نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من تحت الأنقاض.. المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الردع الجديدة في وجه الاحتلال, اليوم السبت 7 يونيو 2025 06:11 مساءً
تواصلت عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة في قطاع غزة، حيث أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت تجمعًا لجنود وآليات العدو الصهيوني في محيط منطقة السطر الشرقي شمال شرق مدينة خان يونس، بوابل من قذائف الهاون النظامي من عيار 60 ملم، وذلك في إطار معركة طوفان الأقصى.
وفي سياق متصل، أفادت سرايا القدس بأنها أوقعت قوة صهيونية كانت متحصنة داخل أحد المنازل في كمين محكم نُفذ شرق مخيم جباليا في منطقة تل الزعتر، موضحة أن العملية تضمنت تفجير عبوات ناسفة وقذائف تم هندستها عكسيًا، وقد جرت العملية أمس الجمعة ضمن سلسلة الكمائن التي تعدها المقاومة لصد التوغلات الصهيونية.
يُشار إلى أن هذه العمليات النوعية تأتي وسط استمرار العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، الذي يشهد عمليات قصف وتدمير ممنهجة منذ بدء معركة طوفان الأقصى، وسط صمت دولي وتواطؤ واضح من بعض الأطراف الدولية، في ظل تصاعد التحذيرات الإنسانية من كارثة وشيكة في القطاع المحاصر.
وفي السياق، أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، أنها شنت هجومًا على تجمع لجنود العدو الصهيوني وآلياتهم العسكرية المتوغلة في شمال شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت الكتائب بأنها قصفت هذا التجمع بوابل من قذائف الهاون، في إطار الرد المستمر على العدوان والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
كتائب القسام تحذر: الاحتلال يحاصر موقع أسير صهيوني ولن يستعيده حياً
وفي السياق، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أن قوات الاحتلال الصهيوني تحاصر موقعاً يتواجد فيه الأسير الصهيوني “متان تسنجاوكر”، مؤكداً بشكل قاطع أن العدو لن يتمكن من استعادته حياً.
وحذر أبو عبيدة من أن محاولة اقتحام الموقع ستعرّض حياة الأسير للخطر، مشدداً على أن جيش الاحتلال سيكون المسؤول الأول عن مقتله في حال تمت تصفيته خلال عملية التحرير، بعدما حافظت المقاومة على حياته لمدة عام وثمانية أشهر.
وختم أبو عبيدة تصريحه بالقول: “قد أُعذر من أنذر”.
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تقصف تحشدات صهيونية شمالي بيت لاهيا
وفي إطار الرد المتواصل على جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بلاغ عسكري أن مقاتليها تمكنوا من استهداف تحشدات قوات الاحتلال المتمركزة شمالي مدينة بيت لاهيا.
وأكد المقاتلون العائدون من مناطق القتال أنهم أطلقوا صاروخين من نوع (107) ملم باتجاه تجمعات العدو الصهيوني، وذلك في تمام الساعة 11:34 صباحًا، مشددين على أن هذه العملية تأتي استمرارًا للرد الطبيعي على المجازر والانتهاكات المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، وزعت الكتائب مشاهد مصورة توثق لحظة تنفيذ العملية، حيث يظهر في التسجيل استهداف مباشر لمواقع تحشد قوات الاحتلال شمالي بيت لاهيا، مما يبرز دقة العملية واستمرار المقاومة في استنزاف العدو في مختلف مناطق المواجهة.
كمائن القسام في غزة: معادلة الردع الجديدة تنبع من تحت الأنقاض
رغم الأوضاع الميدانية القاسية، تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إثبات قدرتها الفائقة على الصمود والمواجهة، مُوقعة خسائر متلاحقة في صفوف قوات الاحتلال الصهيوني، وملحقة به أثمانًا باهظة على المستويين الميداني والمعنوي.
ففي واحدة من أكثر الحروب دموية، ورغم الفارق الكبير في موازين القوى، تخوض المقاومة مواجهة مفتوحة مع جيش الاحتلال النظامي، معتمدة على تكتيكات حرب العصابات التي تخرج عن معايير حقوق الإنسان والقوانين الدولية التقليدية. وقد برزت هذه التكتيكات كعامل حاسم في عرقلة خطط الاحتلال وإرباك حساباته الميدانية، بما يعيد تشكيل معادلة الردع على أرض الواقع.
التطورات الأخيرة التي تظهرها كتائب القسام، خصوصًا في خان يونس، تعكس بوضوح أن المقاومة باتت تتقن فن الكمائن النوعية، مستندة إلى عنصر المباغتة والمفاجأة. ففي بيئة قتالية حضرية معقدة، تتخللها شوارع ضيقة وبنايات عالية وشبكة أنفاق متداخلة، يتقن المقاتلون الفلسطينيون أساليب القتال، مستفيدين من معرفتهم الدقيقة بجغرافيا المنطقة وقدرتهم على قراءة تكتيكات العدو.
هذا التميز الميداني تجلّى في الكمين الذي استهدف قوة نخبة صهيونية في خان يونس، حيث تم تفخيخ مبنى بدقة عالية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال، وهو ما اعترفت به سلطات الاحتلال رسميًا. وتعتمد هذه الكمائن على معلومات استخباراتية دقيقة وتوزيع محكم للمهام، مما يجعلها عقبة رئيسية أمام أي تقدم ميداني لقوات الاحتلال.
تظهر المقاومة باستمرار في مناطق كان جيش الاحتلال يعتقد أنه سيطر عليها و”طهّرها”، لتنفيذ عمليات نوعية دقيقة تقلل خسائرها وتعزز خسائر العدو، خصوصًا في صفوف وحداته النخبوية. هذا النمط من الاستنزاف المستمر ألحق ضررًا مباشرًا بمعنويات الجنود الإسرائيليين، وزاد الضغط على قيادتهم العسكرية التي تعاني أساسًا من نقص في القوة البشرية.
بالمقابل، يواجه جيش الاحتلال حالة من التخبط وغياب الأهداف الواضحة والخطط القابلة للتحقيق في غزة. وبعد قرابة عشرين شهرًا من الحرب، تكشّف أن الجيش لم يكن مستعدًا لحملة طويلة الأمد، مما أدى إلى استهلاك هائل في العتاد وتآكل ملحوظ في القدرات القتالية. وأدى هذا الواقع إلى اعتراف قادة الاحتلال بأخطاء تقدير مدة الحملة العسكرية، مؤكدين أن الآليات العسكرية تستهلك، والموارد البشرية تعاني من نزيف مستمر.
على الصعيد السياسي، تتصاعد الاتهامات داخل كيان الاحتلال بأن القيادة العسكرية زجّت بالجيش في “فخ غزة”، وسط اتهامات بأن الحرب تُستخدم ذريعة لبقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في السلطة، رغم أن من يقودون المعركة حاليًا هم أنفسهم من أخفقوا في احتواء هجوم السابع من أكتوبر 2023.
هذا الانهاك الميداني والتصدع المعنوي دفعا قيادة الاحتلال إلى إعادة النظر في استراتيجياتها تجاه الحرب الحضرية، مع ارتفاع الفاتورة البشرية والمادية، وتصاعد الانقسامات السياسية الداخلية، مما شكل ضغوطًا متزايدة على حكومة نتنياهو. وبرغم المعارضة الواسعة داخل المجتمع الإسرائيلي للحرب واستمرار العمليات العسكرية في غزة، لا تزال الحكومة الإسرائيلية متمسكة بنهجها، مدعومة بانسجام تكتيكي مع الجيش.
وسط هذا المشهد المأزوم، تبرز الدعوات إلى البحث عن مخرج للأزمة، سواء عبر إبرام اتفاق مع المقاومة أو من خلال إسقاط حكومة نتنياهو، خصوصًا مع إعلان أحزاب المعارضة الإسرائيلية نيتها التقدم بمشاريع قوانين لحل الكنيست. كما أن التوترات السياسية الداخلية مرشحة للتصاعد، مع تهديد الأحزاب الدينية “الحريديم” بحل الحكومة في حال فشل تمرير قانون التجنيد الجديد الذي يعفيهم من الخدمة العسكرية.
في خضم هذه التطورات، تواصل المقاومة الفلسطينية بعث رسائل قوية إلى الاحتلال، تؤكد فيها على صمودها واستمرارها في استنزافه. فقد شدد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، على أن “ليس أمام جمهور العدو إلا إجبار قيادته على وقف حرب الإبادة أو التجهز لاستقبال المزيد من أبنائهم في توابيت”، في رسالة تنم عن ثقة المقاومة بقدرتها على مواصلة المعركة، وإصرارها على عدم الرضوخ للاحتلال.
وفيما نقلت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية تصريحات لرئيس أركان الجيش الصهيوني إيال زامير، أشار فيها إلى أن الحرب لن تكون بلا نهاية، مع التلميح إلى العمل على تقصير مدتها بسبب تزايد خسائر القوات الصهيونية في غزة. وأوضح زامير، عقب اجتماعه مع قائد القيادة الجنوبية يانيف آسور، أن الخطط العملياتية لمواصلة القتال جرى إقرارها، رغم الاعتراف الضمني بتزايد صعوبة المعركة.
وبينما تتواصل خسائر الاحتلال في القطاع، حيث أُعلن عن مقتل أربعة جنود وإصابة 17 آخرين بجروح متفاوتة، تتصاعد حدة التصريحات من جانب قادة الاحتلال. إذ توعّد بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب في غزة، بمواصلة الحرب حتى تحقيق “جميع أهدافها”، بما في ذلك “هزيمة حركة حماس” وتحرير الأسرى الإسرائيليين، وضمان “ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل في المستقبل”.
غير أن الاحتلال لا يزال يفرض تعتيمًا إعلاميًا صارمًا لإخفاء حجم خسائره الفعلية، حيث تخضع الإعلانات عن القتلى والجرحى لرقابة عسكرية مشددة، في محاولة للحفاظ على معنويات الجنود وتجنب تصاعد الضغوط الداخلية لإنهاء الحرب، فضلًا عن حماية صورة الجيش أمام المجتمع الدولي.
المصدر: مواقع
0 تعليق