نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انفجار الهواتف الذكية.. بين الحرب السيبرانية والحقائق التقنية, اليوم الأحد 22 يونيو 2025 02:09 مساءً
حنين الموسوي
في ظل التصعيد المتنامي للحرب السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط، تواصل الهجمات الإلكترونية المتبادلة، ولا سيما بين إيران والعدو الإسرائيلي، إثارة جدل واسع ومخاوف متصاعدة.
فقد كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” نقلًا عن شركة “رادوير” الإسرائيلية عن تسجيل زيادة بنسبة 700% في الهجمات الإلكترونية ضد البنية التحتية للكيان المؤقت، مؤكدة أن هذه الهجمات، التي تُتهم إيران بقيادتها، استهدفت قطاعات حيوية تشمل المؤسسات المالية وقطاعات الاتصالات.
هذا التصعيد السيبراني أثار موجة من القلق إزاء احتمالات لجوء العدو الإسرائيلي إلى أساليب انتقامية غير تقليدية، من بينها احتمال تفجير أجهزة محمولة أو تهديد الأمن الشخصي للمواطنين.
فهل من الممكن فعلًا أن تنفجر الهواتف الذكية؟
في تصريح لموقع “المنار”، أوضح الخبير في شؤون التكنولوجيا ربيع بعلبكي أنّ انفجار الهواتف أو بطارياتها لا يحدث إلا في حالات نادرة للغاية، وعادةً ما يكون ذلك نتيجة لتلاعب متعمد.
وأكد بعلبكي أن احتمالية انفجار أي هاتف محمول بصورة تلقائية أمر مستبعد تمامًا، إلا في حال كان الجهاز معدًّا ومفخخًا مسبقًا لهذا الغرض. وأضاف أن الهواتف المتداولة في لبنان ومناطق أخرى تُنتَج غالبًا من قبل شركات عالمية مثل Apple وSamsung، وهي تلتزم بأعلى معايير الأمان خلال التصنيع، ما يجعل حدوث أي انفجار عشوائي أمرًا شبه مستحيل، ما لم يكن ناتجًا عن تدخل خارجي متعمد.
تفاصيل تقنية دقيقة
أشار بعلبكي إلى أن نوع البطارية يُعد عاملًا أساسيًا في هذه المسألة، وخصوصًا بطاريات “الليثيوم” التي تُعد الأكثر استخدامًا في الأجهزة الذكية.
وأوضح أن هذه البطاريات قد تتعرض لاحتراق – وليس انفجارًا – في حال تم سحبها وهي في حالة “جوع كهربائي” (أي عند انخفاض مستوى الشحن إلى درجة حرجة) وتركها غير مشحونة، حتى لو لفترة قصيرة. ومع ذلك، شدد على أن هذا السيناريو نادر جدًا ولا يؤدي بالضرورة إلى انفجار مباشر.

وأوضح بعلبكي أن معظم الهواتف الحديثة مزودة بأنظمة حماية ذكية تقوم تلقائيًا بفصل عملية الشحن عند ارتفاع درجة حرارة الجهاز، وغالبًا ما تظهر رسائل مثل “Overheated” عند تعرّض الهاتف لحرارة مفرطة، كأشعة الشمس المباشرة، ما يسهم في حماية الجهاز من التلف أو الاحتراق.
في ضوء هذه المعطيات التقنية، يتضح أن أجهزة الهواتف الذكية تخضع لمستويات أمان متقدمة، تجعل من فكرة الانفجار العشوائي غير مبرّرة.
وفي وقتٍ يشهد فيه الشرق الأوسط أزمات متلاحقة وتوترات تهدد الاستقرار الإقليمي، تبرز الحاجة الملحّة إلى التمسك بالهدوء، والاستناد إلى مصادر موثوقة، ومعلومات دقيقة لتجنّب الانجرار خلف الشائعات أو تهويل المخاطر التقنية غير الواقعية.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق