يعيش سكان حي الوحدة السكنية المعروف بـ(بلوك 65)، الواقع في مديرية المنصورة بمدينة عدن، ظروفًا معيشية صعبة وكارثية نتيجة استمرار طفح مياه الصرف الصحي التي غطّت الشوارع وأرضيات المنازل منذ أيام عيد الفطر وحتى يومنا هذا، دون أي تدخل جاد من الجهات المختصة لحل هذه الأزمة المتكررة.

وأكد عدد من أهالي الحي أن الانسداد المستمر في شبكات الصرف الصحي تسبب في تدفق مياه المجاري إلى الشوارع العامة والفرعية داخل الحي، ما خلق بيئة غير صحية ومخيفة تهدد صحة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.

وأشاروا إلى انتشار الروائح الكريهة وتزايد الحشرات الناقلة للأمراض، مما زاد من حالة القلق بين المواطنين.

وأوضح الأهالي أنهم رصدوا خلال الأيام الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالحمى، بما فيها حمى الضنك، وهو ما يُرجح ارتباطه بالوضع البيئي المتردي الناتج عن تراكم مياه الصرف وسط ظروف انعدام خدمات الصيانة والتصريف.

وعبّر السكان عن استيائهم البالغ من اللامبالاة التي تواجهها شكواهم من قبل الجهات المسؤولة، مشيرين إلى أنهم قدموها العديد من البلاغات إلى مكتب الصرف الصحي وإدارات ذات الصلة، إلا أن الاستجابة كانت إما معدومة أو على شكل معالجات مؤقتة لا تُجدي نفعًا، حيث يتم فتح الانسدادات لفترة قصيرة قبل أن تعاود المياه الطفح مرة أخرى بقوة أكبر.

ووصف أحد المواطنين الوضع بأنه "كارثي وغير مقبول"، مشيرًا إلى أن حياتهم اليومية أصبحت مرهونة بهذا التلوث الدائم، وأنهم يعيشون في عزلة نظرًا لانعدام الخدمات الأساسية وغياب الحلول الجذرية. وأكد آخر أن صحة أطفالهم باتت على المحك، وأنهم مضطرون للخروج من منازلهم وسط برك مياه الصرف دون وجود أي حماية أو تعقيم.

وفي ظل تصاعد الأوضاع وتفاقم الأزمة، يطالب السكان الجهات المعنية، وخاصة إدارة الصرف الصحي ومجلس القيادة المحلي بمديرية المنصورة، بالتحرك الفوري لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة التي باتت تهدد حياة الآلاف من سكان المنطقة، داعين إلى تبني مشروع شامل لصيانة وتأهيل شبكة الصرف الصحي المتهالكة التي لم تعد تستجيب للاحتياجات الأساسية للمجتمع.

ويأمل أهالي بلوك 65 أن تجد معاناتهم آذانًا صاغية، وأن تتحول التعهدات السابقة إلى خطوات عملية على الأرض قبل أن تتفاقم الكارثة الصحية والبيئية أكثر مما هي عليه الآن.