات العتر.

وأشار المحافظ إلي أن المشروع يحظي بتعاون دولي مع منظمة اليونيدو. إلي جانب شراكة استثمارية ناجحة مع مستثمرين من سنغافورة. تجسدت في افتتاح مصنع ديهيدرو الجديد لتجفيف وتصنيع النباتات الطبية والعطرية. باستثمارات تصل إلي 50 مليون جنيه. وتوفير 100 فرصة عمل. مع خطط لتصدير المنتجات إلي أوروبا وأمريكا وآسيا.

أكد الدكتور منصور حسن. رئيس جامعة بني سويف. أن الجامعة أنشأت أول معهد عالي لأبحاث النباتات الطبية والعطرية في الشرق الأوسط. يضم كوادر علمية من كليات الزراعة والعلوم والصيدلة. ويعمل علي دعم التصنيع والتصدير وتقديم الاستشارات الفنية. مشيرًا إلي أهمية المعايير التي تضعها الدول المستوردة لهذه المنتجات.

وفي إطار الاستعدادات الجارية لتنفيذ المشروع. عُقدت اجتماعات تنسيقية موسعة برئاسة بلال حبش. نائب المحافظ. مع وفد رفيع من معهد التخطيط القومي بقيادة الدكتور محمود أبو العيون. وتمت مناقشة الجدوي الفنية والاقتصادية للمشروع. ومقترحات التوسعة المستقبلية لتشمل منتجات زراعية أخري مثل الطماطم والبصل والثوم والفلفل.

ويُعد هذا المشروع ركيزة أساسية في استراتيجية التنمية المحلية التي أطلقتها محافظة بني سويف. والتي تستهدف النهوض بستة قطاعات اقتصادية علي رأسها الزراعة والصناعة. وتحويل مركز سمسطا إلي محور عالمي لإنتاج وتصنيع النباتات الطبية والعطرية. بما يسهم في تعزيز الصادرات المصرية واستغلال الإمكانات التنافسية لصعيد مصر.

 

بورسعيد تدخل المنافسة.. بزراعة الجوجوبا لوقود الطائرات

بورسعيد- طارق حسن:

تخطو محافظة بورسعيد خطوات جادة نحو التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية والعطرية. علي الرغم من التحديات التي تفرضها طبيعة أراضيها ذات الملوحة العالية. والتي تختلف عن خصوبة دلتا النيل.

وأكد المهندس كامل تويج. مدير عام مديرية الزراعة ببورسعيد. أن المحافظة بدأت مؤخرًا الانخراط بفعالية في زراعة هذه المحاصيل الاستراتيجية. مشيرًا إلي تنامي المساحات المزروعة بمحاصيل مثل عباد الشمس. والتي تجاوزت في جنوب المحافظة نحو ألف فدان. وتتم زراعتها وفقًا لنظام تعاقدي يضمن تسويقها.

كما أوضح أن الذرة تُعد من المحاصيل الأساسية التي تميز بورسعيد. إذ تصل مساحاتها إلي أكثر من 13 ألف فدان. وتتميز بإنتاجية عالية وجودة ممتازة. مؤكدًا أن بورسعيد من بين المحافظات القليلة التي لم تتأثر بإصابة دودة الحشد التي تهدد هذا المحصول في محافظات أخري.

وأضاف تويج أن السمسم يشهد هو الآخر توسعًا ملحوظًا. إذ بلغت المساحات المزروعة به العام الماضي أكثر من 800 فدان. ومن المتوقع تجاوز الألف فدان هذا العام. نظرًا لعوائده الاقتصادية المرتفعة.

وأشار إلي دخول محاصيل جديدة حيز التجربة والإرشاد الزراعي. مثل الكانولا والجوجوبا. خاصة في منطقة سهل الطينة. والتي تعد مناسبة لهذه الزراعات بسبب قدرتها علي تحمل الملوحة والقلوية العالية في التربة.

وأوضح أن نبات الجوجوبا. وهو شجري ومعمر. يُنتج زيوتًا حيوية لا تُستخدم في الطعام. بل تُستخدم في صناعات استراتيجية. أبرزها وقود الطائرات. ويستغرق ثلاث سنوات حتي يبدأ بالإنتاج.

وفيما يتعلق بالنباتات العطرية. لفت تويج إلي وجود مساحات مزروعة بـ الينسون في سهل الطينة. تبلغ نحو 70 فدانًا. لكنها لا تزال محدودة. بسبب صعوبات التسويق والعائد الاقتصادي غير المستقر. متمنيًا أن تشهد الفترة المقبلة دعمًا أكبر لهذا النوع من الزراعة.

واختتم مدير الزراعة حديثه بالتأكيد علي أهمية التوسع في هذه المحاصيل الحيوية. التي تُسهم في دعم الأمن الغذائي والطاقة. وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار الزراعي في بورسعيد.


الفيوم.. أيقونة التصدير العالمي

الفيوم- نبيل خلف:

تواصل محافظة الفيوم ترسيخ مكانتها كمركز رئيسي لإنتاج وتصدير النباتات الطبية والعطرية في مصر. إذ تمثل وحدها نحو 25% من إجمالي الإنتاج المحلي. وتحتل المرتبة الأولي بين المحافظات المصدرة لهذا النوع من الزراعات الاستراتيجية.. ويصل إنتاج الفيوم إلي أسواق عالمية مهمة مثل ألمانيا. فرنسا. والولايات المتحدة الأمريكية.

وتُعد هذه النباتات من السلع الاقتصادية المتكاملة. فهي لا تُزرع للتصدير فقط. بل تقوم عليها صناعات متعددة مثل الأدوية. الزيوت. مستحضرات التجميل. والصابون. بما يعزز من قيمتها المضافة علي المستويين المحلي والعالمي.

وتنظم المحافظة مهرجانًا سنويًا للنباتات الطبية والعطرية. يشارك فيه مزارعون ومصدرون من مختلف أنحاء الجمهورية. بهدف مناقشة التحديات التي تواجه القطاع. وتعزيز تنافسيته عالميًا. إلي جانب تطوير منظومة الزراعة والإنتاج والتصنيع والتسويق.

وبحسب الدكتور علاء شيلابي. نقيب الزراعيين بالفيوم. فإن هذه النباتات تُعد ركيزة اقتصادية أساسية للمزارعين. مشيرًا إلي أن محافظات الصعيد وعلي رأسها الفيوم. بني سويف. والمنيا. هي من أولي المحافظات التي تميزت بزراعة هذه النباتات.

وأوضح أن الفيوم تضم ما بين 7 إلي 10 مصانع للمستحضرات الطبية تامة الصنع. ونحو 30 مصنعًا للتعبئة والتصدير. ما يعكس أهمية المحافظة علي خريطة الصناعات القائمة علي الزراعة.

وتبلغ المساحات المزروعة بالنباتات الطبية والعطرية في الفيوم نحو 18 ألف فدان. وتزداد بمعدل سنوي لا يقل عن 10%. ويُزرع فيها نباتات متعددة مثل الريحان. البردقوش. العتر. حشيشة الليمون. النعناع. المورينجا. وعباد القمر. وتُستخدم هذه الأنواع في الصناعات الدوائية والعطرية والغذائية.

پقال المهندس شوقي محمود. المشرف الزراعي. إن الفيوم تُعد من أولي المحافظات في زراعة شيح البابونج. وهو نبات طبي هام يُستخدم في صناعة مستحضرات التجميل ويُصدر إلي أوروبا. نظرًا لغناه بالزيوت الطيارة الفعالة. خصوصًا في الأصناف المصرية ذات الجودة العالية.

وأكد أن هناك توجهًا للتوسع في زراعة هذه النباتات داخل الظهير الصحراوي للمحافظة. نظرًا لقدرتها علي التكيف مع ظروف الأراضي الحديثة. وكونها لا تحتاج إلي كميات كبيرة من المياه. حيث يمكن ريها بأنظمة الري بالرش أو التنقيط. مما يجعلها مثالية للبيئة الصحراوية ويوفر من استهلاك المياه.

كما أوضح أن التوسع في هذا النوع من الزراعة سيُحقق عوائد اقتصادية ضخمة ويوفر فرص عمل للشباب في مراحل الزراعة والتجفيف والفرز والتعبئة بالمصانع المنتشرة في الفيوم.

پشدد المحاسب مجدي طه جاب الله. رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالفيوم. علي أن الغرفة تقدم جميع التسهيلات للمزارعين والمنتجين والمصدرين. بدءًا من استخراج السجلات التجارية. وشهادات مزاولة النشاط. مرورًا بالتصديق علي شهادات المنشأ والفواتير الخاصة بالتصدير والاستيراد.

وأشار جاب الله إلي أن محافظات الصعيد. وخاصة الفيوم. تلعب دورًا محوريًا في هذه الصناعة التي تحظي باهتمام حكومي متزايد. لما تمثله من فرصة استثمارية واعدة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الصادرات المصرية للأسواق العالمية.


الغردقة تحوّل مياه الصرف إلي وقود حيوي وزراعة استراتيجية 

البحر الأحمر - حسن حمدان:

في خطوة رائدة نحو الاستدامة واستغلال الموارد غير التقليدية. أطلقت محافظة البحر الأحمر مشروعًا طموحًا لزراعة أشجار الجوجوبا في صحراء الغردقة باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيًا. ضمن بروتوكول تعاون بين المحافظة وهيئة تنمية الصعيد. يستهدف في مرحلته الأولي زراعة 3 آلاف فدان من الذهب الأخضر.

ويُعد المشروع نموذجًا متكاملًا يجمع بين الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية. حيث تساهم زراعة الجوجوبا في التكيف مع التغيرات المناخية. وتحقيق عوائد اقتصادية مرتفعة. فضلًا عن خلق فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة.. وتتميز الجوجوبا بكونها نباتًا مقاومًا للأمراض والآفات. قليل الاحتياج للمياه. وتعيش شجرتها لأكثر من 100 عام.

وقال اللواء عمرو حنفي. محافظ البحر الأحمر. إن المشروع يستهدف تحويل الصحراء إلي أرض خضراء منتجة. مشيرًا إلي أن المرحلة الثانية منه وصلت إلي نسبة إنجاز 90%. ويتم حاليًا استكمال تجهيز الطرق الداخلية بالموقع الزراعي. وأكد أن المشروع يُنفذ ضمن خطة الدولة للتنمية المستدامة في محافظات الصعيد. واستغلال الموارد المهدرة بشكل فعّال.

پأوضح اللواء شريف صالح. رئيس هيئة تنمية الصعيد. أن نبات الجوجوبا يُعد أحد المحاصيل المستقبلية الواعدة. نظرًا لاستخداماته المتعددة في الوقود الحيوي. وصناعة الأدوية ومستحضرات التجميل. والأسمدة العضوية. والأعلاف. مؤكدًا أن الهيئة تسعي للتوسع في زراعته مستقبلًا. بما يضع البحر الأحمر علي خريطة الاستثمار الزراعي في مصر.

وأشار صالح إلي أن زيت الجوجوبا يُعد بديلًا لزيت كبد الحوت. ويتميز بخصائصه الفريدة التي تجعله مثاليًا للتشحيم في محركات الطائرات والسيارات فائقة السرعة. كما يدخل في تركيب بعض المبيدات العضوية ومستحضرات التجميل. ما يجعله من الزيوت الأعلي قيمة عالميًا.

وأوضح المهندس محمود عبد العاطي. مدير مديرية الزراعة بالبحر الأحمر. أن المشروع يعكس قدرة الدولة علي إعادة استخدام مياه الصرف في مشروعات زراعية ذات جدوي اقتصادية. وأن شجرة الجوجوبا تُعد من أنجح المحاصيل غير التقليدية التي تم زراعتها في مدينة الغردقة.

وأضاف أن ارتفاع أسعار زيت الجوجوبا عالميًا جعله يُستخدم حاليًا بشكل رئيسي في المستحضرات الطبية والتجميلية. إلا أن المستقبل يحمل إمكانية أوسع لاستخدامه كوقود بديل للطاقة. خاصة في القطاعات المتقدمة مثل الفضاء والطيران. لما يتميز به من خصائص فريدة تجعله منافسًا حقيقيًا للنفط.

مشروع الجوجوبا في الغردقة ليس مجرد زراعة. بل نموذج تنموي شامل يجمع بين الاستدامة البيئية والابتكار الاقتصادي. ليحوّل الصحراء إلي مصدر دائم للحياة والطاقة.


الوادي الجديد يحصد الأمل بزراعة الكانولا.. خطوة واعدة نحو تقليل الاستيراد

الوادي الجديد - عماد الجبالي:

في عمق الصحراء الغربية. وتحديدًا في محافظة الوادي الجديد. تتبلور ملامح تجربة زراعية واعدة تُبشّر بتحول استراتيجي في ملف الأمن الغذائي. حيث بدأت زراعة الكانولا. أحد أبرز المحاصيل الزيتية الصحية. تؤتي ثمارها كخطوة عملية علي طريق تقليل فجوة استيراد الزيوت وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها.

من قلب الواحات طفرة جديدة في زراعة الكانولا. وهو محصول غني بالزيوت منخفضة الكوليسترول. ليصبح خيارًا صحيًا ينافس زيوت الذرة وعباد الشمس. ويمهد الطريق لتوجه وطني نحو إنتاج الزيوت محليًا من أراضي صحراوية لطالما ظُن أنها غير منتجة.

ما يُميز الوادي الجديد عن غيره. وفق الخبراء. هو تجانس التربة واعتدال المناخ ووفرة المساحات الصحراوية القابلة للاستصلاح. وهي عوامل جعلت الكانولا يتأقلم سريعًا. بفضل قدرته علي تحمل الظروف البيئية الصعبة. مع استهلاك مائي منخفض.

أكد الدكتور مجد المرسي. وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد. أن المساحة المزروعة بالنباتات الطبية والعطرية وصلت إلي 14 ألف فدان. كما نجحت تجربة زراعة الكانولا علي مساحة 2 فدان كنواة لتوسعات مستقبلية أكبر.

پقال المهندس محمد جاد. مستشار المحافظ للمشروعات. إن زيت الكانولا يحظي باهتمام عالمي لما له من فوائد صحية عديدة. أبرزها تقليل الكوليسترول الضاروخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان ودعم فقدان الوزن بفضل انخفاض سعراته الحرارية واحتواؤه علي مضادات أكسدة قوية استثمار أخضر وعائد اقتصادي واعد

توازيًا مع تجربة الكانولا. تسير المحافظة بخطي حثيثة نحو تعزيز مكانتها في زراعة النباتات الطبية والعطرية. حيث أشار المهندس محمد علي سعد الله. الخبير الزراعي. إلي أن الوادي الجديد تمتلك فرصًا استثمارية نوعية. خصوصًا مع توجه الدولة نحو الزراعات العضوية والمشروعات الريادية.

وفي منطقة شرق العوينات. يقود المهندس محمود مبارز مشروعات لتعميم زراعة النباتات العطرية والطبية. واصفًا تجربة الكانولا بأنها نموذج ناجح يُبني عليه. بعد أن أثبتت التجربة الأولية كفاءتها من حيث الإنتاجية والجودة.

أما مجدي مرسي. أحد أبناء مركز الداخلة. فاعتبر أن الدعم الحكومي لهذه التجارب يبرهن علي جدية الدولة في تحويل الزراعة إلي قطاع إنتاجي تنافسي. مشيرًا إلي الجهود المبذولة لتسهيل التسويق ودخول الأسواق العالمية. خاصة مع الطلب المتزايد علي الزيوت الصحية.

ويتفق معه المزارع أحمد الحلواني. أحد المشاركين في التجربة. بقوله: الكانولا محصول مربح ومنخفض التكاليف.. والأرض في الواحات عطشي لهذه المبادرات.

ودعا د. محسن عبد الوهاب. نقيب الزراعيين بالمحافظة. إلي ضرورة التخطيط لتوسيع رقعة زراعة الكانولا والاهتمام بها كأحد محاصيل المستقبل. مؤكدًا أن نجاح التجربة يمنح مصر فرصة ذهبية لتحقيق طفرة في إنتاج الزيوت النباتية والطبية.

لم تكن زراعة الكانولا في الوادي الجديد مجرد تجربة عابرة. بل كانت خطوة استراتيجية مدروسة أكدت أن مصر تملك المقومات العلمية والمناخية والموارد لتحقيق ثورة زراعية متكاملة. تتوازي فيها أهداف الأمن الغذائي مع مكاسب الاستثمار الأخضر والتصدير العالمي.


شبرا بلولة.. مملكة الياسمين تُعطّر العالم 

50% من العطور العالمية تبدأ من هنا.. نداء لإنقاذ كنز مصري برائحة ذهبية

الغربية - عادل أبوشامية:

في قلب الدلتا. بين سكون الحقول وعبير الزهور. تقع قرية شبرا بلولة. التي لا تنام إلا بعد أن تملأ العالم عطرًا. تلك القرية الهادئة التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية تحوّلت إلي مملكة الياسمين. وأصبحت واحدة من أبرز القري المنتجة في مصر. حيث تنتج وحدها نحو نصف عجينة الياسمين الخام في العالم. وهي المادة الأولية التي تدخل في تصنيع أشهر وأفخم العطور الفرنسية والعالمية.

شبرا بلولة ليست مجرد قرية. بل منظومة إنتاج متكاملة يعمل بها آلاف من الرجال والنساء والأطفال. تبدأ رحلة الزهرة البيضاء كل ليلة بعد منتصف الليل. حين تخرج الأيدي الذهبية لقطف زهور الياسمين علي ضوء القمر. قبل أن تُنقل بسرعة إلي أحد المصنعين المحليين لاستخلاص العجينة الخام. والتي تُصدر مباشرة إلي أسواق مثل فرنسا وأميركا. لتدخل في تركيبة عطور أيقونية مثل شانيل 5 وديور.

بداية الحكاية.. بذور من فرنسا وأرض خصبة في مصر

تعود زراعة الياسمين في القرية إلي خمسينيات القرن الماضي. عندما عاد أحد أبنائها من فرنسا حاملاً بذور الياسمين. وزرعها في تربة دلتا النيل الخصبة. نجحت التجربة. وسرعان ما انتشرت زراعة الياسمين في معظم أراضي القرية. لتصبح شبرا بلولة اليوم أكبر مصدر لعجينة الياسمين عالميًا.

يقول إبراهيم إسماعيل. أحد المزارعين:

ورثنا هذه الزراعة من آبائنا. والياسمين هو رزقنا وأملنا. نبدأ قطف الزهور من بعد منتصف الليل وننتهي مع شروق الشمس. لنحافظ علي الزيوت الطيارة الثمينة داخل الزهرة.
صناعة دقيقة بأيادي مصرية

بعد الحصاد. تُنقل الزهور إلي مصانع صغيرة داخل القرية. حيث تُستخلص منها عجينة أو زيت الياسمين المطلق بطرق تقليدية أو باستخدام المذيبات. يُعد هذا الزيت من أغلي المواد الخام العطرية في العالم. إذ يتطلب استخراج كيلو واحد منه أكثر من 700 ألف زهرة.

أشرف الشبراوي. أحد كبار المصدرين. يقول أن: مصر تضم 5 مصانع فقط لإنتاج عجينة الياسمين. اثنان منها هنا في شبرا بلولة. القرية تتمتع بميزة نسبية عالمية. لكننا نواجه صعوبات كبيرة في الإنتاج. أبرزها ارتفاع أسعار المواد العضوية والكهرباء. وزيادة المنافسة مع الهند التي خفضت أسعارها.

ويُطالب الشبراوي بدعم حكومي مباشر لمصانع القرية من خلال تحديث البنية التحتية. وتوفير تسهيلات تصديرية. ومستلزمات إنتاج بأسعار مناسبة. للحفاظ علي الريادة المصرية في سوق العطور العالمي.

أهالي القرية يرفعون صوتهم: نحن لا نطلب سوي ما يُناسب حجم ما نقدمه.. إن دعم مصانع استخلاص الياسمين. وتوفير بنية تحتية تليق بقرية تُعطّر العالم. سيساهم في الحفاظ علي هذا الكنز المصري. مطالبهم تشمل خفض أسعار الكهرباء والمواد العضوية وبناء مصانع حديثة بتكنولوجيا متقدمة وتحسين الطرق وشبكات الصرف الصحي وتسهيلات للتصدير وجذب الاستثمارات الصغيرة.يتواصل موسم الياسمين من يونيو وحتي أكتوبر. وتوفر هذه الزراعة فرص عمل لأكثر من 60 ألف شخص في الغربية والمنوفية. الزهرة البيضاء ليست فقط مصدر دخل. بل رمز لتراث حي. ونقطة انطلاق لعطور تُخلّد في الذاكرة.

ومع تنامي الطلب العالمي علي الزيوت الطبيعية. تتزايد فرص مصر في تحويل قري مثل شبرا بلولة إلي محطات جذب سياحي واستثماري. من خلال تنظيم جولات لقطف الزهور. وتجربة التقطير. والترويج لعطر صنع في مصر.
الرسالة من شبرا بلولة إلي العالم واضحة.. 

من أرض بسيطة. وبأيادي مغموسة في العطر. تُصنع روائح تسكن القلوب وتُروي في كل زجاجة عطر فاخر. هنا.. في دلتا النيل. وُلدت مملكة الياسمين.


أسيوط تنثر عبيرها عالميًا.. والصعيد يقود مصر نحو ثروة زراعية وتصديرية

أسيوط - أسامة صديق:

في قلب صعيد مصر. حيث تمتزج الطبيعة الخصبة برائحة الأعشاب والنباتات العطرية. تبرز محافظة أسيوط كواحدة من أبرز المحافظات المصرية الساعية إلي إحداث نقلة زراعية واقتصادية. عبر ما يُعرف بـالذهب الأخضر.

محاصيل زيتية وطبية وعطرية. مثل السمسم. الكمون. فول الصويا. الريحان. النعناع. والياسمين. بدأت تعيد رسم ملامح التنمية في الريف الأسيوطي. معززة فرص العمل والتصدير والأمن الغذائي. وممهّدة الطريق أمام أسواق عالمية جديدة.. تحولت أراضي أسيوط في السنوات الأخيرة إلي بيئة مثالية لزراعة محاصيل غير تقليدية تدخل في الصناعات الغذائية والدوائية والعطرية.

يؤكد الدكتور عبد الله محمود. أستاذ الاقتصاد الزراعي. أن هذه الزراعات تُحقق عائدًا اقتصاديًا مضاعفًا من الفدان الواحد. وتُعد ركيزة رئيسية لتنويع مصادر الدخل في الريف. وتعزيز الأمن الغذائي المصري.

كما برزت زراعة الكمون المصري. خاصة في مركز البداري. كأحد المحاصيل المطلوبة عالميًا. خصوصًا في الأسواق الأوروبية والآسيوية.

توضح الدكتورة مني فايز. خبيرة التصدير الزراعي. أن دخول تلك الأسواق يتطلب الالتزام الصارم بمعايير الجودة والتعبئة. وتسجيل المنتجات لدي هيئات الاعتماد الغذائي. مما يستدعي تطوير البنية التحتية للمعالجة والتجفيف. وتدريب المزارعين علي الزراعة التعاقدية والتسويق الدولي.

أسيوط لا تزرع الكمون فقط. بل بدأت تتحول إلي واحة خضراء لزراعة نباتات عطرية مثل الياسمين. الريحان. النعناع. الشيح. والبابونج. خاصة في قري مثل ساحل سليم وأبوتيج.

ويشير المهندس فريد عبد المعز. صاحب إحدي المزارع. إلي أن المناخ والتربة في المحافظة يُمثلان بيئة مثالية لهذه النباتات. وأن نجاح مزارعي البداري يمكن أن يُكرر بسهولة في مراكز أخري.

ولتوسيع قاعدة الاستفادة. تتجه المحافظة إلي إنشاء تكتلات إنتاجية تعاونية. تجمع صغار المزارعين ضمن كيانات قوية ومدعومة.

من أبرزها تكتل مزارعي الكمون في البداري وتكتل منتجي الريحان والنعناع في ساحل سليم وأبوتيج

وبحسب بيانات جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة. ارتفع عدد الجمعيات التعاونية المتخصصة في النباتات الطبية والعطرية بأسيوط إلي 17 جمعية. مع تمويلات تجاوزت 25 مليون جنيه منذ عام 2022.

تشير تقارير وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلي أن محافظات الصعيد. وفي مقدمتها أسيوط. شهدت زيادة في زراعة المحاصيل الطبية والعطرية بنسبة 35% خلال ثلاث سنوات. نتيجة مبادرات تنموية ودعم مباشر للمزارعين.

ويري الخبراء أن نجاح هذه التجربة يتطلب توفير أصناف مقاومة للأمراض وبنية تحتية حديثة للتجفيف والتقطير ودعم التصدير والتسويق الدولي وبرامج تدريب ميداني متقدمة وتوسيع الزراعة التعاقدية لربط الإنتاج بالأسواق

اللواء هشام أبو النصر. محافظ أسيوط. أكد أن المحافظة تُولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز زراعة المحاصيل غير التقليدية. ضمن خطة لتمكين المزارعين وتحقيق تنمية شاملة.

وقال: أسيوط تمتلك كنوزًا زراعية قادرة علي مضاعفة دخل الفلاح. وتوفير فرص عمل مستدامة في الريف. وسنعمل بالشراكة مع المجتمع المدني والدولة علي تقديم الدعم الفني والتقني للوصول بالمنتج المحلي إلي الأسواق العالمية.

هكذا تتحول أسيوط إلي نقطة انطلاق جديدة لصادرات الزيوت والعطور المصرية. مستفيدة من مواردها البيئية الغنية. واتجاه الدولة نحو زراعة ذكية عالية العائد.

من الكمون إلي الريحان. ومن الياسمين إلي النعناع. تبعث أسيوط برسالة واضحة: هنا. في قلب الصعيد. يُكتب فصل جديد من التنمية المستدامة.


الشرقية علي خريطة الزراعة الذهبية.. ونباتات الزينة توفر آلاف فرص العمل

الشرقية- عبد العاطي محمد:

قال المهندس حازم الأشموني. محافظ الشرقية. إن المحافظة تمضي بخطي ثابتة نحو تعزيز مكانتها الزراعية عبر دعم زراعة النباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة. في إطار رؤية الدولة للتوسع في الزراعات غير التقليدية ذات العائد الاقتصادي العالي. مؤكدًا أن ما يتحقق علي أرض الشرقية حاليًا يُعد نموذجًا يُحتذي في الاستثمار الزراعي المستدام. ويعكس وعي المزارعين والمستثمرين بأهمية التحول نحو أنماط إنتاجية أكثر كفاءة وربحية.

وأضاف المحافظ أن ما تشهده الشرقية من توسع في زراعة نباتات مثل الجوجوبا والجارونيا والزعتر والروزماري. يمثل ترجمة عملية لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي. الذي يولي قطاع الزراعة اهتمامًا غير مسبوق. ويوجّه دائمًا بدفع عجلة الاستثمار الزراعي وتحقيق أقصي استفادة من كل فدان أرض متاحة. بما يسهم في تحسين دخل الفلاح وتوفير فرص العمل وزيادة حصيلة الصادرات الزراعية.

وأشار الأشموني إلي أن الدولة تتحرك بخطة طموحة لزراعة مئات الآلاف من الأفدنة بمحاصيل استراتيجية تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيوت والبروتينات والأعلاف. مثل الكانولا وفول الصويا والجوجوبا. إلي جانب النباتات الطبية التي تعد مصدرًا مهمًا للدواء والغذاء والصناعات التجميلية. وقال إن المحافظة تعمل علي إزالة أية معوقات تواجه المستثمرين في هذا القطاع. وتقديم التسهيلات اللازمة لتشجيع الشباب علي خوض التجربة.

وشدد المحافظ  علي أنه يولي ملف الزراعة غير التقليدية كل الرعاية والاهتمام. من خلال التنسيق مع مديرية الزراعة وكليات الزراعة والبحث العلمي والمستثمرين. لتكوين منظومة متكاملة تربط ما بين الإنتاج والتعليم والتسويق. مشيرًا إلي أن الشرقية بما تمتلكه من خبرات بشرية وأراضي خصبة وشبكة بنية تحتية قوية. مؤهلة لأن تكون منصة وطنية للانطلاق نحو مستقبل زراعي آمن ومستدام يخدم أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة.

أكد المهندس عماد محمد جنجن. وكيل وزارة الزراعة بالشرقية. أن التوسع في زراعة نباتات مثل الجوجوبا ونباتات الزينة والعطرية ليس فقط خيارًا بيئيًا واقتصاديًا ناجحًا. بل يمثل أحد المسارات الواعدة لزيادة الصادرات الزراعية. وخلق فرص عمل. وتقليل الاعتماد علي المنتجات المستوردة. لافتًا إلي تنظيم ندوات وورش تعريفية بالتعاون مع جامعة الزقازيق لتعزيز وعي المزارعين.

وأوضح المهندس أشرف نصير. مدير عام الزراعة بالمحافظة. أن الشرقية تحتضن حاليًا نحو 35 فدانًا مزروعة بنبات الجوجوبا في مناطق متفرقة. بفضل تحمل النبات للظروف الصحراوية والملوحة وقلة استهلاكه للمياه. إلي جانب امتلاك المحافظة قري رائدة مثل سماكين الشرق التي أصبحت نموذجًا عالميًا في تصدير شتلات نباتات الزينة إلي أوروبا والخليج لافتا اليپ ان نبات الجوجوبا أصبح حديث الساعة في دوائر الزراعة الحديثة. لما له من قدرة علي تحمل الجفاف. وارتفاع درجات الحرارة. وقلة استهلاكه للأسمدة والمبيدات. وهو ما يجعله نموذجًا للزراعة الذكية في ظل التغير المناخي..و يُروي الجوجوبا بمياه أقل من تلك التي يحتاجها القطن أو البرسيم. ويحتوي علي زيت يُستخدم في صناعة مستحضرات التجميل وزيوت الطائرات وحتي الشموع والورنيش والأهم. أنه مقاوم طبيعي للآفات ولا يحتاج رشًا بالمبيدات لافتاپ إلي أن إنتاجية الفدان تصل إلي نصف طن من البذور الجافة التي تحتوي علي ما يقرب من 60% زيت. لافتًا إلي أن هناك إقبالًا متزايدًا من المستثمرين المصريين والعرب علي شراء منتجاته.

قال الدكتور خالد وهدان. عميد كلية الزراعة الأسبق ووكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب بجامعة الزقازيق. إن محافظة الشرقية تحولت خلال السنوات الأخيرة إلي مركز إقليمي واعد للزراعة غير التقليدية. بفضل التوسع في زراعة النباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة. وعلي رأسها الجوجوبا. التي تمثل مستقبل الزراعة الذكية في مصر.

وأوضح أن نبات الجوجوبا تحديدًا يمثل ثروة قومية منسية لسنوات. والآن بدأ يستعيد مكانته عبر مزارع متطورة في بلبيس والصالحية وغيرها. مؤكدًا أن الزيت المستخرج من الجوجوبا له استخدامات صناعية عالية القيمة. منها مستحضرات التجميل. وزيوت المحركات والطائرات. وهو ما يعني دخولنا إلي أسواق تصديرية لم نكن حاضرين فيها بقوة من قبل.

وأضاف  وهدان  أن ما يحدث في قرية سماكين الشرق من تصدير الملايين من شتلات الزينة سنويًا هو إنجاز زراعي واقتصادي وإنساني في آني واحد بالقرية قدمت نموذجًا ناجحًا في التشغيل الذاتي. والتعليم الزراعي التطبيقي. بل وإحياء القيمة الجمالية للزراعة. وهو أمر نادر في خريطة الإنتاج الزراعي المصرية.

ودعا الدكتور وهدان إلي ضرورة تعميم التجربة علي محافظات أخري مثل المنيا والوادي الجديد وسيناء. مع تقديم حوافز واضحة للمزارعين الشباب. ودعم سلاسل الإمداد اللوجستية والتصنيعية والتصديرية. كما شدد علي أهمية ربط هذه المشروعات بالمناهج الدراسية داخل كليات الزراعة والمدارس الزراعية الفنية. حتي يتخرج الطالب وهو ملمّ بالواقع العملي والفرص السوقية المتاحة مؤكدا أن مستقبل مصر الزراعي لن يكون في المحاصيل التقليدية فقط. بل في الاستثمار الذكي في النباتات التي تحقق قيمة اقتصادية ومضافة. وتوفر المياه. وتفتح أبواب التصدير. وتخلق فرص عمل حقيقية ومستدامة. وما يحدث في الشرقية هو خير دليل علي ذلك.

وأشاد الدكتور محمد يوسف. أستاذ كلية الزراعة بجامعة الزقازيق. بالتجارب التي تشهدها المحافظة. معتبرًا أن دمج التعليم العملي بالزراعة الحديثة كما في مدرسة سماكين الشرق. وإنشاء مزارع متخصصة في إنتاج النباتات التجميلية والطبية. يضع مصر في موقع تنافسي قوي في السوق الزراعي العالمي. وأضاف أن زيت الجوجوبا. علي وجه الخصوص. يُعد ذهبًا أخضر يمكنه إحداث نقلة نوعية في مجالات الصناعة والتجميل والدواء والطاقة النظيفة مشيرا إلي أن زيت الجوجوبا يمكن أن يسد فجوة كبيرة في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل. ويمكن استخدام المخلفات الناتجة عن عصر البذور كعلف عالي الجودة. مما يخلق اقتصادًا دائريًا يحقق أقصي استفادة من النبات.

من قلب مركز الحسينية. وتحديدًا بقرية سماكين الشرق. تنبع رائحة النباتات الزهرية من داخل 25 صوبة زراعية تحتوي علي أكثر من 100 ألف شتلة في كل واحدة منها. هنا بدأت الثورة الزراعية الناعمة قبل 37 عامًا علي يد الشقيقين محمد وأحمد عامر. اللذين جلبا معهم من ألمانيا شتلات الجارونيا. فأزهرت الأرض وفتحت أبواب التصدير للعالم.

يقول المهندس هاني الشاذلي. مدير مزرعة عامر. إن الفدان الواحد ينتج ما بين 2000 إلي 6000 شتلة. ويتم تصدير أكثر من 25 مليون شتلة سنويًا إلي دول مثل ألمانيا وهولندا والسعودية والإمارات. خاصة نبات الجارونيا والصبار والنخيل وأنواع الزعتر وإكليل الجبل والمرمرية.

ويضيف: الزراعة هنا ليست فقط للإنتاج. بل للتعليم والتطوير. أنشأنا مدرسة فنية داخل المزرعة منذ 2017. لتدريب الطلاب علي زراعة نباتات الزينة. ونُخرج سنويًا دفعات قادرة علي الالتحاق بكليات ومعاهد الزراعة.

توفر هذه الأنشطة الزراعية الجديدة أكثر من 250 فرصة عمل مباشرة. فضلًا عن فرص غير مباشرة في التصدير والنقل والتغليف. وتشير البيانات إلي أن صادرات الشرقية من النباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة تمثل نسبة معتبرة من إجمالي صادرات مصر في هذا القطاع.

نموذج للمزارعين الناجحين. يرويه عبد الله السيد. أحد شباب قرية سماكين الشرق. الذي ترك عمله في إحدي شركات القاهرة ليعود إلي قريته ويستثمر في زراعة 5 صوب زراعية. يقول: بدأت بمساحة فدان. والآن لدي مشروع يدر آلاف الجنيهات شهريًا. وأصبحت أُصدر الزعتر وإكليل الجبل.

تمثل الشرقية اليوم خريطة واعدة للزراعة الحديثة القائمة علي الابتكار والموارد المحدودة. وتقدم درسًا عمليًا في كيفية تحويل الزراعة من أجل البقاء إلي الزراعة من أجل التصدير والتنمية. وبينما تزهر نباتات الزينة وتكبر شجيرات الجوجوبا. يبقي السؤال: متي تُعمم هذه التجربة لتصبح مصر بأكملها حديقة إنتاج وتصدير؟


 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق