نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المقاومة خزانٌ لا ينضب… والسيد ذوالفقار النموذج الساطع لقادتها, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 02:49 مساءً
منذ شبابه الأول، كان في المواقع المتقدّمة يدافع ويقاوم ويجاهد عن القضايا المحقّة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومواجهة العدو الإسرائيلي. كان يمتلك الوعي السياسي والاستراتيجي، له عقل عملي وعلمي، كما كان بارعًا في الحرب النفسية والإعلامية، وكان إداريًّا دقيقًا في تراتبيته التنظيمية.
هو صلبٌ، له مهابته ومهامه في آنٍ معًا، وكان يهتمّ بالإخوة علميًّا واجتماعيًّا، وعلى المستوى الخاص، حتى أحبّوه وارتبطوا به. ولا يخفى أنّه كان قائدًا حقيقيًّا في الميدان، يمتلك البأس والجرأة والقدرة، و”هو أحد النماذج من قيادات المقاومة الإسلامية المظفّرة”.
بهذه الكلمات، وصف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، القائد الجهادي الكبير السيّد مصطفى بدر الدين (السيّد ذو الفقار) في الذكرى التاسعة لارتقائه إلى جوار ربّه، وهو وَصفٌ لا شكّ يقرّب صورة وقدرات هذا القائد الفذّ إلى عقول الناس، سواء من جمهور ومحبي المقاومة أو حتى من الأعداء الذين يجب أن يدركوا أن المقاومة منبعٌ للقادة وخزانٌ لا ينضب، وأحد أبرز نماذجهم الساطعة هو السيّد ذوالفقار.
فالسيّد مصطفى الذي أسّس وطوّر العمل المقاوم مع رفاق دربه، طالما أوجع العدو في مختلف الساحات أمنيًّا وعسكريًّا، وبذلك تشهد له ميادين الجهاد في مختلف الجبهات، انطلاقا من خلدة والتصدي للاجتياح الاسرائيلي لبيروت الى مقارعة العدو في قرى وبلدات جنوب لبنان، فمن عملية الاستشهادي صلاح غندور (ملاك) إلى عملية أنصارية النوعية، وغيرها من العمليات المميزة، كانت بصمات القائد الشهيد حاضرة إلى جانب غيره من المجاهدين والقادة، مروراً بملاحقة وتفكيك العديد من شبكات العملاء والتجسس التابعة للعدو الاسرائيلي، وصولًا إلى إفشال المخططات الإسرائيلية والأميركية في الإقليم من بوابة سوريا، حيث كانت شهادته المباركة في 13 أيار/مايو 2016 مدخلًا لدحر العدوان التكفيري عن سوريا ولبنان وباقي المنطقة.
وبالسياق، الأكيد أن المقاومة لديها قادة يسدّدهم الله بقدرات ومهام على درب هذا القائد الجهادي الكبير، ومن سبقه ومن لحق به من القادة الشهداء، ومنهم رفيق دربه القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان)، والسيّد محسن شكر، والحاج إبراهيم عقيل، والحاج علي كركي، وغيرهم من الشهداء الذين قضوا عمرهم في الجهاد والشهادة تحت عباءة سيّد شهداء الأمة السيّد حسن نصر الله وبرفقة الشهيد السيد هاشم صفي الدين.
فالمقاومة مستمرة وحاضرة، لا تهزّها الرياح العاتية أو الضغوط الهائلة، فهي كما أكّد الشيخ قاسم: “فليعلم الإسرائيلي ومن وراء الإسرائيلي أننا لن نخضع للتهديدات والضغوطات، لو اجتمع العالم ليسلبنا حقنا وأرضنا، لن نستسلم، سنواجه بكل أشكال المواجهة المتاحة..”.
ومن تاريخ القادة الشهداء، وهدي جهادهم وبأسهم، ونحن في ذكرى ارتقاء السيّد ذوالفقار، تؤكّد كل التضحيات والدماء والجراح أن المقاومة سائرة على دربهم، لا تُهزم لها راية ويبقى الله هو الغاية، فإمّا نصرٌ أو شهادة، وفي الحالتين انتصارٌ مبين، بلا تراجع أو تهاون، حتى يشاء الله لنا فرجًا مظفّرًا.
ومن المفيد التذكير بما قاله الشهيد السيّد حسن نصر الله عن السيّد بدر الدين في ذكرى أسبوعه في 20-5-2016 “…نحن أمام رجلٍ من كبار رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، وواحدٍ من عقولها الكبيرة ومؤسسيها الأوائل، الذين أمضَوا حياتهم فيها، مقاتلًا في الميدان، وقائدًا في الساحات، وشهيدًا في نهاية المطاف، كما يهوى كل مقاوم وكل قائد.. هذا السيف البتّار، كان سريع الدمعة عندما يتطلّب الموقف دمعة، سخيّ الدم عندما يتطلب الموقف دمًا، وحادّ السيف عندما يحتاج الموقف إلى سيفٍ بتّار، هنيئًا له الشهادة التي تمناها وسعى إليها، والتي يغبطه عليها كل رفاقه الباقين..”.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق