السيد الحوثي: معركتنا مع العدو الصهيوني مصيرية وواجبنا تجاه غزة ثابت لا يتغير

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السيد الحوثي: معركتنا مع العدو الصهيوني مصيرية وواجبنا تجاه غزة ثابت لا يتغير, اليوم الخميس 15 مايو 2025 06:51 مساءً

أكد قائد أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في مستهل كلمته، أن العدو الإسرائيلي يمارس عدواناً همجياً ووحشياً على قطاع غزة، مستنداً بشكل كامل إلى الدعم الأميركي والغربي، في ظل صمت دولي وتواطؤ مكشوف.

وأشار السيد الحوثي، في كلمة له حول آخر التطورات الإقليمية، إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة خلال الأسبوع الجاري تجاوزت 1200 شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، لافتاً إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت مجازر بحق أسر نازحة بأكملها. وأضاف أن العدد الإجمالي للشهداء والجرحى منذ استئناف العدوان تجاوز 1800 شهيد و7700 جريح.

ووصف السيد الحوثي ما يجري في غزة بأنه “إبادة جماعية واضحة”، مشدداً على أن هذه الجرائم تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم الإسلامي والمجتمع الدولي. وقال إن العدو الإسرائيلي يستهدف جميع فئات المجتمع في غزة، ويسعى إلى إنهاء الخدمات الصحية والعمل الإنساني بالكامل، مشيراً إلى أن عدد شهداء العمل الإنساني والطواقم الطبية تجاوز 1400 شهيد.

وأوضح السيد الحوثي أن قوات الاحتلال قصفت نحو 250 مركزاً لإيواء النازحين، كثيرٌ منها سبق أن حُدّد كمناطق آمنة. ولفت إلى أن العدو مستمر في استخدام التجويع وسيلة من وسائل الإبادة، حيث بات الوضع الإنساني كارثياً بعد نفاد مخزون الغذاء لدى منظمات الإغاثة، وإغلاق جميع الأفران ومعظم المطابخ الميدانية.

وتحدث السيد الحوثي عن مشاهد مؤلمة تظهر صرخات الأطفال وبكاءهم أثناء بحثهم عن بقايا طعام، في ظل عجز الأمهات عن إرضاع أطفالهن الرُضّع بسبب انعدام حليب الأطفال. وقال إن بعض الأطفال التصقت جلودهم بعظامهم من شدة الجوع. كما أشار إلى أن العدو لا يتورع عن استهداف من يحاولون الصيد في البحر لتأمين قوتهم، وقد استُشهد العديد منهم أثناء محاولاتهم جلب الأسماك.

وكشف السيد الحوثي أن الاحتلال قام بتجريف نحو 80% من الأراضي الزراعية، حتى بات الوصول إلى أوراق الشجر صعباً، مشيراً إلى أن 17 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أكدت أن غالبية أطفال غزة يعانون من حرمان غذائي شديد. واعتبر أن هذه المأساة تعكس حجم الإجرام الإسرائيلي المدعوم أميركياً وغربياً، وسط تخاذل إسلامي كبير.

ولفت السيد الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لا سيما من خلال الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى وتدنيسه المتكرر. وأكد أن عدد المنازل التي هدمها الاحتلال في مخيم نور شمس تجاوز 400 منزل.

واتهم السيد الحوثي قطعان المستوطنين بممارسة أبشع أنواع الاعتداءات والبلطجة، شاملة سرقة المواشي والمحاصيل الزراعية، والاعتداء على النساء كما حدث في قرية المغير شمال شرق رام الله.

وانتقد السيد الحوثي ما وصفه بـ”الممارسات الإجرامية” للسلطة الفلسطينية، التي قال إنها تمارس القتل وسفك الدم بحق أبناء الشعب الفلسطيني بالتعاون مع الاحتلال. وأشار إلى أن السلطة قتلت شاباً في مخيم الفارعة هذا الأسبوع، واعتدت على مسن في مدينة جنين.

ووصف السيد الحوثي نكبة عام 1948 بأنها ذكرى مؤلمة تحمل الكثير من الدروس والعبر، مؤكداً أنها لم تكن حادثة آنية بل جرى الترتيب لها مسبقاً، وأن جرائم الاحتلال مستمرة منذ أكثر من سبعة عقود على مرأى المؤسسات الدولية. وقال إن النكبة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل جرح مفتوح لا يزال ينزف دماً وأشلاء.

وشدد السيد الحوثي على أن جرائم العدو تنسف فكرة الاستسلام والتعايش بين العرب والصهاينة، واصفاً هذه الأفكار بالخدعة الكبرى. وأشار إلى أن المجاهدين في فلسطين يتذكرون النكبة بصمود أسطوري لا تكسره المآسي، وأن الذاكرة والهوية الفلسطينية لا تُمحى.

ورأى السيد الحوثي أن الهزائم السريعة التي منيت بها الجيوش العربية أثناء النكبة تعود إلى التخاذل وضعف إرادة القتال، وهو ما شجع العدو الإسرائيلي على التمادي في عدوانه على المنطقة.

ودعا السيد الحوثي إلى الاستفادة من دروس النكبة والعمل الجاد لتغيير الواقع بالاعتماد على الله. واعتبر أن من أبرز هذه الدروس أن السلوك العدواني للصهيونية لم يتغير منذ 77 عاماً.

وأكد السيد الحوثي أن الممارسات الإجرامية للعدو الإسرائيلي تستند إلى معتقدات يهودية تقوم على استباحة غير اليهود، وأن التعبئة الصهيونية مشبعة بالكراهية والعداء الشديد، إلى حدّ أن كل جيل يصبح أكثر تطرفاً من سابقه.

ووصف السيد الحوثي العدو الإسرائيلي بأنه كيان إجرامي لا يمكن التعايش معه أو تحقيق السلام معه، مشدداً على أن هذا الكيان غير طبيعي ولا يمكن له البقاء ضمن المجتمعات البشرية.

وأشار السيد الحوثي في ختام كلمته إلى أن سياسات الدول الغربية الكبرى، مثل بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا، لم تتغير منذ 77 عاماً، إذ لا تزال تقدم الدعم الكامل للكيان الإسرائيلي دون قيد أو شرط.

الغرب يرفع شعارات زائفة ويتنكر للحقوق الفلسطينية

أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الدول الغربية كانت، منذ البداية، مفضوحة في مواقفها، إذ لم تراعِ الشعارات التي ترفعها حول حقوق الشعوب وحق تقرير المصير. وأشار إلى أن شعار “الحرية” كثيرًا ما يتردد في الخطاب الغربي، لكنه يغيب تمامًا عندما يتعلق الأمر بالحق الثابت والواضح للشعب الفلسطيني.

ولفت السيد الحوثي إلى أن الدول الغربية تدعم الكيان الصهيوني بشكل أعمى، متجاهلة الشعارات التي تروّج لها أمام شعوبها، مشدّدًا على أن هذا الدعم يُقدَّم بأسلوب مخادع ومضلل، لا يعكس أي حرص حقيقي على القيم التي تزعم تمثيلها.

وأوضح أن الغرب لا يراعي حتى مصالحه الاستراتيجية في علاقاته مع الدول العربية والإسلامية. فبالرغم من استغلاله لثروات هذه الدول، فإنه يمنح دعمه للكيان الإسرائيلي الذي لا يمثل مصدر منفعة حقيقية له، بل يأخذ دون أن يعطي، على عكس علاقته بالدول الإسلامية التي تدرّ عليه تريليونات الدولارات، ومع ذلك لا يُبدي تجاه شعوبها أي تقدير أو احترام.

فشل النظام العربي وتورطه في الخيانة

قال السيد عبد الملك الحوثي إن الجانب الرسمي العربي لم يتعامل بجدية مع إخفاقاته التاريخية منذ نكبة عام 1948، مؤكّدًا أن هذا التعاطي فشل في بلورة مسار عملي واضح على الصعيدين العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الواقع العربي شكّل تأثيرًا سلبيًا على المواقف الدولية من القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن الأنظمة الرسمية اتجهت نحو أطروحات الاستسلام المذلة والتنازلات المجانية، رغم تصاعد العدوان الإسرائيلي.

وأضاف أن هذا التوجه لم يتغيّر عبر المراحل المختلفة، بل استمر بالانحدار حتى وصل إلى حد التورط في خيانة كبرى من خلال ما يُسمّى بالتطبيع، معتبرًا أن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي هو خيانة كبرى للأمة، وانقلاب كامل على القضية الفلسطينية المحقة والعادلة.

وشدد على أن الاعتراف بالعدو الإسرائيلي، بما يمارسه من إجرام وقتل وإبادة وتهديد للمقدسات، هو خيانة واضحة لا يمكن تبريرها.

صمود الشعب الفلسطيني نموذج ملهم للأمة

أكد السيد عبد الملك الحوثي أن من أهم دروس النكبة تعاظم صمود الشعب الفلسطيني رغم كل المؤامرات. وبيّن أن العدو الإسرائيلي فشل في استهداف إرادة الجهاد والمقاومة، سواء عبر الحرب الصلبة أو الناعمة.

وأضاف أن الاحتلال لم ينجح في زرع اليأس أو الهزيمة النفسية في نفوس الفلسطينيين، رغم حجم الجهود والمؤامرات، معتبرًا أن صمود الشعب الفلسطيني ووعي مجاهديه يشكّلان نموذجًا ناجحًا وملهمًا أثبت فاعليته.

وأشار إلى أن المجاهدين في غزة خاضوا جولات مواجهة ساخنة مع العدو الإسرائيلي، ونجحوا في إفشال أكثر من خمس جولات عدوانية، ما يثبت الدور الكبير الذي يضطلع به هؤلاء المجاهدون في مواجهة الاحتلال.

وأكد أن نموذج المقاومة في غزة هو من أهم أسباب فشل المشروع الصهيوني، مشيرًا إلى أن المجاهدين في القطاع منعوا الاحتلال من تكرار نكبة 1948 في دول وشعوب أخرى مجاورة لفلسطين.

حزب الله ألحق بالعدو هزائم كبرى والتضحيات تحقق وعد الله

أشاد السيد عبد الملك الحوثي بجهاد وتضحيات مجاهدي حزب الله، مؤكّدًا أنهم، بطردهم للعدو الإسرائيلي، ألحقوا به هزائم كبرى. ولفت إلى أن التضحيات في مواجهة العدو الإسرائيلي تؤتي ثمارها في وعد الله الحق، الذي لا يتخلف.

وأكد أن الصمود الفلسطيني يمثّل درسًا كبيرًا ونموذجًا ناجحًا أثبت فاعليته، مشدّدًا على أنه لا يوجد أي عذر للأنظمة أو الشعوب التي تتخاذل عن مناصرة هذا النموذج المقاوم وعدم تقديم الدعم له.

واعتبر السيد الحوثي أن أي موقف سلبي من بعض الأنظمة تجاه المجاهدين في فلسطين هو جريمة بكل معنى الكلمة، ولا يمكن تبريره على الإطلاق.

محاولات تشويه القضية الفلسطينية خدمة للمشروع الإسرائيلي

قال السيد عبد الملك الحوثي إن من دروس النكبة أنها تكشف الزيف الذي يستهدف تشويه القضية الفلسطينية ومجاهديها وأحرار الأمة. وأوضح أن هناك من يسعى لتقديم توصيفات مشوّهة للقضية، وكأن الموقف ضد العدو الإسرائيلي شأن إيراني خاص لا يعني الآخرين.

واعتبر أن تصوير الموقف من الاحتلال الإسرائيلي على أنه خدمة لإيران هو توصيف إسرائيلي أميركي مخادع، وهو من أسوأ أشكال الاستغباء للعرب، مضيفًا أن الأبواق التي تروّج لهذه التوصيفات تسعى لتبرير عمالتها وخذلانها للقضية الفلسطينية.

وشدد على أن نكبة الشعب الفلسطيني سبقت الثورة الإسلامية في إيران بزمن طويل، وأن جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين بدأت قبل وجود الثورة، فيما امتدّ الإجرام الصهيوني ليطال الشعب اللبناني وشعوباً عربية أخرى، وأظهر عداءً عامًا للمسلمين.

وفي رسالته إلى المجاهدين في سرايا القدس، أبلغهم السيد الحوثي تحياته وتحيات الشعب اليمني، داعيًا الله أن يمدهم بالعون والنصر، ومؤكدًا أن اليمن إلى جانبهم في هذه المعركة المصيرية.

وأضاف أن “العدو الصهيوني يعيش مأزقًا حقيقيًا في غزة، وأيًّا كانت الظروف الحالية، فإن هذه المرحلة محطة من محطات الصراع الكبرى التي تساهم في تقويض المشروع الصهيوني، وتزيد من وعي الأمة واستعدادها للمراحل القادمة”.

وأشار السيد الحوثي إلى أن الشعب اليمني، من موقعه الإسلامي والإنساني، يواصل إسناده للشعب الفلسطيني، وخصوصًا في ظل الجرائم الوحشية المتواصلة على قطاع غزة. وأكد أن الموقف اليمني لا يخضع لأي حسابات سياسية ضيقة، بل ينطلق من واجب ديني وأخلاقي وإنساني.

وقال إن العمليات التي ينفذها الجيش اليمني في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن تأتي في سياق “موقف الحق” لنصرة المظلومين، وتهدف إلى الضغط من أجل وقف العدوان وفك الحصار عن غزة. وأوضح أن هذه العمليات لن تتوقف إلا إذا توقّف العدوان على الشعب الفلسطيني، محذرًا من أن استمرار العدوان سيقابل بتصعيد يمني أكبر وأشد تأثيرًا.

وأكد السيد الحوثي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقودان محور الابتزاز والتطبيع في المنطقة، وتحاولان فرض إرادتهما عبر القوة والمال، مشيرًا إلى أن هذه السياسات الاستكبارية تواجه برفض متزايد من الشعوب الحرة، لا سيما في المنطقة العربية والإسلامية.

ولفت إلى أن واشنطن وتل أبيب تعملان على إذلال الشعوب وإخضاع الأنظمة بالقوة والتهديدات، معتمدتين على حالة الضعف والتخاذل لدى بعض الأنظمة الرسمية. وشدد على أن الإرادة الشعبية المتحررة باتت تمثل حجر عثرة أمام مشاريع الهيمنة الأميركية والإسرائيلية.

وختم السيد الحوثي كلمته بدعوة الأمة إلى اليقظة والتحرك الجاد والواعي، مؤكدًا أن “المعركة مع العدو الصهيوني معركة مصير، وأن النصر فيها وعد إلهي للمؤمنين الصادقين”.

المصدر: موقع المنار

أخبار ذات صلة

0 تعليق