نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ألوف الجزيئات البلاستيكية.. رئتاك تستنشقان الخطر!, اليوم الخميس 29 مايو 2025 09:25 مساءً
في مراجعة علميةنُشرت مؤخرًا في مجلة علم السموم البيئي وسلامة البيئة Ecotoxicology and Environmental Safety، حذّر باحثون من الانتشار المتزايد للبلاستيك الدقيق والنانو بلاستيكفي الهواء، مؤكدين أن هذه الجزيئات الدقيقة التي لا يتجاوز حجم بعضها جزءًا من الألف من الميليمتر، أصبحت جزءًا من تلوث المدن الكبرى وتهديدًا متصاعدًا للصحة العامة.
البلاستيك الدقيق (أقل من 5 مم) والنانو بلاستيك (أقل من 1 ميكرومتر) ينشآن من تحلل المواد البلاستيكية الأكبر حجمًا، ويتواجدان بكثافة في المناطق الحضرية والصناعية. وتُظهر الأبحاث أن الشخص العادي قد يستنشق ما يصل إلى 69 ألف جزيء بلاستيكي سنويًا، معظمها من الهواء الداخلي في المنازل التي تحتوي على منسوجات صناعية وسجاد.
هذه الجزيئات قادرة على اختراق الجهاز التنفسي بعمق، مما قد يؤدي إلى التهابات وتلف خلوي، وحتى تطور أمراض مزمنة مثل اضطرابات القلب.
وعثر الباحثون مؤخرًا على آثار للبلاستيك الدقيق في دم الإنسان وأنسجة الرئة والدماغ، وحتى في لويحات الشرايين السباتية. كما أظهرت دراسة طبية أُجريت على 304 مرضى أن وجود البلاستيك في الشرايين يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية بمعدل يزيد عن أربعة أضعاف.
ويُعد البلاستيك المصنوع من البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) من بين الأكثر خطورة، نظرًا لقدراته العالية على امتصاص ملوثات أخرى كأكاسيد النيتروجين والكبريت، مما يضاعف من سُميته وتأثيره البيئي.
وتشمل مصادر هذه الجزيئات ألياف الأقمشة الصناعية وغبار الطرق وتآكل الإطارات وتسرب النفايات البلاستيكية. وتتفاقم المشكلة في المدن الكبرى مثل تشنغتشو وقوانغتشو في الصين، حيث تُسجل نسب مرتفعة من الجسيمات البلاستيكية المرتبطة بجزيئات PM2.5 الخطيرة.
وحذر الباحثون من تأثير هذه الجزيئات على النمو الرئويوالاستجابة المناعية وأمراض الحمل. وأظهرت تجارب على الفئران الحوامل أن التعرض للنانو بلاستيك يؤثر على وظائف القلب لدى الأم والجنين. كما تشير تجارب أخرى إلى تعطيل وظائف الميتوكوندريا وتحفيز نوع قاتل من موت الخلايا يُعرف بـ"الفروبتوز".
لأول مرة.. جزئيات بلاستيكية داخل قلب الإنسان
رغم التقدم في تقنياتالكشف مثل التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والمجهر الإلكتروني، لا تزال الحاجة قائمة لتوحيد معايير القياس وتطوير أدوات دقيقة وسريعة لرصد تلوث الهواء بالبلاستيك.
وفي مواجهة هذا التهديد، يقترح العلماء خطوات حاسمة، منها تقليص إنتاج البلاستيك، تحسين إدارة النفايات، تطوير فلاتر هواء متقدمة، واستكشاف وسائل المعالجة البيولوجية باستخدام الطحالب أو الفطريات لتفكيك البلاستيك في الهواء والماء. كما يلعب التعليم والتوعية دورًا مهمًا في تغيير سلوكيات الأفراد وتقليل الاعتماد على البلاستيك.
ويشدد الباحثون على ضرورة العمل التكاملي بين خبراء الصحة والبيئة والتكنولوجيا لوضع حلول فعّالة، ودعوا إلى استثمارات وأبحاث مستدامة لفهم التأثيرات طويلة الأمد، خصوصًا على الأطفال والحوامل.
في النهاية، يبدو أن الخطر غير المرئي بات يهدد صحتنا أكثر مما نعتقد، ويجب التعامل معه بالجدية نفسها التي نوليها لأي ملوث قاتل آخر.
0 تعليق