في تحرك ميداني حيوي يعكس تفاعلًا مباشرًا مع هموم المواطنين، قام الأستاذ سمير المشمر، مدير عام مديرية القاهرة بمحافظة تعز، اليوم، بزيارة تفقدية إلى حي الكوثر، وذلك للمرة الثانية منذ توليه منصبه. وتأتي هذه الزيارة ضمن جهود الإدارة المحلية لمعالجة أزمة طفح مياه الصرف الصحي التي تفاقمت على مدى أكثر من عام، مخلفة أضرارًا بيئية وصحية جسيمة على سكان الحي.

وخلال جولته، وقف المشمر على ما وصفه المواطنون بـ"نهر المجاري" الذي يخترق المنطقة، متسببًا في انتشار الأمراض والروائح الكريهة، ناهيك عن الأثر البيئي السلبي الذي تعاني منه المنطقة يوميًا. وفي لقاء مباشر جمعه بعدد من أبناء الحي، أبدى المشمر استعداده الكامل لحل الأزمة جذريًا، متعهدًا ببدء تنفيذ المشروع خلال يومين فقط.

بدء التنفيذ الفعلي الثلاثاء القادم

ويأتي هذا التعهد في وقت وصلت فيه الدفعة الأولى من أنابيب ومواسير الصرف الصحي إلى موقع المشروع، ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على الجدية في تنفيذ الأعمال. ومن المقرر أن تشمل أعمال التغيير إعادة تأهيل شبكة الصرف القديمة الممتدة من أمام مدرسة الشعب في شارع الحوض وصولًا إلى حي الكوثر، وهي شبكة تعاني من تهالك واضح أدى إلى الوضع الكارثي الحالي.

وفي هذا الإطار، ألزم المشمر المقاول المنفذ ببدء العمل صباح الثلاثاء الموافق 27 مايو الجاري، مشددًا على أهمية الالتزام بالجدول الزمني ومعايير الجودة. وقد رافق المشمر في زيارته عدد من المسؤولين المحليين المعنيين، في خطوة هدفت إلى تعزيز المتابعة والإشراف المباشر على تنفيذ الإجراءات الموعودة.

إشادة شعبية ودعوات للاستمرار

وقد حظيت هذه الخطوة بتقدير كبير من أهالي حي الكوثر، الذين اعتبروا الزيارة الميدانية بمثابة تحول ملموس في علاقة السلطة المحلية بالمجتمع. وأكد عدد من المواطنين في تصريحات متفرقة أن "هذه التحركات تعزز ثقتنا بالقيادات التي تنزل إلى الميدان وتستمع إلى شكاوينا دون حواجز".

كما عبر المواطنون عن أملهم في أن تكون هذه المبادرة بداية نهج جديد يقوم على التفاعل المباشر مع الناس وحل مشاكلهم بعيدًا عن الروتين والمماطلة، مشيرين إلى أن "الاستجابة السريعة وتحديد مواعيد واضحة للتنفيذ أمر نادرًا ما نشهده، وهو ما يدفعنا لدعم أي مسؤول يعمل بإخلاص لخدمة المجتمع".

وفي ختام اللقاء، شدد المواطنون على أنهم "سيظلون إلى جانب كل مسؤول نزيه وفاعل"، مؤكدين أن "أصوات المحبطين لن تنال من عزيمتهم في المطالبة بحقوقهم وخدمة مناطقهم"، في إشارة إلى أهمية استمرار مثل هذه التحركات على كافة المستويات.