حققت العقود الآجلة للنفط مكاسب جديدة مع بداية تعاملات هذا الأسبوع، حيث تجاوز سعر خام برنت حاجز 56 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى قرابة 61.7 دولارًا للبرميل، مسجلًا ثاني يوم من الارتفاعات المتتالية. هذا الصعود جاء مدفوعًا بمجموعة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي عززت من ثقة المستثمرين في السوق النفطية.

قرار أمريكي يؤجل صدمة تجارية ويدعم الأسواق

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تأجيل فرض رسوم جمركية مرتفعة بنسبة 50 بالمئة على المنتجات المستوردة من الاتحاد الأوروبي. وكان من المقرر تنفيذ هذه الرسوم في الأول من يونيو، إلا أن قرار التأجيل إلى التاسع من يوليو المقبل أتاح فرصة جديدة للمفاوضات بين الطرفين، مما خفف من حدة المخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي وتقلل من الطلب على الطاقة.

تصعيد إسرائيلي يعمق المخاوف في سوق النفط

على الجانب الجيوسياسي، ساهمت التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط في دفع أسعار النفط إلى الأعلى، بعد تهديد الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على 75 بالمئة من قطاع غزة خلال الشهرين القادمين. هذا الإعلان أثار القلق من احتمال توسع النزاع إلى مواجهة إقليمية أوسع، ما دفع المتعاملين في أسواق الطاقة إلى التحوّط تحسبًا لأي تعطّل محتمل في الإمدادات النفطية من المنطقة.

تعثر المحادثات مع إيران يعزز قلق المستثمرين

في الوقت ذاته، أظهرت تقارير جديدة تباطؤًا في التقدم المحرز في المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران. وأدى هذا التباطؤ إلى تراجع الآمال بشأن رفع العقوبات المفروضة على طهران، ما يعني أن كميات إضافية من النفط الإيراني لن تعود للأسواق العالمية في المدى القريب، وهو ما شكّل دعمًا إضافيًا للأسعار.

الأسواق النفطية تتفاعل مع مزيج من المتغيرات

تجمع هذه العوامل المختلفة – من القرارات الاقتصادية الأمريكية إلى التوترات الإقليمية – لرسم مشهد معقد ومشحون لسوق الطاقة العالمية، وسط توقعات بأن تبقى الأسعار تحت ضغط التحركات السياسية والدبلوماسية خلال الأسابيع المقبلة. ويتابع المستثمرون عن كثب أي تطورات جديدة قد تؤثر على التوازن الدقيق بين العرض والطلب في السوق النفطية العالمية.