شهدت أسعار النفط انهياراً غير مسبوق مساء الإثنين، حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت أكبر انخفاض لها منذ غشت 2022، في تطور مفاجئ للأسواق العالمية، رغم تصاعد المخاوف من توسع دائرة التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

وذكرت وكالة "رويترز" أن الأسواق العالمية تفاعلت بعنف مع معطيات ميدانية جديدة، إذ أدت موجة بيع مكثفة إلى محو المكاسب التي كانت قد سجلتها الأسعار ليلة الأحد، حين ارتفعت بسبب مخاوف من رد إيراني محتمل يستهدف البنية التحتية للطاقة في المنطقة.

لكن سرعان ما انعكس الاتجاه، بعد ورود أنباء عن اعتراض صواريخ إيرانية كانت موجهة نحو قاعدة "العديد" الأميركية في قطر، ما خفف من حدة المخاوف الجيوسياسية ودفع بالمضاربين نحو البيع السريع.

وانخفضت العقود الآجلة للنفط الأميركي بنسبة 7.2%، لتستقر عند مستوى 68.51 دولاراً للبرميل، في أكبر تراجع يومي منذ أبريل الماضي، حسب ما أوردته شبكة "سي إن إن"، معتبرة أن هذا اليوم يُصنّف ضمن أسوأ الأيام النفطية خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

أما بالنسبة لخام برنت، فقد خسر نحو 10 دولارات دفعة واحدة مقارنة بذروته ليلة الأحد، حيث كان قد بلغ مستوى 78.40 دولاراً، قبل أن يُغلق الإثنين على تراجع حاد، ما شكل صدمة قوية للأسواق والفاعلين في قطاع الطاقة.

ويرى خبراء أن هذا الانخفاض الكبير يعكس هشاشة السوق أمام التقلبات الجيوسياسية، خاصة في ظل حالة الترقب التي تسود العالم بشأن التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، وتداعيات ذلك على استقرار تدفقات الطاقة من المنطقة.