في عمق الجنوب الفلسطيني المحتل، تمتد صحراء مترامية الأطراف، اختارها العدو الصهيوني لتكون مركزًا لقواعد قوته، يرسم من خلالها حدود السيطرة، ويخوض صراعًا من نوع آخر. إنه النقب، الذي يطلق منه الاحتلال رسائل نارية ويختبر منظوماته الحربية.

كل شبر في هذه المنطقة محسوب بدقة، إذ تشكّل أكثر من 60% من مساحة فلسطين المحتلة، وتُعد شريطًا جغرافيًا حساسًا تنتشر فيه أكبر القواعد العسكرية الجوية والاستراتيجية لكيان الاحتلال، أبرزها مفاعل ديمونة النووي.

يُعد مفاعل ديمونة أحد أبرز الأسرار العسكرية والسياسية لدى كيان العدو، والتطرق إليه يُعد أمرًا بالغ الحساسية. يتكوّن من ثمانية طبقات تحت الأرض، حيث تتم معالجة الوقود النووي المحترق.

وتضم صحراء النقب قاعدة “حتسريم”، التي تتمركز فيها مجموعة من الأسراب الجوية، من بينها سرب طائرات F-16 وطائرات F-15. كما تحتضن قاعدة “نافاتيم” مقر القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح جو العدو، وتُعد المقر الأساسي لطائرات F-35، إلى جانب طائرات الشبح، وطائرات النقل العسكري، ومعدات المراقبة الإلكترونية، فضلًا عن كونها القاعدة الرئيسية لطائرات الرئاسة الإسرائيلية.

أما قاعدة “رامون” الجوية، فتحتضن أقوى الأسراب المقاتلة في سلاح جو الاحتلال، في حين تضم قاعدة “تسيليم” مركز تدريب عسكري ضخم يُعرف بـ”مدينة الحرب”. وتُستخدم قاعدة “رامات نيغيف” لتدريب وحدات التجنيد الجديدة.

كذلك يوجد في موقع “رورة” التابع لوحدة 8200 الاستخباراتية، محطة كتيبة تحتوي على هوائيات ضخمة وأنظمة تنصت بعيدة المدى. وتمتد في النقب مطارات عسكرية ومهابط للطائرات المسيّرة، إلى جانب مستوطنات وأهداف سكنية ذات طابع استراتيجي، أبرزها مستوطنة “ياروحام” القريبة من مفاعل ديمونة، وتضم عددًا من منشآت الدعم.

كما تُعد مدينة بئر السبع مركزًا إداريًا وأمنيًا مهمًا، وتضم مقر قيادة الجبهة الجنوبية. وتقع مستوطنة “أراد” في محيط منشآت عسكرية وتحتوي على مخازن أسلحة.

إلى جانب ذلك، يضم النقب بنى تحتية لا تقل أهمية عن المنشآت العسكرية، وعلى رأسها أنابيب الغاز التي تُعد من أكثر البنى خطورة وحساسية، ومن بينها خط “ترانس إسرائيل”، وخط “ليفياثان”، وحقل “تامار”.

المصدر: موقع المنار