واستغل اللاعبون فترات التوقف التي أقرّها "فيفا" هذا الأسبوع في كل شوط لترطيب أجسامهم، فيما وصف إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، الأجواء في فيلادلفيا بأنها "غير صالحة لإجراء تدريبات طبيعية" في فترات بعد الظهر.

وفي بيان لـ"رويترز"، شدد متحدث باسم "فيفبرو" على أن هذه الظروف المناخية "يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار"، مؤكداً أن تغير المناخ بات يفرض تحديات حقيقية على اللعبة، وأن خطر إقامة المباريات في درجات حرارة مرتفعة "لم يعد افتراضياً بل واقعياً ومتزايداً".

ورحب "فيفبرو" بخطوة "فيفا" في إدراج فترات التبريد، لكنه دعا إلى مراجعة أوسع لمواعيد انطلاق المباريات وإجراءات حماية اللاعبين، قائلاً: "هناك حاجة ملحة لمراجعة البروتوكولات الحالية، ووضع صحة اللاعبين وسلامتهم كأولوية قصوى. هذا تحدٍّ لا يمكن مواجهته إلا من خلال تحرك مشترك من جميع الأطراف في صناعة كرة القدم".

ولم يصدر تعليق فوري من "فيفا"، كما لم يُعلن بعد عن الجدول الزمني الرسمي لمباريات كأس العالم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. غير أن التوسع المرتقب للبطولة إلى 48 فريقاً يُهدد بجعل إقامة المباريات في ساعات الذروة الحرارية أمراً لا مفر منه، نظراً لضغوط الجدول الزمني ومتطلبات البث العالمي.

وأشارت مادلين أور، الخبيرة في علم البيئة الرياضي، إلى أن كبرى شركات البث قد لا تكون مستعدة للتضحية بأرباح الإعلانات مقابل تعديل مواعيد المباريات بسبب الحرارة. وذكرت أن مدناً مثل ميامي وفيلادلفيا ونيويورك ومونتيري، تُعد من بين أكثر المدن عرضة لموجات الحر.

واقترحت أور نقل بعض مباريات فترة الظهيرة إلى الملاعب المغلقة في أتلانتا ودالاس وهيوستن وفانكوفر، وعلقت قائلة: "إذا كان الهدف هو السلامة، فالحل بسيط. أما إذا كنا نتحدث عن فعالية عملاقة بمردود مالي ضخم، فالمعادلة تصبح أكثر تعقيداً".

وتعيد هذه النقاشات إلى الأذهان نسخة كأس العالم 1994 التي استضافتها الولايات المتحدة، حيث وصلت درجات الحرارة في المباراة النهائية إلى قرابة 38 درجة مئوية، وسط غضب جماهيري واسع من توقيتات المباريات، التي أقيمت نهاراً بالكامل.