تشهد محافظة أبين، جنوب اليمن، وضعًا إنسانيًا صعبًا وكارثيًا جراء الانقطاع التام لتيار الكهرباء لليوم الثالث والعشرين على التوالي، في ظاهرة وصفها المواطنون بأنها غير مسبوقة، وسط غياب تام للجهود الرسمية لإيجاد حلول عاجلة.

وأكد عدد من سكان المحافظة أن آخر مرة شهدت فيها مناطقهم تشغيلًا للكهرباء كانت قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، منذ ذلك الحين والظلام يخيم على المدينة بلا انقطاع، مما أدى إلى تفاقم المعاناة في مختلف جوانب الحياة اليومية.

ويأتي هذا الانقطاع الطويل في ظل تردي الأوضاع الخدمية والاقتصادية العامة، وعدم توفر الوقود لتشغيل المولدات الخاصة، ما جعل الحياة اليومية أكثر تعقيدًا للمواطنين، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات الأساسية.

المؤسسات الصحية باتت تعتمد بشكل كلي على المولدات الاحتياطية التي تفتقر إلى الدعم اللازم، ما يعرض حياة المرضى والمصابين للخطر، فيما تعطلت أعمال المواطنين وتوقفت العديد من الأنشطة التجارية والإنتاجية بسبب عدم توفر مصدر ثابت للطاقة.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، عبر مواطنون عن استيائهم البالغ واستعدادهم للخروج بمظاهرات احتجاجية إذا استمرت الجهات المعنية في الصمت حيال معاناتهم، داعين المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي تلوح في الأفق.

ويأمل السكان في أن تُسمع ندائهم وأن تُتخذ خطوات عملية لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية في المحافظة، أو توفير بدائل مؤقتة يمكنها إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوضع القائم.